*وقفة تأمل.. في محطات التاريخ!
*يستحيل أن تنسى البشرية.. هتلر.. وروبسبير.. وموسوليني لكن:
هل يتعلم أردوغان.. ويفيق إلى صوابه..؟
* مرة أخرى.. كل عام وأنت بألف خير..
كل عام.. ومصر.. وطنك الغالي ينعم بالأمن والأمان.. والسكينة..والطمأنينة.
كل عام.. وأنت وأهلك وذووك تخطون قدما إلى الأمام.. ترسخون معاني العدل والإخاء والمساواة..
***
واسمحوا لي أن أستعرض معكم ونحن نستقبل هذا العام الجديد.. ملفات التاريخ لنتوقف أمام بعض محطاته.. ونتأمل فيما صار إليه البشر على مدى عقود وعقود.
غني عن البيان.. أن الناس في مناطق شتى من العالم.. يستقبلون العام القادم.. بالتهليل.. والغناء.. والرقص والعناق..و..و..!
على الجانب المقابل.. هناك أناس في بعض المناطق من العالم يحتفلون بطقوسهم التي يمارسونها بهذه المناسبة.. وأولها: الصلاة والزكاة.. وأداء العمرة إذا تيسر لهم أداؤها.
في نفس الوقت – للأسف- هناك شعوب تمزقت أوصالها وهام أبناؤها على وجوههم يبحثون عن المأوى.. والمأكل.. والملبس.. لتضيق بهم السبل أكثر مما هي ضائقة..وظالمة ومظلمة في آن واحد.
***
لذا.. دعوني أطرح عليكم سؤالا محددا:
تُرى هل السبب في المعاناة التي تعيشها شعوب بذاتها.. الحكام أم المحكومون.. أم الطرفان معا..؟
وقائع التاريخ تقول إن الحاكم الذي تغافل عن مصلحة مواطنيه.. ومارس ضدهم كافة وسائل الغدر والتنكيل والانتقام.. بالضبط مثلما يقيم علاقاته مع العالم الخارجي.. بنفس الدرجة من الأنانية.. والتهور.. والغرور.. والصلف والكبرياء.!
مثل هذه النماذج.. هي التي أودت بحياتها وحياة شعوبها إلى الجحيم .
وها هو حاكم تركيا رجب طيب أردوغان أبلغ مثل وخير دليل.. وهذا ما سنعود إليه في نهاية المقال..!
لديكم مثلا ماكسيميلان روبسبير قائد الثورة الفرنسية الذي ما أن تولى السلطة حتى أصابه هوس الشك فأخذ يفتك بالجميع من حوله.. ونصب المقاصل في الشوارع ليقطع رءوس المقربين له قبل البعيدين عنه.
أيضا.. أدولف هتلر الذي تصور أنه الحاكم بأمره ففرض سطوته وجبروته وقتل الملايين بل وكان السبب الرئيسي في اندلاع الحرب العالمية الثانية..!
فماذا كان مصيره..؟
لقد غادر الحياة ذليلا.. مهيض الجناح.. بعد أن تجرع السم باختياره.
ثم.. ثم.. يستحيل أن تنسى صفحات التاريخ السوداء.. بنيتو موسوليني الذي حكم إيطاليا بالحديد والنار على مدى 22 عاما ممارسا أبشع صور الفاشية.. فإذا الحال ينتهي به مطاردا خائفا مذعورا ومعه عشيقته حتى صدر ضده حكم بالإعدام تم تنفيذه في الحال ومعه عشيقته ليتدلى جسداهما أمام محطة بنزين لتتفرج عليهما الجماهير في شماتة عارمة وغضب لا تحده حدود..!
***
لقد سردت تلك الوقائع كلها.. لأذكر حاكم تركيا رجب طيب أردوغان بأن السلوك الذي ينهجه سوف يودي به إلى ما سبق أن أودى بحكام لم يراعوا الله ولا الضمير في حياتهم فنالهم ما نالوا من سوء المصير..!
الأخ رجب طيب أردوغان يصر على التدخل العسكري في ليبيا.. ومن أجل ذلك يحشد الحشود.. ويصدر القوانين التي يفصلها على هواه برلمانه الملاكي.. متصورا أنه بذلك يحيي الإمبراطورية العثمانية الزائفة..!
أي إمبراطورية تلك.. بينما المجتمع الدولي عن بكرة أبيه.. يقف ضد هذه الدكتاتورية البغيضة التي تجردت من أي منطق..أو دين.. أو أخلاق..أو ضمير..!
***
أخيرا.. نصيحتي للأخ رجب طيب أردوغان أن يقرأ سجلات التاريخ جيدا.. لعله يجد فيها ما يعيده إلى صوابه وعقله.. ولكن أنا شخصيا أشك.
***