ألهذه الدرجة.. أصبحت إدارة التليفزيون «عاجزة» عن سداد مستحقات معدى البرامج، والمخرجين.. والمذيعين.. وغيرهم.. وغيرهم..؟
للأسف.. إن شعورًا عامًا يسود الجميع الآن.. بأن التليفزيون يأكل حقوق أبنائه.. فى حين أنه الذى ينبغى أن يوفر لهم أفضل مناخ يساعدهم على الإبداع، والابتكار..!
* * *
منذ أيام.. أراد مجموعة من مذيعى ومعدى البرامج بالقناة الثامنة صرف «أذون» لهم بمبالغ لا تتجاوز فى مجموعها الألف جنيه.. لكنهم وجدوا أن الخزينة عندهم «خاوية».. فماذا عساهم فاعلين.. وهم الذين يحتاجون إلى نقود لمواجهة تكاليف، وأعباء الحياة..؟؟
* * *
استقلوا القطار من أسوان للقاهرة.. ثم ركبوا «تاكسى» حتى مبنى التليفزيون بماسبيرو.. وكانت المفاجأة أن الخزينة قد أغلقت أبوابها.. مما اضطرهم للمبيت فى العاصمة..!
صباح اليوم التالى.. هرعوا حيثما كانوا بالأمس.. وهناك استمعوا إلى نفس العبارة المعادة، والمكررة التى من أجلها.. سافروا أكثر من ألف كيلو متر.. «آسفين.. لا توجد فلوس»..!!
* * *
تطوع أحدهم.. وذهب إلى أحد أقربائه فى القاهرة حيث حصل منه على سلفة قدرها خمسمائة جنيه سدد منها نفقات الفندق الذى أمضوا فيه ليلتهم.. وثمن تذاكر العودة حتى أسوان.. بينما الدموع تكاد تنهمر من عيونهم على ما أصابهم..!!
* * *
بالله عليكم.. هل تتوقعون من هؤلاء الشباب أن يعملوا بحماس، ورضا، وقناعة.. أم أن كلهم قد تحولوا -بالفعل- إلى موظفين روتينيين لا يمتون إلى الإعلام بصلة..؟؟
أكثر من هذا.. فإن شأنهم شأن جميع زملائهم فى القنوات الإقليمية.. قد تقرر تقليص عدد البرامج التى يقدمونها تحت شعار «ترشيد الانفاق«.. وبالتالى من كان قد وجد ذاته فى ثلاثة برامج.. فها هى الأبواب قد أغلقت أمامه.. ولم تعد الفرصة متاحة له إلا من خلال برنامج واحد فقط..!