سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " بعد مؤتمر برلين أحداث ما وتطورات في ليبيا.. وغيرها! "

بتاريخ: 22 يناير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*انتهى المؤتمر.. ولم تنته أزمة ليبيا

*أردوغان مصر على ضلاله.. والسراج يرحب بالإرهابيين والمرتزقة

*خسارة يومية 55 مليون دولار من يتحملها غير أبناء الشعب..؟

*في العراق.. اختفت الدولة

وفي لبنان.. غاب الحكم

أما اليمن.. فحدث ولا حرج!

انتهى مؤتمر برلين الذي شهد حضورا دوليا متميزا ولكن لم تنته أزمة ليبيا..!

الأخ أردوغان الحالم بعودة إمبراطورية أجداده البالية.. ما أن عاد إلى بلاده.. حتى أصدر قرارا بتحريك قوات بحرية تجاه المياه الإقليمية لقبرص شرق البحر المتوسط.. وكأنه يرد على الاتهامات التي وجهت إليه بتزكية الصراع في ليبيا.

ولم يكتف بذلك فقط.. بل سربت أجهزة إعلامه أخبارا تقول إن المقاتلين السوريين من الدواعش وغيرهم لن يتوقف سفرهم إلى ليبيا حيث إنهم يتوجهون إلى هناك بمحض إرادتهم وبموافقة حكومة فايز السراج التي يطلق عليها حكومة التوافق الوطني.

في نفس الوقت الذي أعلن فيه السراج هذا ترحيبه الحار بهؤلاء المرتزقة الذين وصفهم بضيوف ليبيا التي يستحيل أن توصد دونهم أبوابها..!

الأهم..والأهم.. أن إنتاج النفط بدأ في الانخفاض بعد إغلاق منشآته وآباره بحيث سيصل قريبا إلى 72 ألف برميل يوميا.. بدلا من 900 ألف مما يؤدي إلى خسارة تقدر بحوالي 55 مليون دولار.. فهل يقدر الاقتصاد الليبي على تحمل ذلك..؟

نعم.. لقد كان إرهابيو فايز السراج هم الذين يستفيدون من حصيلة النفط وبالتالي فإن حرمانهم منها سيضعهم في مآزق حرجة ولا شك.. لكن ما ذنب الناس الذين يعانون من شظف العيش بحيث إن كثيرين أصبح من المتعذر عليهم الحصول على لقمة الخبز إلا بشق الأنفس..!

  •  

أيضا لقد نتج عن تجاهل كل من تونس والسودان والجزائر وعدم دعوتهم إلى مؤتمر برلين.. أن نشأت جبهة أخرى مضادة تضم هذه الدول الثلاث.. وهي جبهة ستكون لها مواقف معاكسة لليبيين.. لا لشيء إلا لأن الإبعاد مجرد الإبعاد يوغر الصدور بطبيعة الحال.. ينطبق ذلك على الأفراد والحكومات في آن واحد.

***

على الجانب المقابل.. إذا كانت أحداث ليبيا المعقدة والمتشابكة قد شدت انتباه العالم.. فإن ما يجري في كل من العراق ولبنان لا يقل خطرا..

وللأسف قد ينتهي مصير كل من البلدين العربيين إلى ما هو أسوأ وأسوأ.

في العراق.. يموت الأبرياء بالعشرات كل يوم.. ولا توجد دولة بمعنى الكلمة لكي تمنع حمامات الدم التي لم يكن لها نظير في تاريخ العراق.. حتى خلال أسوأ حقبات تاريخه.

ولعل أبلغ دلالات انهيار الدولة الفشل الذريع في تشكيل حكومة تتولى إدارة البلاد.. والسبب يرجع إلى الطائفية الصارخة والخلافات العرقية المقيتة..!

***

كذلك.. الموقف في لبنان لا يختلف كثيرا حيث يعيش بلا حكومة.. نظرا لأن هناك قوى سياسية بعينها تحول دون ذلك.. اللهم إلا إذا حصلت على ضمانات بالحصول على حقائب وزارية الأمر الذي ترفضه الجماهير التي ترفع من حدة اعتراضاتها يوما بعد يوم.. ثم بلغ السيل الزبى بإطلاق النار على هؤلاء المتظاهرين.. مما ينذر بإشعال نيران الحرب الأهلية التي يرى البعض أنها باتت وشيكة وعلى الأبواب..!

***

أما ما يجري في اليمن.. فلا أعتقد أن أي حديث بشأنه يمكن أن يأتي بجديد .. فالبلد قد تمزق وانتهى الأمر وتمكنت من أموره ميليشيات الحوثيين الإرهابية التي صالت وجالت تعيث في الأرض فسادا دون ضابط أو رابط وها هم قد وصلت بهم خستهم ونذالتهم إلى تفجير مسجد مأرب وقتل ما يزيد على 120 مصليا دون أن يخضعوا لأي نوع من أنواع المحاسبة.. أو العقاب..!

***

في النهاية تبقى كلمة:

إن كل هذه الثروات التي تتبدد.. هي أولا وأخيرا ثروات عربية والذين يلقون حتفهم ليل نهار هم مواطنون عرب والذين فقدوا سيطرتهم على أراضيهم هم حكام عرب..!

حقا.. إن القلوب لتحزن.. والعيون لتدمع.. وسامحكم الله يا من ارتضيتم على أنفسكم أن تنامواالليل وأنتم مرتاحو البال بينما هناك الملايين الذين فقدوا مجرد الإحساس بالحياة..!

***