سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " وزراء 2020 يجتهدون.. ويتعهدون.. وينفذون "

بتاريخ: 26 ديسمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

وزراء 2020 يجتهدون.. ويتعهدون.. وينفذون

*نحن نصدق وزير المالية:

أحوالنا المعيشية تتحسن.. والأسعار تظل في الانخفاض

*..ونثق فى قدراتنا السياسية والعسكرية:

أمننا القومى.. عصى على الاقتراب

*وننتظر في لهفة عودة الصناعة المصرية بكفاءة واقتدار

*النجاح المأمول من ثلاثي الخير.. السياحة.. الطيران.. والآثار

*إصلاح ماسبيرو.. بين تطلعات هيكل.. وواقعية زين

*حكم الملالي يترنح.. الهتافات تدوي في العراق:

*البصرة حرة.. حرة.. إيران برة.. برة

*وفاة قايد صالح رسالة من السماء لأهل الأرض

*وفي لبنان.. هل ينجح دياب فيما فشل فيه الآخرون؟

 وزراء حكومة مدبولي الثانية جاءوا ومعهم خريطة طريق واضحة.. رسمها لهم بدقة وإتقان الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه بهم عقب أداء اليمين الدستورية.

هذه الخريطة تقول: العمل.. ثم العمل.. يعنى الاجتهاد واجب.. والكد أمر مفروغ منه.. والوعود البراقة ليس لها مكان على الساحة فالمهم.. التنفيذ.. وما تشهده أرض الواقع من نتائج تلمسها الجماهير في حياتهم المعيشية.

يعني باختصار شديد.. كل وزير يدرك جيدا أن الكلمات التي ينطق بها لسانه ستكون خير شاهد إما له وإما عليه.. وبالتالي الأفضل.. عدم الإسراف في توزيع الوعود.. إلا إذا كان صاحبها موقنا أبلغ يقين بأنه قادر على تحويل أقواله إلى أفعال.

***

من هنا.. دعونا نصدق ما أعلنه محمد معيط وزير المالية بعد تجديد تعيينه.. فقد ذكر الوزير صراحة أمام مجلس النواب أن الحكومة سوف تتخذ خلال عام 2020 إجراءات من شأنها تحسين أحوال المواطنين الذين سيتم تعويضهم –حسب قول الوزير- مقابل تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي.. وهذه الإجراءات تتمثل من بين ما تتمثل في السيطرة على التضخم وبالتالي استمرار انخفاض الأسعار..

ثم.. ثم.. فليتذكر الوزير أن تعهده بإجراء حركة ترقيات واسعة بالجهاز الإداري للدولة.. سيظل دائما داخل بؤرة اهتمام الموظفين حتى تخرج الحركة إلى النور.. وهنا لابد أن يكون واضحا.. أن أي تحسن يطرأ على أحوال الموظفين يمتد تلقائيا ليشمل كافة فئات الشعب على اعتبار أن أي بيت مصري لا يخلو من موظف أو عامل يعمل بالحكومة.. أو بأجهزة الحكم المحلي.. أو شركات قطاع الأعمال..

عموما.. ها هو على ثقة بأنه سيوفي وعوده بإذن الله تعالى وفضله.

***

أيضا نحن على مدى تاريخنا الطويل.. لم نفرط قيد أنملة في أمننا القومي.. بل دائما نؤكد أنه خط أحمر.. من يجرؤ على المساس به.. يلقى جزاءه بما يجبره على العودة من حيث أتى مذعورا.. محسورا.. ونادما على تهوره وحماقته.. وفقدانه القدرة على التفكير السليم.

ونحن ننتهز فرصة حلول عام جديد وتشكيل وزارة جديدة لنؤكد ونؤكد على أن أمننا القومي سيظل دائما وأبدا عصيا على الاقتراب.. وبالتالي إذا وضعنا في الاعتبار.. هذه التحركات التركية المستفزة فوق الأراضي الليبية التي هي امتداد لأمننا القومي.. فالنتيجة لن تكون بأي حال من الأحوال في صالح رجب طيب أردوغان الذي أقسم الجيش الوطني الليبي.. بمختلف قياداته.. أن الطائرات المسيرة التي يريدها فايز السراج رئيس الحكومة المؤقتة .. ومعها الدبابات سوف يتم تدميرها تدميرا.. فهل بعد هذا الموقف الصريح والواضح والشجاع يمكن أن يستمر أردوغان على عناده.. وصلفه.. وغروره.. أم ستفرض عليه الظروف إعادة تقييم مواقفه.. وسلوكياته المشينة..؟

هذا ما ستكشفه الأيام أو الأسابيع الأولى من عام 2020 بإذن الله.

***

ولأن أعضاء الحكومة الجديدة قد تم اختيارهم بدقة وإتقان.. فنحن جميعا نعلق على وزيرة الصناعة إحياء الصناعة المصرية من جديد.. من خلال إعادة تشغيل المصانع المتوقفة.. ومنح حوافز للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر .. وهذا ما كان يعد به كثيرا الوزير السابق.. دونما تطبيق عملى على أرض الواقع.

الآن.. واضح أن الوزيرة الجديدة.. فاهمة ومدركة للمهمة التي أوكلت إليها.. مما يسهل إعادة ضخ شرايين الحياة في قلب المصانع المتوقفة.. والأخرى التي ترفض العودة إلى زمن الخصخصة وبيع الأصول الهائلة من أراضٍ.. وماكينات.. وقوة بشرية..

***

ثم..ثم.. ماذا عن ثلاثي النجاح المأمول.. أقصد هذا الهيكل المتناغم الذي لابد وأنه سوف يتشكل تلقائيا ليضم كلاً من وزير السياحة.. ووزير الطيران.. ووزير الآثار..!

أنا شخصيا أرى أن هذا الفريق لو أدى عمله بتفانٍ وإخلاص.. وبعيدا عن أي نوع من أنواع الحساسية فسوف نجني كشعب أفضل الثمار..!

نحن نعلم.. أن السائح عندما يهبط أرض مطار القاهرة.. يصطدم بمناظر وأشكال لا تسر.. من أول تأخير وصول الحقائب تأخيرا.. يثير الحنق والغضب.. وحتى الخروج من الدائرة الجمركية بعد أن يكون تعرض لسخافات الحمالين.. بل والموظفين أيضا.. ثم سائقي التاكسيات الذين ما أن يشاهدوا السائح حتى يجبروه على الدخول معهم في مساومات ومقايضات.. وشد وجذب بما يترك أسوأ انطباع لدى الضيف الأجنبي الذي لابد وأنه يتمنى بينه وبين نفسه ألا يعود بعد ذلك أبدا..!

لذا.. إذا نجح وزير الطيران الجديد في تنفيذ وعده بمنع الإكراميات إذا تمكن من تحسين الخدمة داخل الطائرات وأمام كاونترات وزن الحقائب.. وكاونترات الجوازات.. فسوف تحدث ولا شك الطفرة الكبرى.. فما بالنا إذن وقد جاءت وزارة الآثار.. بتصور جديد للسياحة التقليدية الأثرية التي تنتشر معالمها في شتى ربوع مصر.. من أول القاهرة والجيزة.. حتى أسوان وأبو سمبل..

عندئذ.. سترتفع معدلات السياحة تلقائيا فماذا يريد الضيف الأجنبي -أي ضيف أجنبي- من بلد ربما يزوره لأول مرة.. أو زاره مرات سابقة.. أكثر من تلك الخدمة المتكاملة التي يشترك في غرس دعائمها ثلاث وزارات اتفق كل منها على الارتباط بالأخرى ارتباطا وثيقا.. بحيث تصبح السيمفونية متناغمة الأصوات بعيدة عن كل ما هو نشاز..!

***

والآن.. فلنتوقف برهة أمام الوزير المفاجأة وأعني به وزير الإعلام.. أو بتعبير أدق وزير الدولة للإعلام..!

لقد زادت التكهنات في الآونة الأخيرة.. وتعددت الشائعات.. فمنهم من يقول إنه ستنشأ وزارة للإعلام ومنهم من يزعم العكس.. حتى جاء الخبر اليقين.. خبر تعيين أسامة هيكل.

وأسامة هيكل عمل رئيسا لمجلس إدارة الإنتاج الإعلامي ورئيسا للجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان وقبلها بسنوات عديدة شغل نفس المنصب الوزاري..!

وبعيدا عما ينص عليه الدستور.. أو يقوله القانون.. فلابد أن أسامة هيكل سوف يركز على إصلاح أوضاع ماسبيرو.. أي التليفزيون المصري لاسيما وقد كانت له من قبل تصورات واقتراحات..

السؤال: هل يتمكن وزير الدولة من اتخاذ إجراءات عملية لتطبيق برنامج الإصلاح الذي يريد تطبيقه.. أم أن هناك ما يحول بينه وبين ذلك.. في ظل وجود الهيئة الوطنية والتي يرأسها رجل إعلامي لديه خبرات وتجارب في نفس المجال ليس هذا فحسب.. بل هناك أيضا المجلس الأعلى للإعلام الذي يرأسه صحفي مخضرم.. تتوفر لديه هو الآخر صفات.. ومقومات..؟

 هيكل –كما أتصوره- يرى أن إصلاح ماسبيرو ليس ضربا من ضروب المستحيلات.. بل يمكن تطويره وتحديثه.. والانطلاق بقنواته التليفزيونية.. ومحطات إذاعاته الهوائية إلى ما يجعله قادرا على احتلال مركز الصدارة من جديد..

على الجانب المقابل.. فإن حسن زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام يشغل هذا المنصب منذ نحو ثلاث سنوات.. ولابد أنه حاول اقتحام عش الدبابير مرارا وتكرارا بما يكفل تحقيق التطوير المأمول.. ورغم ذلك مازالت الأمور في ماسبيرو على ما هي عليه.

من هنا.. تتطلب الظروف من أسامة هيكل أن يتعامل وكأنه يمسك بريشة فنان ماهر.. في نفس الوقت الذي يقتنع حسن زين أن التجديد إنما يصب أولا وأخيرا عنده طالما أنه متواجد كرئيس الهيئة الوطنية للإعلام.. اللهم إلا إذا حدث ما لم يكن في الحسبان..!

***

بعد هذا الاستعراض لشئوننا المحلية التي لابد وأنها مرتبطة تمام الارتباط بالأوضاع الإقليمية والدولية.. دعونا نتأمل ما يجري في العراق.. وإيران..!

لماذا الاثنتان..؟ لأن إيران أصبحت لديها اليد الطولى في العراق.. هي التي تحرك المظاهرات.. وهي التي تملي قراراتها وهي التي تدبر وتخطط وتنفذ العمليات الإرهابية.. لدرجة أن العراقيين ضاقوا ذرعا بهذا التدخل السافر.. واشتعلت المظاهرات التي تتعالى فيها الهتافات : البصرة .. حرة .. حرة.. إيران برة .. برة..!

وهكذا دوت صيحات الرفض للتواجد الإيراني ورغم ذلك مازال الملالي مصرين على العبث بأصابعهم داخل البلد الجار..متغاضين عما يشهده وطنهم من أزمات وكوارث.. ينجم عنها سقوط مئات الضحايا كل يوم.. وجرح الآلاف.. فضلا عن نصب أعواد المشانق للأطفال والشيوخ سواء بسواء.

بالله عليهم.. أيهما أفضل وأكثر أمانا بالنسبة لهم.. أن يكفوا عن التدخل في شئون الآخرين.. أم يستمروا في سياسة التآمر.. وإشعال النيران في مناطق شتى من العالم..؟!

على أي حال.. سوف يجيئهم اليوم الذي يعرفون فيه.. أن الله سبحانه وتعالى ليس بغافل عما يفعله من نصبوا أنفسهم أوصياء على عباده.. وإن غدا لناظره قريب.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن وفاة الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري.. إنما هي بمثابة رسالة من السماء لتؤكد قدرة الله سبحانه وتعالى على ترتيب شئون كونه وفقا لإرادته وحده.. وعظيم سلطانه.

لقد شاءت إرادة الله أن يغادر قايد صالح الحياة بعد يومين من انتخاب رئيس الجمهورية الجديد والذي في سبيل إجراء عملية الانتخابات في حد ذاتها بذل الرجل جهودا خارقة من أجل الحفاظ على سلامة المجتمع الجزائري ومنع نشوب حرب أهلية بين أبنائه.. وبعد أن استتبت الأمور.. ذهبت روح الرجل إلى بارئها حتى يزداد المؤمنون إيمانا وأيضا غير المؤمنين بأن الله وحده هو الذي له ملكوت السموات والأرض.. وإليه ترجع الأمور..

***

في النهاية ننتقل من خلال هذا التقرير إلى لبنان الذي يصارع أبناؤه من أجل حياة أفضل.. بعد سنوات من الانهيار الاقتصادي والسياسي.. والاجتماعي..!

لقد جاءوا برجل طيب اسمه حسان دياب ليرأس الحكومة بعد استقالة سعد الحريري وبعد فشل مؤيديه في إعادته ثانية إلى الحكم.. الشبهات كلها تحيط بحسان.. الذي يبدو وكأنه حصل على موافقة حزب الله وحركة أمل قبل طرح اسمه.. وإن كان نفسه يؤكد على استقلاليته.. ورفضه أن يكون تابعا لأي قوة من القوى.. فهل سيتمكن من السير حتى نهاية الطريق.. وينجح في تشكيل حكومة من التكنوقراط دون أن يكون لأي من أعضائها صلة بطائفة من الطوائف أو حزب من الأحزاب ..؟!

للأسف.. اللبنانيون.. يشكون في نوايا الرجل.. بل يأخذون تصريحاته.. بتحفظ وتحفظ بالغ.. تاركين الحكم في النهاية.. للتوليفة الوزارية .

لعل.. وعسى..!

***

و..و..وشكرا