*ماذا تعني إقامة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في العاصمة الإدارية الجديدة..؟
*التحام الرئيس السيسي بالجموع الغفيرة.. والتقاط الصور السيلفي معهم أكبر دلالات الثقة بالنفس.. وبأبناء الوطن
اختار البابا تواضروس بابا الكنيسة المرقسية أن يقيم احتفال عيد الميلاد المجيد هذا العام في العاصمة الإدارية الجديدة.. ومع البابا جاء المئات ليشهدوا الاحتفال الذي كان يقام في الكاتدرائية المرقسية في شارع رمسيس بالقاهرة.. ولعل هذه الصورة الجديدة إنما تؤكد عدة حقائق أساسية:
Xأولا: تأييد الكنيسة وعلى رأسها البابا تواضروس للمشروعات العملاقة التي تقيمها مصر ومن بينها العاصمة الإدارية الجديدة.. على اعتبار أن هذه المشروعات تحقق التنمية المستدامة وتعيد التوزيع الديموجرافي للمصريين الذين حان الوقت ليخرجوا من ضيق الوادي إلى الأفاق الواسعة.
Xثانيا: تصادف أن يجيء عيد الميلاد هذا العام مع تقنين الحكومة لأوضاع أكثر من 1400 كنيسة الأمر الذي أضفى ارتياحا كبيرا في قلوب الأقباط وجعلهم يوقنون أن سياسة التفرقة بين بني الوطن لم يعد لها وجود.
Xثالثا: تقول التجارب الإنسانية إن كلا من المسجد والكنيسة يبعثان الحياة في المكان الذي يتواجدان فيه حيث يلتف الناس حول ما يؤديانه من دور روحاني يهذب المشاعر.. ويحسن السلوكيات ..
من هنا يمكن القول إن العاصمة الجديدة سوف تضم نماذج طيبة من الناس وتعكس الحياة فيها أفضل سبل التضامن والتلاحم والإيثار والغيرية.
***
في نفس الوقت لقد حرص البابا تواضروس على أن يوجه نداء للمصريين –كل المصريين- يقول فيه: عيشوا بالحب واعملوا الخير.
فعلا.. ما أروع أن يحب الناس بعضهم البعض.. وما أجمل أن يصبح الخير والجمال هما لغة التعامل بينهم رافضين الشر بكافة أشكاله وصوره ودعاواه.
***
ثم..ثم.. لقد كان الاستقبال الحافل للرئيس السيسي في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الجديدة بمثابة بيعة جديدة له ليس من الأقباط فحسب بل من جميع فئات الشعب المصري الذين حرص الرئيس بدوره على أن يقول في تهنئته لهم إنه يدعو الله أن يحفظ وطننا الغالي بنسيجه المتماسك وأن يوحد صفوفنا لما فيه الخير دائما.
كلام يحمل صفة العمومية ليس فيه ما يشير إلى وجود عنصرين.. أو فئتين.. أو شعبين.
بالعكس .. أراد الرئيس أن يؤكد من جديد على أن المصريين.. هم شعب واحد.. يعيشون في وطن واحد فوق أرض واحدة .. وتحت سماء واحدة.
***
في النهاية تبقى كلمة:
بكل المقاييس.. التحام الرئيس بالجموع الغفيرة داخل الكنيسة ومبادلتهم التحية ومصافحتهم بالأيدي.. والسماح لهم بالتقاط الصور معه بلا قيود و"سيلفي" تلك كلها دلالات تؤكد على مدى ثقة القائد بشعبه.. وعلى إيمانه العميق بأنهم وهو يمثلان جسدا واحدا.. وقلبا مشتركا.. وعقلا نابضا بالحب.. والحياة.. والأمل.. والتفاؤل.
وأخيرا.. تجيء نصيحة الرئيس:
لا تجعلوا أحدا يوقع بيننا.. وينبغي أن نؤمن جميعا بأن كل واحد فينا مثل أخيه تماما لا يختلف عنه في شيء ولا يتميز عليه في شيء.
أما رسالة الطمأنة التي بعث بها الرئيس فإنها كفيلة بأن تزيد المصريين تماسكا.. وإصرارا.. وحرصا على الحفاظ على وحدتهم وتماسكهم وتآلفهم.
***