*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*عام جديد يجني فيه المصريون.. المزيد من ثمار الإصلاح
*البطالة تتراجع.. التضخم يقل.. النمو يتزايد.. الخدمات تتحسن
*السياسة النظيفة.. طريقها واحد.. إقرار الحق جهرا وسرا
*قالت مصر في صراحة ووضوح: نحن ندعم حفتر وفي اليوم التالي كان الرئيس السيسي يستقبله أمام العالم كله
*لن نسمح بأن يعيش على حدودنا.. الدواعش.. والقاعدة.. والجماعات التكفيرية
*الأتراك يهاجمون أردوغان "عيني عينك"
*سؤال للحكومة: المعاش المبكر تاني؟!
*1412 كنيسة قانونية.. مكسب للمسيحيين والمسلمين معا
ها هو اليوم الثاني من عام 2020 قد أطل علينا وسرعان.. ما يأتي الأسبوع الثاني.. والشهر الثاني.. وهكذا دواليك.. لينتهي هذا العام بسرعة تفوق مسافة الرحلة التي قطعها سلفه.. الزمن الآن بات قصيرا.. وقصيرا جدا.. وتلك ولا شك حكمة الله سبحانه وتعالى الذي قال "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين".
"صدق الله العظيم"
وهو الذي قال أيضا:
"خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ " .
"صدق الله العظيم"
المهم.. أن هذا العام الجديد الذي بدأ يخطو خطواته الأولى في ثقة واعتزاز سوف يحقق المصريون فيه كثيرا من أهدافهم التي عملوا من أجلها سنوات.. وسنوات سابقة.
ها هي ثمار الإصلاح الاقتصادي تتدلى من أغصانها اليانعة بعد أن انتظرناها طويلا.. طويلا.. هذه الثمار تتمثل من بين ما تتمثل في تراجع أزمة البطالة وفي انخفاض نسبة التضخم.. وبالتالي تراجع الأسعار.. وفي زيادة نسبة النمو الاقتصادي لتصل إلى نحو 6% .. في نفس الوقت الذي تتحسن فيه الخدمات بشتى أنواعها.. بعد الإجراءات التي تتخذها الحكومة لتطوير جهازها الإداري.. وما يتبع ذلك من ردود فعل إيجابية تشمل مجالات شتى.
هنا اسمحوا لي أن نتوقف لنتأمل.. ونحلل:
بديهي لم يكن ممكنا الوصول إلى كل تلك الغايات بغير جهد يبذل وجهد لا ينفد.. وكد وعمل لا يتوقفان ليلا أو نهارا.
لذا.. عندما يحين الأوان.. يصبح أصحاب المصلحة الحقيقية الذين هم نحن.. راضين .. مطمئنين.. متفائلين بالمستقبل القريب والبعيد.
وهذا هو الأوان قد حان لنتبين الفارق الشاسع بين الحاضر والماضي.. الحاضر الذي يبشر بكل الخير والماضي الذي طالما مثل بالنسبة لنا كابوسا وعبئا ثقيلا طالما تمنينا الخلاص منه.
وقد كان.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فنحن نقول إذا كانت سياسة مصر الداخلية قد أحرزت ذلك النجاح المشهود فإن سياستها الخارجية على الوجه المقابل قد شدت إليها مختلف القوى شرقا وغربا لأنها سياسة نظيفة.. لا تعرف اللف أو الدوران.. وتقف في حسم وصلابة.. ضد التآمر.. أو التدخل في شئون الآخرين أو العبث في صفوف الجيران وغير الجيران.
هذه السياسة النظيفة طريقها واحد.. هو إقرار الحق جهرا وسرا.
ولنأخذ ما جرى خلال الأيام الماضية.. مثلا واقعيا وحيا.
وسط تلك الغيامات التي تغطي سماء ليبيا.. الجار والشقيق.. ووسط هذه التدخلات المريبة والغريبة والتي تحركها المصالح الذاتية.. أو الأطماع الشخصية وقفت مصر تعلن في صراحة تأييدها للجيش الوطني الليبي بقيادة الفريق حفتر.
ومصر لها في هذا الصدد مبرراتها وحيثياتها.. لأنها ترفض أن يسيطر الإرهابيون أو المتطرفون على مجريات الأمور في ليبيا.. لأن هذا يعني ضياع البقية الباقية من حياة شعبها الذي يخوض أبناؤه حربا عاتية ضد بعضهم البعض وقد أعلنت مصر ذلك وأمامها الصورة واضحة تمام الوضوح والتي تبين حجم القوى الدولية الكثيرة التي تقف متربصة ومستعدة للانقضاض في الوقت المناسب..
الأهم.. والأهم.. أنه في اليوم التالي مباشرة جاء المشير حفتر قائد الجيش الوطني الليبي إلى القاهرة ليستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية.. أمام العالم كله.. ويبحث معه آخر تطورات الموقف على الصعيدين المحلي والعالمي.
هذا هو الفرق بين الواثقين بأنفسهم والذين يراعون الله والضمير والأخلاق في حركاتهم وسكناتهم.. وبين من يلعبون على الأحبال.. ويظهرون غير ما يبطنون.. دون أن يستطيعوا إخفاء نواياهم السيئة في التهام خيرات الآخرين.
ومصر حينما تنهج هذا النهج.. فإنما ترسخ موقفها تجاه الإرهاب والإرهابيين الذين شنت ضدهم –ومازالت- حربا ضارية لتخليص البشرية من شرورهم وآثامهم.
لذا.. فهي بالتالي ترفض أن تترك حدودها نهبا للدواعش الذين زج بهم رجب أردوغان ومعهم أعضاء تنظيم القاعدة.. وبقايا الجماعات التكفيرية.. لأن إغفال الخطر الناجم عن هؤلاء.. يسبب لنا خسائر فادحة بشرية.. ومادية.. مع الأخذ في الاعتبار.. أن هذه النوعيات لا تختلف كثيرا عن الجرذان التي تولد وتموت في ذعر بين .. فقد نشأوا وتربوا على الجُبن.. والنذالة.. وعدم القدرة على المواجهة.. والاستعداد لبيع آخر أوراق شجر التوت عند أول مفترق طرق..!
ثم.. ثم.. إنصافا للحق والحقيقة فيمكن القول بعد أن أوضحت مصر موقفها بشأن الأوضاع الخطيرة في ليبيا.. حتى بادرت القوى المؤثرة في العالم بالانحياز للموقف المصري على اعتبار أن القاهرة هي التي تملك قاعدة البيانات .. والتي تتابع عن كثب.. والتي لديها القدرة والقوة.. على استخدام سلاح التأديب كأفضل ما يكون..!
***
وهكذا.. بدأت الأرض تميد تحت قدمي أردوغان.. والأرض التي أقصدها هي أرض تركيا ذاتها التي خرج أبناؤها يتظاهرون ضد حماقاته.. وضد أفكاره وخيالاته..!
الأتراك يقولون الآن لأردوغان عيني عينك اذهب أنت وولايتك العثمانية إلى الجحيم فهي ولاية من نبت خيالك ليس لها أي أساس من الواقع.. أما نحن –أي الشعب التركي- فالإرهاب الذي تتبناه وتشجع مرتكبيه ودعاته.. ليس من شيمنا ولا من ديننا.. فماذا عساه فاعلا إذن في ضوء تلك التطورات التي لم تكن تخطر له على بال..؟
***
والآن.. دعونا نرجع ثانية إلى محروستنا العزيزة مصر التي ذكرنا في البداية.. أنها تزداد تألقا.. ولمعانا وبريقا.. يوما بعد يوم..!
الحكومة عينت مؤخرا مستشارا أو خبيرا في الموارد البشرية والإصلاح الإداري وهو بحق رجل كفء.. يجيد الحديث فضلا عن أنه شغل من قبل موقع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لكن-للأسف- في حكومة هشام قنديل أثناء حكم جماعة الإخوان ..
ما علينا.. لكن أول ما نطق به هاني محمود بعد تعيينه أن الحكومة سوف تفتح أبواب المعاش المبكر أمام موظفيها وعمالها دون ضغط أو إكراه..!
وأنا شخصيا أتصور.. أن مجرد الكلام في المعاش المبكر يحمل بين طياته خطرا كبيرا.. وبالتالي كان من الأصوب عدم الاقتراب منه لأسباب عديدة أهمها:
Xأولا: نحن نعلم يقينا أن موظف الحكومة يعيش ظروفا اقتصادية صعبة بسبب ضعف المرتبات وعدم قدرتها على التواءم مع الأسعار وبالتالي.. فإن حصوله على مبلغ كبير بمثابة تعويض أو تشجيع على خروجه مبكرا من الخدمة..سوف يغريه في البداية ويتحمس له..!
لكن بعد سنة أو سنتين أو أكثر أو أقل.. سيجد نفسه خاوي الوفاض مما يضطره للمطالبة بالعودة ثانية إلى العمل الأمر الذي لا يعد حينئذ من السهولة بمكان.. فتنشب الخلافات.. وترتفع أصوات الاحتجاجات.. بل وربما المظاهرات.
Xثانيا: المعاش الذي يتقاضاه الموظف سواء أكان في الحكومة أو القطاع العام لا يمثل سوى النذر اليسير من المرتب الذي كان يتقاضاه.. وبالتالي تتراكم مشاكله وتتأزم حياته نتيجة عدم قدرته على تلبية احتياجاته واحتياجات أسرته.. خصوصا إذا اتفقنا على أنه سوف ينفق مبلغ التعويض في أقصر فترة زمنية ممكنة.
Xثالثا: هذا الموظف المحال للمعاش مبكرا.. إذا أعيد تأهيله وتدريبه تدريبا جيدا.. فسوف يكون أفضل كثيرا من الموظف المعين حديثا خصوصا أن لدينا مواقع كثيرة تعاني من نقص العمالة وعلى رأسها الشهر العقاري ومصلحة الضرائب.. وأجهزة المدن والمجتمعات الجديدة وغيرها.. وغيرها..!
وشكرا لك يا أخ "هاني" على نظرياتك.. أو مبادراتك..
***
على الجانب المقابل.. يحسب للدولة المصرية.. وحكومتها إصدار 1412 قرارا بتقنين أوضاع كنائس ظلت مهددة بالإزالة.. أو بالتجميد على مدى سنوات وسنوات.
بكل المقاييس.. هذا العدد من الكنائس القانونية .. لا يعد مكسبا للمسيحيين فقط.. بل للمسلمين أيضا..!
بالنسبة للمسيحيين.. فسوف يتاح لهم إقامة طقوسهم الدينية في طمأنينة وسعة.. حيث لا تكدس.. ولا زحام.. ولا مضايقات ولا..ولا..!
أما بالنسبة للمسلمين.. فإن هذا القرار يضفي عليهم شعورا بأن الناس في مصر.. متساوون بصرف النظر عن دياناتهم أو توجهاتهم أو اختلاف مشاربهم.. ذلك الشعور في حد ذاته يرسخ في النفس البشرية قيمة المواطنة.. ومعنى الانتماء.. بما يحقق العيش في وئام وسلام بين أطياف المجتمع كله.
***
أخيرا.. نأتي إلى مسك الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم نزار قباني وهي من قصيدة عنوانها" إلى حبيبتي في رأس السنة"
أَنقلُ حبّي لكِ من عامٍ إلى عامْ..
كما ينقل التلميذ فروضه المدرسيّة إلى دفترٍ جديدْ
أنقل صوتَكِ.. ورائحتَكِ.. ورسائلكِ.
ورقمَ هاتفكِ.. وصندوقَ بريدك..
وأعلِّقها في خزانة العام الجديدْ..
وأمنحكِ تذكرةَ إقامة دائمة في قلبي..
إنني أحبّكِ..
ولن أترككِ وحدكِ على ورقة 31 ديسمبر أبداً
سأحملكِ على ذراعيّ..
وأتنقَّل بكِ بين الفصول الأربعة..
ففي الشتاء، سأضع على رأسك قبّعةَ صوف حمراءْ..
كي لا تبْردي..
وفي الخريف، سأعطيكِ معطفَ المطر الوحيد
الذي أمتلكه..
كي لا تتبلَّلي..
وفي الربيع..
سأتركك تنامين على الحشائش الطازجة..
وتتناولينَ طعامَ الإفطار..
مع الجنادب والعصافير..
وفي الصيف..
سأشتري لكِ شبكةَ صيدٍ صغيره..
لتصطادي المحارَ..
وطيورَ البحر..
والأسماكَ المجهولةَ العناوينْ…
إنني أُحبّكِ..
***
و..و..وشكرا