*الصاروخ الذي ارتد إلى قلوب الإيرانيين..
بعد مصرع 176 بريئا.. لا حول لهم ولا قوة..
*هل الظروف خدمت الرئيس ترامب..؟
*والسؤال: لماذا لم تشمل العقوبات مجال الطيران المدني..؟
*.. وهل يفيق الملالي إلى رشدهم أم سيصرون على المكابرة والعناد.. وممارسة الإرهاب..؟
خلال عمليات غزو أمريكا للعراق عام 2003.. طالما تعرضت طائرات الحلفاء لصواريخ بعضها البعض.. الأمر الذي أسمي وقتئذ بـ"الـنيران الصديقة" على أساس أن ما حدث ليس مقصودا من الطرف الآخر.. بل إنما هو في الأساس نتيجة خطأ بشري أو تقني..!
وقد كانت أكثر القوات خسارة بسبب تلك النيران القوات البريطانية مما جعل الإنجليز ينظمون تظاهرات للمطالبة بالانسحاب من التحالف.. بل ومحاكمة رئيس وزرائهم توني بلير الذي ورطهم بتأييده للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش.. والسير خلفه "كالظل" الذي ليس له في العير ولا في النفير..!
وربما إن لبريطانيا الحق في ذلك بسبب سقوط مواطنيهم من المدنيين الذين كان يتصادف وجودهم في أرض المعارك لأسباب أو لأخرى..!
***
اليوم.. كررت إيران نفس هذا العمل المثير للدهشة والغضب معا ولكن بصورة أسوأ.. وأردأ.. بل وأحقر وذلك بضرب طائرة الركاب الأوكرانية بصاروخ مما أدى إلى مصرع 176 بعد أن احترقت أجسادهم أو تمزقت إربا بحيث أصبح التعرف على هويات الضحايا.. ضربا من ضروب المستحيلات..!
طبعا.. كالعادة.. حاولت إيران في بادئ الأمر إنكار جريمتها.. وأخذت تسوق أسبابا واهية عن سقوط الطائرة.. لكن نتيجة ضغوط المجتمع الدولي وإصرار أوكرانيا على معرفة الحقيقة ومعها كلٌ من أمريكا صانعة الطائرة وكندا التي كان لديها نحو 70 من مواطنيها يستقلون الطائرة.. أقول نتيجة كل ذلك.. اضطرت إيران للاعتراف زاعمة أن الحالة النفسية التي سببتها أمريكا نتيجة اغتيال قاسم سليماني انعكست على تصرفات قواتها المسلحة وحرسها الثوري فوقعت الكارثة..!
بالله عليهم.. هل هناك كذب ورياء وإفك أكثر من ذلك..؟
للأسف إنه كلام.. المفترض ألا يصدر عن أناس عقلاء.. وإن كان الأمر طبيعيا بالنسبة لملالي إيران الذين حصروا أنفسهم داخل أنفاق ودهاليز ضيقة متوهمين أنهم بذلك قادرون على أن يفرضوا إرادتهم على العالم.. لكن الله سبحانه وتعالى يرفض الظلم والظالمين.. الذين يتوعدهم بأقسى عقاب..!
***
المشكلة الآن بالنسبة لحكام طهران لم تعد قاصرة على رياح الخوف التي هبت عليهم بعد اعتدائهم على القاعدتين العسكريتين الأمريكيتين.. حتى ولو افترضنا أن هذا الاعتداء كان بمثابة مسرحية مشتركة بين الطرفين.. بل في إشعال الغضب الدولي ضد هؤلاء الذين لا يدرون من أمر أنفسهم شيئا سوى سفك دماء البشر وقتل الأبرياء دون وازع من ضمير أو أخلاق..
أمريكا على سبيل المثال..تقف لتؤكد على سلامة موقفها تجاه الإيرانيين.. وأوكرانيا تصر على الحصول على تعويضات باهظة واعتذار رسمي.. نفس الحال بالنسبة لكندا.. ومع هؤلاء جميعا.. تقف دول الاتحاد الأوروبي عن بكرة أبيها والدول العربية.. وكلهم جاءتهم فرصة الانتقام على طبق من ذهب لاسيما وأن إيران الآن.. قد فقدت البقية الباقية من شرعيتها إذا كان لها شرعية أصلا..!
***
نعم.. يحاول المرشد الأعلى امتصاص ذلك الغضب العالمي من خلال ما أعلنه حول تشكيل لجنة تحقيق تحدد المسئولية كاملة.. وأنه لا تهاون مع المعتدين المخطئين..!
الرد على ذلك ببساطة شديدة:
هذه نكتة قديمة.. ولعبة عفي عليها الزمن.. فلا مواطنوك في الداخل سوف يصدقونك.. ولا العالم الخارجي يمكن أن يقتنع بوعودك الساذجة..!
***
في النهاية يثور سؤالان مهمان:
Xالأول: هل ما حدث ..يمكن أن يدفع الإيرانيين إلى تغيير سياساتهم والكف عن أعمال العنف وتصدير الثورة كما يكررون دائما..؟
Xالثاني: كيف لا تتضمن العقوبات الاقتصادية التي تتغنى بها أمريكا ليلا ونهارا.. مجال الطيران حيث تبين أن مطارات إيران تعمل بصورة طبيعية ومجالها الجوي مفتوح..والرسوم التي تحصل عليها من شركات الطيران لم يمسها أحد.. بل ربما ازدادت حصيلتهم من العملات الأجنبية إما في غفلة عن أمريكا.. أو بموافقة غريبة ومريبة من جانبها..!
***
على أي حال.. الحكاية لم تنته فصولها بعد.. بل لابد وأن تبلغ التداعيات ذروتها خلال الأيام القادمة ودعونا نرقب.. وننتظر.