*الابتسامة.. اتفاق العام الجديد..
*صدقني.. لا تكلفك شيئا.. ولكن:
تفتح لك أبواب الأمل والتفاؤل والنجاح
دعونا نتفق على أن نبدأ العام الجديد بابتسامة..
نعم بابتسامة..!
هل ذلك بالأمر العسير.. لاسيما إذا وضعت في اعتبارك أن هذه الابتسامة هي التي تفتح أبواب الأمل والتفاؤل والنجاح أيضا؟
ويقول العلماء إن الابتسامة تذيب الجليد.. وترسخ مشاعر الطمأنينة.. وتضمد الجراح كما أنها مفتاح العلاقات الإنسانية الرائقة.
ويقولون أيضا.. الحزن لا يغير من الواقع شيئا.. لكن الابتسامة تخلق واقعا جديدا.
***
بعد هذه السطور السريعة.. فإن السؤال الذي يثور:
وهل نحن في مصر لدينا ما يدفعنا إلى أن نرسم على شفاهنا تلك الابتسامة الدائمة.. أم أن ثمة عقبات وصعوبات تمنعنا من الاستمتاع بتلك الميزة الربانية..؟
الإجابة نعم.. وألف نعم.. والأسباب كثيرة:
لقد أصبحنا نستيقظ من نومنا لنغادر منازلنا ونحن مطمئنون إلى أن أهل البيت في أمان.. وتحركنا في الشارع تلفه حصون الأمن.. ومقار أعمالنا.. تحميها قواته.. وإرادتنا الصلبة القوية.. فإذا ما عدنا في المساء.. فسنجد نفس القدر من الأمان والسلام اللذين تنتشر صروحهما فوق شتى ربوع الوطن.. ربما تحدث تجاوزات أو بعض التجاوزات لسبب أو لآخر.. لكن سرعان ما يتم التصحيح لتعود الأمور إلى مسارها الصحيح.
إذن.. لماذا لا نبتسم..؟
***
أيضا.. من أهم عناصر صناعة الابتسامة الثقة بالنفس.. والثقة بالإمكانات والقدرات سواء الشخصية أو العامة.. وأحسب أننا أصبحنا – والحمد لله- شديدي الثقة بأنفسنا.. والدليل أننا نجري إصلاحا اقتصاديا.. دون أن نشكو أو نتبرم.. ونقيم مشروعات عملاقة بغير تردد.. أو تباطؤ.. وننشئ شوارع وطرقا في محاولات للقضاء على التكدس الذي طالما عانينا منه على مدى عقود وعقود.
***
ويكفينا .. أن شبح المرض الذي هدد حياتنا كثيرا كثيرا.. أخذ يتوارى ويتراجع.. أو في سبيله لذلك بعد ذلك الاهتمام البالغ الذي توليه الدولة للرعاية الصحية والتي أسفرت عن القضاء على فيروس سي وأنهت قوائم الانتظار في العمليات الجراحية.. وركزت على صحة المرأة.. وعيون الأطفال.
بالله علينا.. هل أناس يعيشون في ظل ذلك المناخ الطيب .. أليس جديرا بهم أن يحولوا "التكشيرة" إلى بسمة.. وبسمة دافئة وصادقة..؟!
الأهم.. والأهم.. أننا نذهب ونجيء.. ونروح ونأتي.. وفي أذهاننا.. وداخل دائرة مخيلاتنا.. تلك المجتمعات القريبة أو البعيدة.. التي تفككت من الداخل وتحول أهلها إلى فارين.. أو مطاردين أو لاجئين.. وأصبحت جيوشها مبعثرة.. وممزقة الأوصال.. يبحث جنودها وضباطها السابقون عن لقمة خبز فلا يجدون..!
أما نحن بفضل الله ورعايته.. بمثابة رمانة ميزان العالم.. فمن ينشد السلام لابد أن يحصل منا على توليفة مواجهة الإرهاب ومنع الصراعات والنزاعات.. ومن يرد.. إخماد النيران قبل اشتعالها.. عليه أولا.. الاستماع إلينا باهتمام .. وإنصات بالغين.
وبالتالي فقد أجبرنا.. أو بالأحرى نجبر كل مغامر.. ومتهور.. على الوقوف عند حده وإلا حدث له ما لا يحمد عقباه..
***
على الجانب المقابل.. ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن الابتسامة لها أعداؤها بالضبط مثل النجاح.. والتميز.. والشهامة.. والبطولة وما إلى ذلك من مزايا يتمتع بها الفرد أو الجماعة سواء بسواء..!
هؤلاء الأعداء.. يتساءلون في خبث كيف تعم الابتسامة وجوه كل بني الوطن..ومنهم مازال يعاني من شظف العيش بسبب ارتفاع الأسعار وقلة الدخل.. أو يشكو البطالة أو لا يستطيع الهجرة.. إلى الخارج بحثا عن حياة أفضل..!
لكل أصحاب تلك الدعاوى المغرضة..أسوق لهم قول الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو طاليس:
الابتسامة لا تكلف شيئا.. لكنها تعود بالخير الكثير.. وهي لا تستغرق وقتا.. لكن ذكراها تبقى طويلا.. طويلا..
ما رأيك.. فيما يقوله الفيلسوف الشهير..؟!
***