سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " أردوغان ومحاولاته المستميتة للسيطرة على ليبيا! "

بتاريخ: 16 يناير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*أردوغان ومحاولاته المستميتة للسيطرة على ليبيا!

*"اضحك الصورة تطلع حلوة".. وهي في الواقع رديئة جدا

*المشير حفتر أحسن برفض التوقيع على اتفاقية فرض الأمر الواقع..!

*تهديدات الرئيس التركي بتلقينه درسا.. سترتد إلى صدره!

*وفي إيران.. بعد اعتراف الرئيس بالخطأ الذي لا يغتفر.. من يعوض فقد الأعزاء..؟

*حقا.. إذا تعاون الناس وأخلصوا حققوا أفضل النتائج

*الدولار..هبط لأقل من 16 جنيها.. من كان يتصور؟؟!!

 *الحديد والصلب تعود.. مبروك.. وبرافو

*"الجامبي على سوي" .. وآمال الأهلى المعلقة

*طالب يتحرش بأستاذة.. في لجنة الامتحان..هل هذا معقول؟!

أحداث هذا الأسبوع كثيرة.. ومتنوعة.. ومثيرة.. ومعظمها تدور في عالمنا العربي.. الذي يستهوي قوى خارجية للتدخل في شئون حكوماته وشعوبه..

وللأسف هناك من وقعوا في الفخ ولم يستطيعوا السيطرة على تماسكهم ووحدتهم .. وهناك من يصارعون من أجل البقاء.. والله سبحانه وتعالى أعلم إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا الصراع..!

ولعل أقرب صورة تعنينا في هذا الصدد.. هي صورة العزيزة ليبيا.. وجارة التاريخ والجغرافيا التي تشهد أقسى وأعنف أنواع الصراعات.. التي هدت كيان أبنائها وبناتها الذين لو سألت أحدا منهم عن أسباب تلك المعارك الدامية بين بعضهم البعض .. غالبا ما لا يجدون جوابا شافيا..!

***

ومنذ أيام طرأت على الساحة الليبية فكرة وقف إطلاق النار بين قوات الجيش الوطني برئاسة المشير خليفة حفتر.. وبين ما تسمى بحكومة الوفاق التي فقدت شرعيتها برئاسة فايز السراج.. مشجع الإرهاب.. وسند الإرهابيين.

على الفور –وكما تابعنا- وافق المشير حفتر على الفكرة رغم إحكام السيطرة على العاصمة طرابلس ولا يقدر أحد على زحزحة قواته منها.. وحينما ذهب الرجل إلى موسكو التي اختيرت لتكون مقرا للمفاوضات بين الطرفين.. أدرك أبعاد اللعبة التي طالما سعى إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث تضمنت بنود الاتفاق كل ما يحقق أهداف الأتراك الذين يصرون على ابتلاع ليبيا بطريقة أو بأخرى .

المهم.. رفض حفتر التوقيع على الاتفاقية مشيرا إلى عدم مغادرة مواقعه التي تمكنت قواته من تثبيتها لاسيما وأن هذه القوات لم يعد بينها وبين قلب العاصمة سوى خطوات معدودة..! وهنا.. طارت البقية الباقية من عقل أردوغان الذي كم كان يتمنى أن يظهر في الصورة عمدا واستفزازا وبعث بوزير خارجيته إلى موسكو ليجلس بجانب وزير خارجية روسيا.. وهو يرسم ابتسامة التشفي فوق شفتيه وكأنه يطبق المقولة الشهيرة: ابتسم الصورة تطلع حلوة..

لكن المشير حفتر قضى على آمال أردوغان وآمال وزير خارجيته بإعلانه الانسحاب.. ثم مغادرته موسكو متجها إلى عرينه في طرابلس..!

وما أن علم الرئيس التركي بذلك حتى أطلق تهديداته ضد حفتر بتلقينه درسا لن ينساه..!

ما هذا التدخل السافر..؟!

وما ذلك الطمع المقيت.. وإلى متى يظل أردوغان يعيث بأصابعه فسادا هنا.. ويتآمر مؤامرات خسيسة هناك..؟!

ثم..ثم.. ألم يحسب حسابه جيدا ليعرف أن قوات حفتر تملك من القدرة  ما تمكنه من إنزال الهزيمة بميليشيات ومرتزقة أردوغان ليرتد إلى بلده ملوما محسورا يعض بنان الندم..!

لقد بدت صورة أردوغان.. رديئة جدا عكس ما يتمناه وما يراوده به خياله..!

وبالتالي فليعلم أن تهديده لحفتر .. لابد وأن يرتد إلى صدره .. إذ أن هناك فرقا كبيرا بين صاحب الحق.. ومن يحاول اقتناص هذا الحق من الآخرين..!

***

ودعونا ننتقل.. من ليبيا.. أو من تركيا.. إلى إيران التي يعيش شعبها هو الآخر .. فوق فوهة بركان.. بعد إسقاط الحرس الثوري عندهم لطائرة الركاب الأوكرانية مما أدى إلى مصرع 178 راكبا لا حول لهم ولا قوة..!

لقد وقف الرئيس حسن روحاني بعد أن انكشفت جريمتهم أمام العالمين يندد بما جرى..! مرددا بأنها مأساة.. وكارثة.. وخطأ لا يغتفر..!

لكن السؤال:

وماذا بعد..؟

من يعوض فقدان هؤلاء الأعزاء الذين تمزقت أجسادهم إلى أشلاء متناثرة في لمح البصر..؟

الحكاية يا سيد روحاني أعمق من ذلك بكثير..

إن الأوضاع في بلادكم تحتاج إلى إصلاح جذري وحقيقي.. وشجاع.. بديهي لن يقدم على إجرائه إلا من هم واثقون بأنفسهم.. منحازون لمبادئ الحق والعدل..!

عموما.. سوف تشهد إيران تلقائيا خلال الفترة القادمة تغيرات وتطورات..

دعونا نرقب وننتظر.

***

الآن.. وسط تلك الأجواء المشحونة حول جيراننا .. فالواجب يقتضي أن نتأمل عن كثب ما يجري تحت سماء المحروسة مصر.. التي يثبت شعبها يوما بعد يوم أنه خيرة شعوب الأرض والدلائل عديدة وكثيرة..!

لقد ثبت –على سبيل المثال- أن الناس إذا تعاونوا وأخلصوا فيما بينهم .. حققوا أفضل النتائج..

وها نحن المصريين قد عملنا .. وتعبنا .. وكدحنا.. وصبرنا.. فإ   ذا بنا نقترب من نقطة النهاية التي تشع بأضواء الأمل والتفاؤل والخير الوفير بإذن الله.

ومع ذلك من كان يتصور أن يهبط الدولار إلى أقل من 16 جنيها وهو الذي طالما تباهى أصحابه بأنه سيد العملات.. وإمبراطورها المتوج..و.و..؟!

إن هذا الهبوط غير المسبوق لابد وأن ينعكس تلقائيا على الحياة المعيشية للمصريين .. فمثلما ارتفعت الأسعار عندما زادت قيمته.. سوف تنخفض بديهيا.. بانخفاض قيمته.

***

أيضا.. كل تلك الظواهر الإيجابية.. سوف تبقى بالنسبة لنا تمثل هدفا دائما نبذل المستحيل لتحقيقه يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة.

***

أيضا.. تتسع دوائر العلم والعمل والرؤية السديدة بإعادة شركة الحديد والصلب..!

تصوروا.. كم كان الألم يعتصر قلوبنا ونحن نتابع انهيار هذه الشركة التي كانت إحدى العلامات الفريدة للإرادة والتحدي.. ثم ازدادت حدة هذا الألم عندما جاء من جاء خلال حقبة زمنية معينة.. ليفكر جديا في التخلص من هذه الشركة إما بالبيع بثمن بخس.. أو إحالة معداتها وآلاتها إلى "خردة".. كل تلك السلبيات.. لم تكن تتمشى بحال من الأحوال مع القاعدة التي أرسيناها خلال حقبة الستينيات والسبعينيات وهي أن تكون مصر دولة عصرية صناعية تتوفر بها كافة أدوات الإنتاج الأساسية والفرعية..!

***

وباعتبار أن الرياضة.. لاسيما كرة القدم تشغل حيزا كبيرا من تفكيرنا.. بل وحياتنا كلها.. لكم نتمنى أن تصبح نوادينا مراكز حقيقية لصقل المواهب.. ونبذ التعصب ودعم جسور التعاون بين الفرق المتنافسة..!

لذا.. فالسؤال:

هل "الجامبي على سوي" الذي قرر النادي الأهلى استعارته أو شراءه من نادي بسيسكا صوفيا البلغاري.. هل سيحقق له آماله المعلقة.. ويجلب ما سبق أن عجز عنه لاعبوه المخضرمون من الشباب والعواجيز معا..؟!

نتمنى ذلك..!

***

أخيرا.. اسمحوا لي أن أتوقف أمام واقعة غريبة وأتمنى أن تشاركوني هذه الوقفة.. بالرأي.. والنصيحة والتعليق الجاد..!

هل من المعقول.. أن يقوم طالب بالتحرش بأستاذته داخل لجنة الامتحان..؟

هل هناك "تدني" أخلاقي أحقر من ذلك..؟

تُرى .. من الذي أوصل هذا الشاب إلى ما وصل إليه..؟

هل سوء التربية.. أم الانهيار الأسري أم غياب القدوة..؟

أيضا.. ما الذي دفع المُدرسة .. إلى الوقوف هذا الموقف المتشدد الذي وصل بها إلى حد إبلاغ الشرطة والنيابة..؟!

صدقوني.. إنها ليست حالة فردية.. بل بكل المقاييس.. نوع من أنواع المرض الاجتماعي لابد من دراسته.. ومحاصرته حتى لا يتفشى.. ويجلب لنا ما هو أردأ وأسوأ.

***

و..و..وشكرا