*حتى ولو كانت مسرحية تؤدي إلى سلام.. فمرحبا
*صواريخ إيران خفضت من حدة غضب ترامب.. وليس العكس
*أيها المتصارعون في الخليج وليبيا.. وغيرهما:
آهٍ.. لو سمعتم نصيحة مصر
*حربكم لن تجدي نفعا.. اهتموا بمصالح شعوبكم ولا تبددوا ثرواتكم..!
*واضح أن سراج الإرهاب في أيامه الأخيرة.. بعد أن انصرف عنه مؤيدوه!
*تعالوا نستعرض أحوال مصر في الأعياد:
الأسعار متهاودة والشوارع الجديدة تستوعب حركة المرور
*المولات مليئة بالناس.. أقسام الطوارئ بالمستشفيات تغيرت
*جزار كفر الدوار.. الذي لم يفرق بين دماء الناس ودماء الحيوانات
في قاموس الأدب العالمي.. قصص خيالية شهيرة للأطفال تتداولها الأجيال تلو الأجيال.. وتحصد جوائز عديدة تتجدد بصفة دائمة ومستمرة..!
من هذه القصص.. قصة "الأسد ودولاب الملابس" وتحكي عن مغامرات مجموعة من الأشقاء عاشوا في ظل الحرب العالمية الثانية حيث اضطرتهم الظروف يوما لدخول دولاب سحري للملابس نقلهم إلى بلد اسمها "نارينا" المعروفة باسم أرض الحيوانات الناطقة والأقزام وهي أرض جليدية حولتها ساحرة شريرة إلى ساحة للمعارك وإشعال النيران.. لكن الأشقاء إياهم قرروا أن يخوضوا ضدها حربا ضارية حتى تمكنوا أخيرا من تحقيق النصر عليها.. لتتحول فيما بعد إلى أرض السلام والوفاق.
***
أقول ذلك بمناسبة ما يتردد حول الصواريخ الإيرانية ضد القاعدتين الأمريكيتين في العراق .. وكيف أن كثيرا من العراقيين والمحللين اعتبروها بمثابة تمثيلية متفق مسبقا على أحداثها.. ووقائعها.. كل من الملالي في طهران والرئيس ترامب في البيت الأبيض بواشنطن..!
وحجة هؤلاء في ذلك.. أن الصواريخ لم تحقق أهدافا تذكر اللهم.. سوى بعض الإصابات في المباني والمنشآت خارج محيط القاعدتين.. أما البشر فلم تطلهم شظية واحدة..!
من هنا تدور التساؤلات:
هل بعد كل تلك الأصوات الزاعقة الصادرة من طهران والتي تطالب بضرورة الانتقام لمقتل قاسم سليماني تطيش الصواريخ التي طالما ملأوا الدنيا صياحا بقوتها.. ودقتها وعنفوانها.. وجبروتها..؟!
في نفس الوقت .. هل الصورة التي بدا عليها الرئيس الأمريكي ترامب وهو يعلن مقتل سليماني ثم تحذيراته الحاسمة لإيران بالكف عن الإرهاب.. وإلا فلن ترحمها الأسلحة الأمريكية التي شهدت تطورا بالغا في الآونة الأخيرة..؟!
أقول هل هذه الصورة التي بدا عليها ترامب وقتئذ.. هي نفسها عندما وقف في البيت الأبيض ليعلن نتائج الضربة الصاروخية الإيرانية..؟!
بالطبع لا.. وألف لا..
بالعكس.. لقد كان هينا.. لينا.. مبتعدا عن التلويح بالحرب.. بل يعرض المفاوضات على أسس جديدة..!
وبصرف النظر ما إذا كان هناك اتفاق سري مسبق بين الطرفين.. أو أن الاحتمال مستبعد جملة وتفصيلا.. فإن المسرحية في حد ذاتها سواء أكانت خيالية أو حقيقية قد خففت من حدة التوتر.. ومن سخونة الأجواء.. لتمهد طريق السلام.!
وفي جميع الأحوال إذا كان ذلك كذلك.. فأهلا وسهلا.. ومرحبا.. المهم ألا تشتعل ألسنة اللهب التي يمكن أن تودي بالعالم كله وليس الشرق الأوسط فحسب.. إلى أبيار الهاوية..!
***
الآن.. لعلها فرصة لكي تعود كل الأطراف إلى كلمة سواء.. يثوب إلى رشده من استطاع تقييم المواقف جيدا..ويعود إلى صوابه من أدرك وآمن أن ظروفه الاقتصادية لا تتحمل نفقات يوم واحد من الحرب..!
وليتذكر جميع المتصارعين.. أن لكل منهم همومه الداخلية.. التي تتلاعب بها أصابع تحاول ممارسة الضغط إما لأسباب داخلية.. أو خارجية مثل الرئيس ترامب مثلا الذي يقف أعداؤه الديمقراطيون ضده يبذلون شتى السبل والوسائل لمنعه من استخدام أي عمل عسكري ضد إيران.
أما بالنسبة لحكام إيران فتكفيهم المعاناة التي سببوها لشعبهم مما قسم المجتمع إلى شيع وفرق أكثر مما هو مقسم وإذا كان هناك من يتساءل:
وماذا تعني تلك الجماهير الحاشدة التي تطالب بالثأر لمقتل قاسمي..؟!
الإجابة ببساطة:
إن كل هؤلاء الناس مسيرون لا مخيرون.. إنهم مجبرون على التظاهر لصالح الملالي.. وعلى ترديد هتافات بعينها.. أما إذا حانت ساعة الجد.. فسوف يتشتت جمعهم في لمح البصر..!
وهكذا.. فالسلام أفضل وأفضل.
***
من هنا.. لو استمع الجميع إلى نصائح مصر التي تدعو ليلا ونهارا إلى إشاعة السلام وإلى حل المشكلات بالتفاوض لا بالسلاح ولا بالقنابل.. لتغير وجه الحياة في مناطق شتى من العالم..
وها هو ذا الرئيس عبد الفتاح السيسي يجري اتصالات دائمة ومستمرة لتحقيق هذا الهدف.. ولقد تمثلت تلك الاتصالات من بين ما تمثلت في ذلك الاجتماع الشامل الذي عقده الرئيس يوم الأربعاء الماضي.. مع كلٍ من وزيري خارجية الصين وفرنسا ومستشار الملك عبد الله ملك الأردن.. وتم التركيز خلاله على ضرورة وضع حد للتدخلات الدولية غير المسبوقة في ليبيا.. والتأكيد على أن البشرية في حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى.. لتحقيق السلم والأمن الدوليين.
إن نداء مصر الصريح والواضح : الحرب لا تجدي نفعا.. اهتموا بمصالح شعوبكم.. ولا تبددوا ثرواتكم.
نعم.. وألف نعم.. ماذا تجدي الحرب.. وألا ينبغي أن يوضع حاضر ومستقبل الناس في كل زمان ومكان موضع الاعتبار.. بحيث تصان ثرواتهم ولا تتبدد.. ويسعون جميعا في بناء الأوطان وفق أسس عادلة وواضحة .. قوامها الحق والخير والجمال..؟
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فليس أمام فايز السراج رئيس ما تسمى بحكومة التوافق الوطني زعيم الإرهابيين وسندهم سوى أن ينسحب من الساحة حتى يريح ويستريح.. وحقنا لمزيد من دماء الشعب الليبي.. لاسيما وأن مؤيديه قد انصرفوا عنه بعد أن كشفوه على حقيقته.
***
ثم..ثم.. أستأذنكم في وقفة تأمل لأوضاعنا وأحوالنا في مصر المحروسة التي تستحق أن نتباهى بها أمام العالمين..
ها هي الأعياد تحل علينا ونحن جميعا والحمد لله آمنون.. مطمئنون.. متحابون .. يسودنا مناخ الألفة والمودة.. في ظل أسعار متهاودة للسلع الأساسية وغير الأساسية .. وتيار كهربائي لا ينقطع.. وشوارع جديدة تستوعب حركة المرور في انسياب وسهولة.. ومولات ضخمة حديثة مليئة بالشباب والفتيات.. والرجال والسيدات.. أما ما يشد الانتباه أكثر وأكثر.. فأقسام الطوارئ في المستشفيات التي يبدو أنها تغيرت تغيرا ملحوظا.. فلم تعد تصد مريضا يقف على أبوابها.. ولم يعد أطباؤها يسوقون الحجج الواهية للتهرب من استقبال المرضى والمصابين وتلك كلها بشائر خير.. نرجو أن تعم قطاع الصحة كله.. حتى يحين موعد تطبيق نظام التأمين الشامل.
***
ومع ذلك .. ويا آسفاه.. يطل علينا أحيانا.. وجوه شريرة.. تقض مضاجع الآمنين المسالمين في غدر وقسوة وبلا رحمة.
من تلك الوجوه العكرة.. جزار كفر الدوار الذي لم يفرق بين دم الإنسان ودم الحيوانات التي يتعامل معها.. فارتكب جريمته الشنعاء بذبح سبعة بني آدمين من أسرة واحدة..!
ألهذه.. الدرجة تهدر أرواح البشر.. وألهذه الدرجة تسرق المخدرات والمسكرات.. إرادة الإنسان...؟
اسمحوا لي أن أقول إنها لم تعد حوادث فردية.. بل باتت تشكل ظاهرة عامة لابد من دراستها وبحثها بجدية وتأنٍ وفهم ووعي.
***
مواجهات
*حقا.. من توكل على الله فهو حسبه..
يا أخي فوض أمرك لرب العباد.. وقل له آناء الله وأطراف النهار: لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
عندئذ.. تهون عليك الأزمات والمشاكل.. وتحيا في سعادة وهناء وسرور..!
***
*الصديق الذي طالما يتباهى بمعرفتك.. إذا جاء يوم وسار عكس الاتجاه.. تأكد أنه لم يكن صديقا.. بل هو مخادع .. أناني.. مستغل ظل ينتسب لعالم الرجال سنوات وسنوات حتى كشفته طبيعته الحقيقية.
***
*لماذا في هذا الزمان كلما تصرفت بكبرياء وصدق وحسن خلق انصرفوا عنك وكلما تعاملت بخبث ورياء وكذب.. اقتربوا منك..؟
الزمان بريء مما يفعلون.. أما هم.. فعليهم اللعنة إلى يوم الدين.
***
*أخذ يتحدث ويتحدث.. ويطيل.. ويطيل.. وأنا لم أنبس ببنت شفة فسألني:
لماذا أنت صامت..؟!
أيضا.. لم أرد.. ولكن بيني وبين نفسي قلت: رحم الله أياما كنت لا تنام خلالها الليل.. لأني أدرت وجهي عنك دون قصد..!
***
*هل تأملت في هذين الموقفين:
إبراهيم عليه السلام طلب ابنه للذبح فامتثل ونوح عليه السلام طلب ابنه للحياة فأبى ..
سبحان الله العظيم
***
*حبيبة القلب .. وهبت لك حياتها وحياءها أما حبيب القلب .. فهو في أغلب الأحيان مناور.. ومراوغ.. ونادرا ما يعترف بما يعتمل به فؤاده.
***
*المراقبون في هذه الحياة كثيرون.. مخبر الشرطة.. وعميل الآي .سي. إيه وغيرهما وغيرهما.. وهناك أيضا المراقبون حبا والمراقبون فضولا.. والمراقبون حسدا وحقدا..
.. وهكذا خلي بالك.
***
*أخيرا نأتي إلى مسك الختام:
لقد اخترت لك هذه الأبيات من نظم إيليا أبو ماضي:
حر ومذهب كل حر مذهبي
ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
إني لأغضب للكريم ينوشه
من دونه وألوم من لم يغضب
وأحب كل مهذب ولو أنه
خصمي وأرحم كل غير مهذب
يأبي فؤادي أن يميل إلى الأذى
حب الأذية من طباع العقرب
لي أن أرد مساءة بمساءة
لو أنني أرضى ببرق خلب
حسب المسيء شعوره ومقاله
في سره يا ليتني لم أذنب
أنا لا تغشني الطياليس والحلى
كم في الطياليس من سقيم أجرب
عيناك من أثوابه في جنة
ويداك من أخلاقه في سبسب
***
و..و..وشكرا