*لماذا قبل المشير حفتر وقف إطلاق النار ولماذا دعت مصر للسلام منذ اللحظات الأولى؟
* إذا استمر اتفاق السراج-أردوغان قائما وإذا ظلت ميليشيات الإرهاب تعيث فسادا في الأرض الليبية فسوف يضيع الوقت سدى
*ورجاء للروس:
العرب لا يريدون "سوريا" أخرى!
وافق المشير حفتر قائد الجيش الوطني الليبي على وقف إطلاق النار من موقع القوة حيث إن قواته تسيطر على معظم أنحاء العاصمة طرابلس.. ولم تكن لديه ثمة مشكلة في استمرار القتال لمدة تطول أو تقصر.. في معركة نهايتها محسومة لصالحه.. في نفس الوقت الذي أسرع فيه فايز السراج رئيس ما تسمى بحكومة الوفاق لتوقيع الاتفاق دون أن يقرأ بنوده بناء على الأوامر التي أصدرها له رجب طيب أردوغان..
***
ولقد حاول السراج بعد وصوله إلى موسكو التي ترعى الدعوة لوقف الصراع في ليبيا.. لقاء المشير حفتر الذي رفضه رفضا باتا وقاطعا.. قائلا: إنه جاء إلى موسكو.. ليس ليتصالح مع السراج.. ولكن من أجل حماية مصالح الشعب الليبي.
وبالفعل.. مصالح الليبيين لن تتحقق بإراقة الدماء..وبأعمال النسف والتخريب والتدمير..بل من خلال الاتفاقات التي تقرر الحقوق..وتعمل على ترسيخ الحق والعدل والمساواة بين أبناء الوطن.
لذا.. فقد حرصت مصر منذ بداية الأزمة الحالية على التأكيد أن السلام هو المفتاح الحقيقي باعتباره وسيلة وغاية في آن واحد..
وبكل المقاييس تدرك مصر جيدا..أن الصراع العنيف داخل مجتمع من المجتمعات لابد وأن يؤدي في النهاية إلى تمزيق أوصال هذا المجتمع وتشتيت جمعه.. وتبديد ثرواته.. أو بالأحرى تقديمها لقمة سائغة للطامعين واللصوص "الدوليين".. أو الإقليميين..!
وتشهد سجلات التاريخ أن مصر قدمت النصيحة المرة تلو المرة.. وهي نصيحة خالصة بعيدة عن أي هوى شخصي ومتجردة عن نزعات الذات إيمانا منها –كما تكرر دوما-بأن الأمن القومي لليبيا.. هو جزء من أمن الوطن الأم.. الكبيرة ذات الثقل العالمي.. ورمانة الميزان ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب.. بل في كافة أرجاء الدنيا..
***
المهم ينبغي على الليبيين أن يزدادوا إصرارا على رفض التدخلات الأجنبية بشتى صورها وأشكالها سواء من جانب الذين يرتدون ثياب حسن النوايا .. المؤقتة.. أو من جانب أولئك الذين تحركهم شهوة الجشع والأنانية.. وخيالات مريضة صنعتها عقول.. ماجنة خاصمت العقل والمنطق.. والضمير بل وأبسط قواعد الأخلاق..
ومع ذلك أقرر أنه في ظل وجود ميليشيات الإرهاب.. وفي ظل تلك الاتفاقية المشبوهة التي وقعها كل من السراج وأردوغان.. والتي تسمح باستعانة الحكومة الليبية بقوات عسكرية تركية لن تنصلح الأوضاع.. ولن تستقيم الأمور بحال من الأحوال.
وبصراحة أكثر.. كم نتمنى من الروس ألا يغوصوا في الأزمة بكل قواهم العسكرية المعنوية واللوجستية وأن يبتعدوا عن إقامة قواعد عسكرية فوق أرض ليبيا.. فنحن كعرب لا نريد تكرار سوريا أخرى..!
وهذا للعلم وشكرا.
***