هل معقول.. أن تنكمش صناعة السينما فى مصر.. لتصبح -كما يطلقون عليها الآن- سينما شهرى يوليو، وأغسطس.. بمعنى أن معظم الأفلام يجرى عرضها فى هذين الشهرين بالذات باعتبارهما شهرى الصيف، والإجازة- بحيث يأتى «للشباك».. كل من يريد أن يضيع وقتا.. دون أن يبحث عن الفن الراقى، والنوعية المتميزة.
* * *
من هنا.. فإن ذلك يقودنا إلى حقيقة مهمة تقول إن المخرجين «العباقرة» -وهم للأسف قلة- أصبحوا مجمدين شبه عاطلين.. عازفين رغم أنفسهم عن تقديم الأعمال الجيدة التى ينبغى أن نزهو بها وليس العكس..!
لدينا -والحد يقال- مخرجون يتمتعون بكل مقومات الموهبة، والملكة، والعلم، والفن، والدراسة، والخبرة ورغم ذلك يبتعد عنهم المنتجون..؟!
لماذا..؟!
الجواب فى بساطة أن هؤلاء المخرجين لا يقبلون أن يقدموا أفلاما مثل الأفلام إياها.. بوحة، ونوحة، وعسكر وحرامية.. و.... و... الأمر الذى لا يروق المنتجين الذين يرون أن هذه الأفلام تجلب لهم الملايين.. عكس الأفلام الجادة، والمحترمة..!
* * *
المشكلة الآن.. أننا جميعا نخشى أن يرحل هؤلاء المخرجون عن أرض الوطن.. ليمارسوا هوايتهم وفنهم.. فى بلدان أخرى.. وربما يكون لهم الحق.. لأسباب عديدة.. مادية.. ومعنوية وشخصية.
على الجانب المقابل.. لا توجد لدينا آليات تنفيذ.. نستطيع من خلالها تهيئة «المناخ» الذى يسمح لمثل تلك العناصر الفنية المبدعة بالبقاء، وتقديم «روائع» مثل التى كانت تتميز بها مصر «أيام زمان».
* * *
استنادا إلى تلك الحقائق.. فإن ما أود أن أخلص إليه أنه ينبغى على الأقل.. تنظيم جلسات استماع يشارك فيها كل من المنتجين، والمخرجين فقط.. كل منهم يسمع ما يجيش به صدر الآخر.. بشرط أن يحضر تلك الجلسات.. وزراء الثقافة، والإعلام، والشباب، والتعليم، والتعليم العالى.. لنحدد أهدافنا بالضبط.. ونضع أيضا الوسائل.. التى تمكننا من تحقيق صناعة سينما جيدة.
ربما يرفض المنتجون المشاركة.. فهذا أمر وارد تطبيقا لمبدأ المكسب والخسارة.. لكن تأكدوا أنه سوف تظهر تلقائيا فئة جديدة أخرى تكون أشد حرصا على سمعة السينما المصرية.