سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "نعم.. الإدارة علم وفن.. ومفتاح للنجاح "

بتاريخ: 28 ديسمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*نعم.. الإدارة علم وفن.. ومفتاح للنجاح

*قال عنها العالم الياباني "وليم أوشي":

حسن اختيار الموارد البشرية.. والجميع يشارك في حل المشاكل

*الآن وبعد ملاحظات الرئيس:

التطوير والتحديث يصيران الهدف وليس الخروج من الخدمة

*ها هي الأبواب مفتوحة أمام القطاع الخاص.. فلماذا التخاذل؟

*مناخ جديد في مصر الحديثة خلال أعياد المسيحيين

*العالم كله ينادي بالسلام.. وأردوغان يصر على اللعب بالنار

*سلوك حضاري للجزائريين .. وهم يشيعون قايد صالح

*والعراقيون واللبنانيون.. يعقدون المواقف أكثر وأكثر

*الإثيوبيون يفبركون الروايات.. فلا تستمعوا إليهم

النجاح له مذاق خاص.. وصانع النجاح لابد وأن تتوفر لديه مقومات وسمات خاصة قد لا تكون عند غيره.

ومن حق.. كل من يحرز خطوة للأمام أن يحتفي بنفسه ويشيد بكل من شارك معه في دفع عجلة التقدم.

في نفس الوقت.. ليس عيبا.. أن يتخذ الآخرون من صانع النجاح قدوة ومثلا في سلوكياتهم وأعمالهم.. فعندئذ.. يمكن أن يتحول المجتمع إلى فريق.. متناسق النغمات.

وهنا لابد أن يوضع في الاعتبار .. أن عالم النجاح والناجحين لا يتحقق إلا في ظل إدارة رشيدة وحكيمة تحسن تقدير الأمور.. وتملك القدرة على استثمار الأدوات جميعها سواء أكانت بشرية أو مادية أو معنوية.

والإدارة أو ثقافة الإدارة.. تحدث عنها كثير من العلماء والخبراء على مستوى العالم أجمع.. مثلا يقول عنها آدم سميث العالم البريطاني الشهير: الإدارة هي علم وفن.. وهي متجددة أي ليست محصورة في قوالب ثابتة بهدف الوصول إلى الأهداف.. المرسومة وسط مناخ آمن .. ومستقر يستشعر الناس فيه.. بالسعادة.. والأمل والتفاؤل.

***

ولقد دخلت اليابان في أواخر القرن الماضي عالم الدراسات والأبحاث الإدارية .. حيث برز من علمائها من برز.. وأولهم في هذا الصدد وليم أوشي الذي ذاع صيته عندما طرح نظريته التي أسماها"زد" " "zوالتي أقامها على أسس واضحة ومحددة أهمها توفير الأمن الوظيفي للعاملين حتى يكون لديهم "حافز معنوي"لإتقان العمل.. في نفس الوقت الذي يؤكد فيه على ضرورة وجود مدير واحد فقط هو الذي يتولى المسئولية على أن يخضع للحساب في نهاية كل عام.. أو كل عامين على الأكثر.

***

ولقد أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي أول أمس إلى ما أسماه بثقافة الإدارة ضاربا المثل بالقطاع العام الذي تنحصر مشكلته ليس في تنفيذ المشروعات بل في ثقافة الإدارة التي تشكلت عبر سنين طويلة.

ومن هنا.. طالب الرئيس برفع كفاءة 51 مزرعة إنتاج حيواني بدلا من خروجها من الخدمة كما أراد لها وزراء الزراعة السابقون كما امتد نفس النهج تقريبا للوزير الحالي.

طبعا.. ما ينطبق على هذه المزارع.. لابد وأن يشمل مجالات أخرى بحيث يكون الهدف الوصول إلى الأفضل وتحريك المياه الجامدة من خلال إدارات ناجحة تنتشر في كافة المواقع وهذا ليس من الصعوبة بمكان.. بل إننا بذلك نوفر الوقت.. والجهد.. ونزيد من إنتاجنا.. وبالتالي من معدلات التصدير للخارج.

ببساطة شديدة.. العبرة دائما في المدير القادر على التعامل بحكمة مع الأدوات المادية والمعنوية.. ومستثمرا لمجهودات العاملين معه.. والذين يشركهم في وضع التصورات والأفكار والاقتراحات وكذلك حل الأزمات والمشاكل بحيث يوقن كل فرد في المنظومة أهمية الدور الذي يؤديه بصرف النظر ما إذا كان دورا فرعيا أو هامشيا.

***

على الجانب المقابل أجاب الرئيس عن سؤال يتردد كثيرا حول مشاركة القطاع الخاص في المشروعات التي تتولاها القوات المسلحة مؤكدا أن الأبواب مفتوحة أمام هذا القطاع.. خصوصا وأن شركات القوات المسلحة أو جهاز الخدمة الوطنية ستطرح في البورصة المصرية والفرصة متاحة لكل المواطنين.

الآن وبعد كلام الرئيس.. لم تعد هناك حجج للتخاذل.. أو التراخي سواء من جانب الشركات الخاصة.. أو الأفراد لكي يشاركوا في أعمال التشييد والبناء التي تشهدها مصر في زهو وفخار..

***

ثم..ثم.. دعونا نتوقف لنتأمل هذا المناخ الجديد الذي تعيشه مصر الحديثة.. وأقصد به مناخ أعياد المسيحيين .. ومشاعر الألفة المتبادلة بين جميع فئات الشعب المصري وبعضهم البعض..

مثلا.. المسيحيون على اختلاف طوائفهم يتبادلون التهاني في مودة وبلا حساسيات .. فالأرثوذكس يحتضنون الكاثوليك.. والبروتستانت يتعانقون مع الأرمن بحيث يمكن القول –بحق- إن مظلات السلام الاجتماعي ترفرف عالية فوق ربوع الوطن.

ليس هذا فحسب.. بل العلاقات بين المسلمين والمسيحيين باتت أكثر دفئا.. ولعلك تلمس ذلك من خلال اللقاءات الموسمية.. وغير الموسمية.. حيث اختفت المشاهد التمثيلية.. والعبارات التقليدية التي كانت في أحيان كثيرة مثار تندر بزعم أن اللي في القلبxالقلب.. والآن ما في القلوب يعكس بلا شك ما يشهده الواقع.. وما تنطق به التجارب الإنسانية المتبادلة يوما بعد يوم.

***

وبمناسبة الأعياد.. واللقاءات.. والاحتفالات.. فها هو العالم كله يتحدث عن السلام ويدعو إليه.. بينما هناك رجل إرهابي مغرور اسمه رجب طيب أردوغان يصر على اللعب بالنار..!

لقد شهدنا وسمعنا البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وهو يبعث برسالة للناس في كل زمان ومكان مطالبا إياهم بالعيش في سلام وأمان.. وقد ذكر منطقة الشرق الأوسط.. على وجه الخصوص ومنها لبنان الذي يأمل البابا في أن يجد شعبه مخرجا للأزمة وسوريا التي يتمنى أن تتوقف فيها حمامات الدم.. ثم اختص جنوب السودان أكثر وأكثر ليذكرهم بوعدهم بتشكيل حكومة وحدة انتقالية مع بداية يناير القادم.

تصوروا.. كل هذا يتحدث عنه بابا الفاتيكان .. في وقت نجد فيه الوالي العثماني المزيف وهو يعمل على تأجيج الصراعات في ليبيا بالذات.

وللأسف.. حركاته وتحركاته مكشوفة للعيان.. وللمجتمع الدولي الذي ضاق ذرعا بأمثاله من الإرهابيين.. فتارة يذهب إلى برلمان بلاده مطالبا بمنحه صلاحيات لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.. وتارة أخرى يقوم بزيارة مفاجئة لتونس في محاولة للحصول على تأييد حكومتها الجديدة .. وتارة ثالثة .. يقف ليخطب في الجماهير ليبدو وكأنه الفارس المغوار..

أعود لأقول هذه الحركات والتحركات كفيلة بإشعال ألسنة اللهب أكثر وأكثر في ليبيا.. التي يريد شعبها العيش في أمان وسلام.. لكن كيف وهناك مازال على ساحة الغدر والعدوان.. أمثال رجب طيب أردوغان وتميم بن حمد.. اللذين يتصوران.. أنهما قادران على تغيير الأمر الواقع خارج حدودهما لكن سوف يجيء يوم قريب.. يندمان فيه حيث لا ينفع الندم.

وإنا معهم لمنتظرون.

***

على الجانب المقابل.. لقد سلك الجزائريون سلوكا حضاريا خلال تشييع جنازة قايد صالح رئيس أركان الجيش الذي وافته المنية بغتة بعد أن انتهى من ترتيب كل الأوراق في بلده..

لقد اختفت المظاهرات.. ولزم المحتجون الصمت.. وتحدث الجميع لغة واحدة تحمل كلمات الإشادة والتقدير.. للراحل الذي سبق أن حافظ في حياته على تماسكهم قدر ما استطاع..!

والآن.. وبعد أن استقرت الأمور.. وبعد هذا المسلك المشرف من الجزائريين.. يا ليت .. ويا ليت أن ينصرفوا إلى إعادة بناء البلد بدلا من تضييع الوقت والجهد فيما لا يفيد..!

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن كلا من العراقيين واللبنانيين مصرون على السير في طريق الخلافات والنزاعات حتى النهاية..!

العراقيون يرفضون جميع الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة.. واللبنانيون نفس الحال وإن كان المرشح بات واحدا فقط لكن لا يحظى بالتأييد المطلوب..!

بكل المقاييس.. النزاعات العرقية والطائفية تلعب دورا خبيثا.. والرغبة في الانتقام والانتقام المتبادل تزداد ضراوة يوما بعد يوم..!

لذا.. فالسؤال:

وماذا بعد..؟

صدقوني.. لا أمل.. ولا حل.. إلا من خلال اتفاق العراقيين مع بعضهم البعض واللبنانيين مع بعضهم البعض أيضا..!

فهل يا ترى.. هل هذا الهدف من الصعب تحقيقه.. أم يمكن أن يعود الجميع إلى كلمة سواء..؟

بديهي.. الحسابات معقدة.. والمعادلات أشد تعقيدا..!

لهم الله..

***

أخيرا.. أوجه كلمة للأخوة الإثيوبيين.. وأخرى للمصريين.. الإثيوبيون تعودوا على أن يفبركوا الروايات وينشروا الشائعات ويزيفوا التصريحات..فأرجوكم أرجوكم لا تستمعوا إليهم..!

هل يصدق عاقل واحد ما زعمه وزير إثيوبي بأن مصر تنازلت عن المطالبة بـ40 مليار متر مكعب من مياه النيل..؟

بديهي.. هذا ضرب من ضروب المستحيلات .. فلا مصر تنازلت ..ولا يمكن أن تتنازل.. أما إذا كانوا يعتقدون أنهم يشنون علينا نوعا من أنواع الحرب النفسية.. فنحن بدورنا نقول لهم: هيهات .. هيهات.. فالإرادة المصرية لا يمكن أن تهن.. أو تضعف..

والأيام بيننا..!

***

                  مواجهات

*أرجوك.. وألح في الرجاء: استقبل العام الجديد.. وأنت مبتسما.. راضيا.. قانعا.. موقنا برحمة الله.. وجوده وكرمه.

بعد ذلك.. انطلق.. وعش حياتك.

***

*يخطئ من يودع العام الراحل وهو شامت أو غاضب .

تذكروا.. العام.. والشهر .. والسنة.. واليوم من صنع الله سبحانه وتعالى.. وبالتالي لا يملكون من أمر أنفسهم نفعا ولا ضرا..

***

*أعجبتني هذه الكلمات:

ما أبحر إنسان في نوايا الناس إلا غرق.. علينا بالظاهر.. والله يتولى السرائر..

***

*قال الأديب العالمي شكسبير يوما:

انتهى زمن الكريم الذي إذا أكرمته ملكته ..

ما رأيك هل توافقه.. أم تختلف معه..؟

***

*ترى هل دار بمخيلة الوزير في أول اجتماع للحكومة بعد التعديل الأخير.. عمن كان يجلس بجواره.. ثم جاء غيره ليحل محله؟

أحسب أن جميعهم انتابهم هذا الشعور..لكنهم طبعا لا يفصحون..!

عموما.. الحياة لا تقف عند وتيرة واحدة.

***

*أعظم كنز في الدنيا الفضيلة.. وأقوى عذاب.. الضمير..

***

*الإخلاص.. نوع من أنواع الوفاء.. والصراحة تقود صاحبها إلى النجاة.. بشرط ألا تكون صراحة مطلقة تصل إلى حد الاعتراف.

***

*غريب أمر هذا الرجل.. أنه يهرب من سماع النصيحة وينصت لسماع الفضيحة..!

عيب..!

***

*أصعب مراحل الحياة .. أن تكون بلا عمل.. أو بلا حب..!

***

*العقل المتقد.. حساده كثيرون.. أما القلب الطيب فعشاقه أكثر..!

***

*قليل من العلم مع العمل به.. أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به.

                أفلاطون

***

*وهذا ما قاله أرسطو:

إذا لم تكن كتابا يفيد غيرك.. فكن قارئا تفيد نفسك..!

الآن.. لا يوجد.. لا كتب.. ولا قراء..!

***

*أخيرا نأتي إلى مسك الختام:

عود فؤادك ما استطعت على التقى

وارجع فذاك هو الملاذ من الشقا

واضرع لربك إن أردت سعادة

واقصده دوما إن أردت المرتقى

وارجُ الكريم تفز بفيض عطائه

واتبع خطى المختار واسلك دربه

يا سعده من بالرسول تعلقا

يا تائها في البيد حسبك ما جرى

فالسهم صابك والدجى قد أطبقا

عجل إلى رب الوجود بتوبة

وانصر حجاك على الهوى والمنطقا

أو تحسبن العمر يبقى سرمدا

سبحان من دون الأنام له البقا

***

و..و..وشكرا