سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " نحن شعب لا يخاف.. أبدا لن نتفرق..ولن تتوزع صفوفنا "

بتاريخ: 09 يناير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*نحن شعب لا يخاف.. أبدا لن نتفرق..ولن تتوزع صفوفنا

 *لخبطة سياسية غير مسبوقة

*الدفع أو الاحتلال.. أغرب الشروط

*إيران تحارب أمريكا في العراق.. وصيحات الانتقام تدوي.. ثم سرعان ما يتراجع المرشد الأعلى!

*مجلس دول البحر الأحمر وخليج عدن فكرة جيدة.. المهم الفعالية

*أولى هزائم أردوغان.. سقوط سرت في أيدي حفتر!

* لعنات أهالى المدينة المحررة..تطارد الوالي العثماني "الأحمق"!

*3 صور مضيئة للشرطة المصرية الجديدة.. في مصر الحديثة..

*بعد أداء الـ1102 موظف جديد القسم.. هل تنصلح أحوال الشهر العقاري؟؟

  شعب مصر.. تربى ونشأ على الإيمان بالله.. والتوكل عليه.. وأيضا على الثقة الكاملة في قدرة أبنائه.. على الصمود.. والمواجهة. في أصعب الظروف ثم تحقيق النصر المراد.. مهما كانت العقبات أيضا.

من هنا.. فلقد توقف أبناء الوطن جميعا أمام ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي.. حول استشعارهم بقلق يساورهم.. مما يجعلهم يؤكدون للرئيس على الوجه المقابل أنهم لن يقلقوا.. أو يهنوا.. أو يضعفوا أو يخافوا طالما أنهم متمسكون –كما طالبهم- بوحدتهم.. ومعاهدين بعضهم البعض.. بألا يتفرقوا وألا تتوزع صفوفهم بحال من الأحوال.

وطبعا المصريون حينما يعلنون ذلك.. فلأنهم ولا شك قد استفادوا من تجارب الآخرين.. وعرفوا كيف أن الفرقة والطائفية والنزعات الشخصية تدمر المجتمعات وتهدم كياناتها من الداخل والخارج معا..!

ونحن والحمد لله.. نبذنا الطائفية.. ونحينا النزعات الذاتية جانبا.. وشددنا بأيادينا على الرجل الذي وضع يوما عنقه فوق كتفه في سبيل أغلى شيء في الوجود.. مصر العزيزة.

من هنا.. يستحيل أن يفرط شعب مصر فيما حققه من إنجازات بفضل التلاحم على مدى أربع أو خمس سنوات.. بل يتعهد بمضاعفة تلك الإنجازات مرات ومرات لتكون دوما رصيده نحو عالم الازدهار والتقدم والتميز.

***

والمصريون حينما يعبرون عن تلك المشاعر الصادقة فإنهم يتابعون عن كثب تلك اللخبطة السياسية التي يعيشها العالم.. خصوصا منطقة الشرق الأوسط..!

الزعماء.. أو من يسمون بذلك.. يقولون اليوم كلاما.. ثم سرعان ما ينقضونه غدا أو بعد غد..!

مثلا.. المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي يؤم آلاف المصلين في جنازة يده الطولى قاسم سليماني ويذرف الدمع .. ويتعهد بالانتقام.. لتدوي بعدها هتافات هؤلاء الآلاف للمطالبة بنفس الطلب.. الثأر.. الثأر.. من قتلته.. ثم.. ثم.. لم تكد تمر ساعات قليلة حتى كان المرشد الأعلى نفسه.. يطالب أعوانه في العراق.. بألا يتسرعوا في الرد على مقتله بل عليهم أن يتريثوا لحين إشعار آخر.. وبالفعل بعث لزعمائهم للقدوم إلى طهران لبحث الموقف الجديد..!

أيضا.. تتجلى مظاهر تلك اللخبطة أكثر وأكثر.. في هذا الاجتماع المفاجئ الذي عقده البرلمان العراقي الذي أصدر قرارا يقضي بسحب القوات الأمريكية من البلاد..!

بديهي.. القرار تقف خلفه إيران التي تتحكم في مقدرات العراقيين.. مما أثار بالتالي حفيظة الأمريكان التي عبر عنها بدوره الرئيس ترامب وهو في قمة انفعاله قائلا: إذا كانوا يريدون انسحابنا.. فعليهم سداد ما تكلفناه في سبيلهم سواء من ناحية إقامة القواعد العسكرية .. وعمليات التدريب.. أو بالأحرى إعادة بناء الجيش من الأساس.. أو تزويدهم بالمعدات والآلات العسكرية..!

ووسط هذه الثورة العارمة من جانب الرئيس ترامب يأتي خصومه الديمقراطيون ليعلنوا أن الرئيس ليس من حقه رفض الانسحاب من العراق دون الرجوع إلى الكونجرس.. بالضبط مثلما ليس من سلطاته شن الحرب ضد الإيرانيين مهما كانت ذرائعه أو حججه من حيث الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي..!

الأغرب.. والأغرب..أن يتسرب قرار.. أو شبه قرار من وزارة الدفاع الأمريكية يتضمن الموافقة على الانسحاب.. ثم سرعان ما يصدر عن نفس الوزارة بيان مثير للدهشة.. إذ تقول كلماته: إنه صحيح لكنه مجرد مسودة.. أما بالنسبة للانسحاب فإنه ليس واردا أبدا..!

بالذمة هل هذا كلام..؟

هل إلى هذه الدرجة يمكن أن يفقد الزعماء أو الدول أعصابهم لدرجة أنهم يفعلون الشيء.. ونقيضه في آن واحد.. أم أنه الرعب من الحرب والخشية من اندلاعها حيث لا يعرف مداها فيما بعد سوى الله سبحانه وتعالى..

المهم.. حتى كتابة هذه السطور.. لا يعرف أحد ما إذا كانت أمريكا سوف تخضع للضغط الإيراني وتنسحب من العراق.. أم ستصر على الرفض لتفرض على الإيرانيين أقسى أنواع العقوبات حسب تهديد الرئيس ترامب.. أم  ستظل الأمور معلقة بين موازنات محسوبة أحيانا.. وتصرفات هوجاء أحيانا أخرى..!

***

ووسط تلك الظروف المعقدة.. والخيوط المتشابكة..يجري الإعلان عن إنشاء ما يسمى بمجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن وهي فكرة جيدة ولا شك من أجل مواجهة الإرهاب الإيراني من ناحية.. والتآمر الأردوغاني من جهة أخرى.. لكن المهم.. أن يكون للمجلس فعالية مستقبلا.. سواء من حيث القرارات التي يصدرها.. وقابليتها للتطبيق العملي..أو من حيث المساندة الجماعية لأعضائه فيما بين بعضهم البعض.. حتى يظهروا بحق قوتهم.. وتكاتفهم.. وإصرارهم على إغلاق الأبواب أمام المغامرين.. والطامعين.. وناهبي ثروات الشعوب..!

***

وتستمر الأحداث والوقائع.. ليرصد هذا التقرير أولى هزائم الوالي العثماني "الزائف" الملقب برجب طيب أردوغان.. حيث تمكنت قوات الجيش الوطني برئاسة المشير خليفة حفتر من السيطرة على مدينة سرت سيطرة كاملة.. وإخراجها من نطاق مجموعة الإرهاب برئاسة فايز السراج..وبكل المقاييس سقوط المدينة في يد حفتر.. أبلغ دلالة على أن أحلام أردوغان تبخرت في الهواء قبل أن تدر بخياله.. مع الأخذ في الاعتبار أن تحرير المدينة من جانب الجيش الوطني.. يعني استرداد أكبر القواعد الجوية.. واستعادة إرادة المواطنين الليبيين.. وإثبات أن الجيش الليبي يملك المقومات والأدوات ما يمكنه من انتزاع النصر أولا بأول من ميليشيات الإرهاب..!

ويكفي أن أبناء سرت سارعوا بالاحتفال بتحريرها مشيدين بجيشهم الوطني.. ومنددين بحكومة الوفاق برئاسة السراج التي وصفوها بحكومة الشقاق والإرهاب.. أما أردوغان فقد نال ما نال من لعنات وشتائم يستحقها بالفعل.. وإن كان عنده ذرة من خجل.. لحمل عصاه على كتفه ورحل خاسئا.. محسورا.. مطـأطأ الرأس.

***

والآن.. دعونا نرجع إلى المحروسة العزيزة مصر.. ونهنئ أنفسنا بهذا الأمان الذي عاشه المسيحيون أثناء احتفالهم بعيد الميلاد المجيد.

لقد وقف رجال القوات المسلحة.. مع إخوانهم من ضباط وجنود الشرطة.. كأنهم أسود تزأر يفرضون النظام بهدوء.. واحترام..ويمنعون أية ثغرات يمكن أن يتسلل منها مثيرو الشغب ودعاة العنف..إن هؤلاء الرجال لهم من جماهير شعب مصر ألف تحية وتحية..

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن ثمة ثلاث صور مضيئة للشرطة المصرية الجديدة في مصر الحديثة تفرض نفسها على الساحة الوطنية..

لعل أولى تلك الصور ما أشرت إليه آنفا وأعني به تأمين الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد بهذه الكفاءة وتلك القدرة المحسوبة بدقة.. أما ثاني تلك الصور.. فإني أذكرها من واقع تجربة شخصية مررت بها منذ يومين فقط..

فجأة شب حريق محدود في منزلي.. وطبعا ساد الانزعاج أهل البيت.. وعلت الصرخات المكتومة حتى وصل "المنقذون" المتمثلون في كلٍ من العقيد شريف جمال رئيس منطقة القاهرة الجديدة والرائد محمود طه الضابط المناوب بالمنطقة ليتم السيطرة على ما تبقى من آثار الحريق خلال دقائق معدودات.. كل ذلك تم بلا ضجة .. ودون زعيق.. ودون ودون كما كان يحدث في الماضي..!

في نفس الوقت .. ما أن علم العميد منتصر فخري الدين مأمور قسم شرطة التجمع الخامس بما حدث حتى كان في الموقع بصحبة نائبه العقيد حسن مصطفى يسألان.. ويستفسران ما إذا كان الحريق متعمدا.. أم قضاء.. وقدرا.. أم..وأم..!

باختصار شديد.. هؤلاء هم النموذج الأمثل لشرطة مصر التي تستحق منا كل التشجيع والمساندة..

***

..وصورة أخرى يعبر عنها في تلقائية وبساطة المتعاملون مع تراخيص عين الصيرة.. فلا زحام.. ولا تعقيدات.. ولا شد أو جذب.. وكل ذلك يرجع إلى أن رئيس الوحدة المقدم محمد شعلان يمضي جل وقته مع الناس.. يستمع.. ويوجه معاونيه.. ويسهل الإجراءات القانونية.. مستخدما كافة الوسائل التكنولوجية التي أمر وزير الداخلية اللواء محمود توفيق بتوفيرها.. ويحرص مساعده اللواء أشرف الجندي على أن تكون في متناول جميع وحدات الشرطة على اختلاف أنواعها.

مرة أخرى تحية لشرطة مصر.. في مصر الحديثة.

وإن كانت هناك ملاحظة جديرة بالبحث والدراسة تتعلق بشرطة النجدة.. التي مازالت حتى الآن تتبع نظاما تقليديا من حيث تلقي البلاغات والرد عليها بينما ها هي كل التقنيات الحديثة متوفرة..

***

أخيرا.. أختتم هذا التقرير .. بذلك القسم الذي أداه 1102 موظف جديد بالشهر العقاري أمام وزير العدل والذي تعهدوا فيه ولا شك بالإخلاص في عملهم وأداء مهمتهم بأمانة وشرف..

في نفس الوقت الذي نبه فيه وزير العدل إلى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب معهم بحسم ودقة.

السؤال الآن:

هل ستتراجع الآن.. أو تتوارى مشاكل المواطنين مع الشهر العقاري بعد تلك التطورات الأخيرة.. أم يبقى الحال كما هو عليه..؟

دعونا نرقب وننتظر.

***

و..و..وشكرا