سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " ترامب.. والملالي.. حرب في الهواء فقط! "

بتاريخ: 19 يناير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أقوى جيوش العالم.. بلا شبكة معلومات.. هل معقول؟؟

*ترامب نفى إصابة أي من جنوده  بصواريخ إيران.. وفجأة اعترف!

*بعد أن أمَّ المرشد الأعلى الجماهير في صلاة الجمعة ..

زادت حدة التهديدات الأمريكية.. ولكن:

لا هؤلاء يقدرون على الحرب ولا هذا ظروفه تسمح بخوض معركة طويلة

هل من المتصور أن أقوى جيوش العالم كما يصفه دوما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تتوفر لديه شبكة معلومات بالقدر الكافي وهي الشبكة التي بدونها ينقطع الاتصال في أحرج المواقف.. وأخطر التحركات..!

***

الرئيس ترامب وقف بعد ضرب قاعدتيه العسكريتين في العراق يعلن في زهو ومباهاة عدم وجود أية خسائر تذكر اللهم سوى تصدع أو تهدم بعض المنشآت أما بالنسبة للأفراد.. فجميعهم سالمون.

في نفس الوقت شككت إيران في كلام ترامب الذي مازال مصرا على ترديده حتى أول أمس عندما أذاعت وزارة دفاعه البنتاجون بيانا قالت فيه إن أحد عشر من جنود قاعدة عين الأسد التي طالتها الصواريخ الإيرانية قد أصيبوا وتم نقلهم للمستشفى.

ويبدو أن وزارة الدفاع تعمدت إذاعة هذا البيان في الوقت الذي كان فيه المرشد الأعلى بإيران "على خامنئي" يخطب صلاة الجمعة وسط حشود هائلة موجها أقسى العبارات بشتى ألوان التهديد لأمريكا ورئيسها..!

***

من هنا يثور السؤال:

هل كان الرئيس الأمريكي لا يعلم بالفعل مدى الخسائر التي سببتها الصواريخ المعادية.. أم أراد أن يهون من الأمر حتى لا يعطي لإيران أهمية لا تستحقها من وجهة نظره..؟!

بكل المقاييس.. سواء هذا الاحتمال أو ذاك.. فإن الصورة التي بدت عليها أمريكا شجعت حكام طهران على شن مزيد من الهجوم ضدها.. بل وزادت من حدة تهديداتها مؤكدة أنها تملك من الأسلحة والصواريخ ما يجعلها قادرة على نقل المعارك خارج البلاد.. لتصل إلى أي مكان يتواجد فيه الأمريكان..!

***

وهكذا عادت الحرب الكلامية بين الطرفين تشتعل بعنف رغم أن كليهما ليس لديه استعداد لخوض معركة محدودة أو غير محدودة لأسباب واعتبارات عديدة.

مثلا.. الإيرانيون فيهم ما يكفيهم.. وظروفهم الاقتصادية بالغة الصعوبة..ومظاهرات الغضب تعم الشوارع وعجلة الاقتصاد شبه متوقفة وطوابير العاطلين تدق أبواب الملالي الذين يتهمونهم بالعيش في عالم غير العالم..!

ثم تعقدت الأزمة أكثر وأكثر.. بامتناع شركات الطيران جميعها عن التحليق فوق المجال الجوي الإيراني مما سبب لهم خسارة يومية تزيد على 350 مليون دولار..!

***

ولعل الحكاية لا تختلف كثيرا بالنسبة للرئيس ترامب الذي يتعرض لحملة شعواء من جانب الجمهوريين الذين ينصبون له شباك الطرد من البيت الأبيض..ورغم أنه يعود غير مكترث بما يجري إلا أنه كان لابد وأن يشعر في قرارة نفسه .. بالتوتر.. والضيق..وفقدان الإحساس بما هو قادم..!

الأهم.. والأهم.. أنه بعيدا عن الطرفين المتنازعين.. فقد ذكر أحد استقصاءات الرأي أن 88% من الأمريكان لم يسمعوا أبدا عن إيران.. وبالتالي لا يعرفون موقعها على خريطة العالم.

***

إذن.. يا سادة.. لماذا كل هذا الاقتتال الشفهي الذي لا جدوى من ورائه ولا طائل..

هل سيسقط حكم الملالي.. ليذهبوا غير مأسوف عليهم..؟

الأمريكان يعلقون آمالهم على ثورة شعبية إيرانية تطيح بهم.. بينما الشواهد تقول إن مؤيديهم كثيرون.. ويدللون على ذلك.. بهذا الحشد الضخم أثناء إلقاء المرشد الأعلى لخطبة الجمعة الماضية..!

على الجانب المقابل.. هل يتوارى دونالد ترامب ويأفل نجمه بحيث يتعذر عليه الفوز بفترة رئاسية جديدة..؟

أيضا.. تقول استطلاعات الرأي إن شعبيته تتزايد لأن الأمريكان –كما أشرت آنفا- غير مشغولين بمعاركه الخارجية .. بل معجبون بسياسته الاقتصادية التي انعكست إيجابيا على شتى مجالات حياتهم..!

***

يعني ببساطة شديدة.. الرضا بالأمر الواقع هو الحل الأمثل وليذهب كل طرف إلى حال سبيله.

***

و..و..وشكرا

***