سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " 25 يناير.. عيدانxواحد! "

بتاريخ: 23 يناير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*25 يناير.. عيدانxواحد!

*الشرطة تحتفل بعيدها التقليدي.. ثم باستعادة هيبتها.. وقوتها

*عصابة الإخوان تعمدت تشويه صورتها وإضعاف دورها.. انتقاما وتشفيا!

*عندما اقتحموا مبنى أمن الدولة.. ركزوا همهم على لقاء الضباط الذين كانوا يتولون التحقيق معهم

*بالمناسبة.. إخوان تونس.. فشلوا في تشكيل الحكومة

*اتفاقات البترول التي عقدتها مصر.. لابد أن تثير حقد أردوغان أكثر.. وأكثر..!

لم يحدث أن أغفلت مصر أو تغافلت على مدى أكثر من نصف قرن عن الاحتفال بعيد الشرطة نظرا لإيمانها وإيمان شعبها بالدور الذي يؤديه أفرادها في حماية أمنهم وسلامتهم.. والحفاظ على أموالهم وأعراضهم.. وعندما أرادوا من أرادوا تمزيق الروابط بين الشرطة والجماهير.. فقد كانوا يهدفون في الأساس إلى إسقاط الدولة بكل مؤسساتها بما فيها المؤسسة الأمنية.

لذا.. غمرتهم مشاعر البهجة والتشفي معا وهم يرون بأعينهم الضباط والجنود يتساقطون.. والسجون تهدمها معاول التخريب وأيضا الأقسام التي أشعلوا فيها النار مع سبق الإصرار والترصد..!

ومع ذلك.. قاوم الرجال الهجمة الشرسة بكل ما أوتوا من قوة وببسالة منقطعة النظير.. بالضبط.. مثلما حدث يوم 25 يناير عام 1952 حينما رفض الآباء الاستسلام لقوات المستعمر وظلوا يتمسكون بأسلحتهم حتى آخر مدى.. وبعد أن قدموا لله والوطن خمسين شهيدا وثمانين جريحا..!

***

استنادا إلى تلك الحقائق.. فإن مصر تحتفي اليوم برجال الشرطة مرتين.. وليس مرة واحدة.

المرة الأولى تكمن في الاحتفال التقليدي الذي تعودنا عليه على مدى سنوات وسنوات من حيث إن هذا الاحتفال يبعث في قلوبهم.. مشاعر الفخار والاعتزاز والمباهاة ..و..والوفاء.

***

أما الاحتفال الثاني.. فله مغزاه وقيمته وقدره..!

إنه احتفال باستعادة الهيبة واسترداد الكرامة بعد أن انتصرت الدولة المصرية في عصرها الجديد.. على قوى الشر والإثم والبغي.. وأقامت دولة مؤسسات متينة الأركان.. من بينها المؤسسة الأمنية..!

للأسف.. لقد تعرض رجال الشرطة منذ 25 يناير عام 2011 إلى شتى وسائل العدوان الجسدي.. والمعنوي.. والنفسي.. وكل شيء.. ورغم ذلك .. صبروا وتحملوا.. واقتحموا الصعاب.. حتى تبدد الظلام ليسطع ضوء الشمس من جديد ليطل علينا أبناء المؤسسة الشجعان بوجوه آمنة.. راضية.. التي تعكس ملامحها شجاعة وقوة وإصرارا على عدم تكرار ما حدث يوم 25 يناير عام 2011.

***

وهنا لابد من وقفة:

منذ يوم 3 يوليو عام 2013 تعهد الرجل الذي حمل عنقه فوق كتفه بإعادة مصر إلى أبنائها وقد رأى منذ البداية أن تلك العودة لا تكون إلا بإقامة مؤسسات دستورية قوية.. وعلى الفور.. بدأت عمليات التطوير بما تشمله من سلاح وتدريب.. وتكنولوجيا فضلا عن جرعات دائمة ومستمرة من الثقة النفسية.. فكانت النتيجة .. أن توارت أحداث الإرهاب.. وتضاءلت إلى حد كبير جرائم الخطف والاغتصاب والسرقة بعد أن انتشرت فرق التدخل السريع في الشوارع والميادين بشتى ربوع الوطن..!

الأهم.. والأهم..أن هؤلاء العائدين بقوة وإيمان تعاهدوا على مواجهة جماعات التطرف والتكفير.. ليفسدوا مخططاتهم ويقتلعوا جذورهم أولا بأول لتصبح مصر بفضلهم وفضل زملائهم بالقوات المسلحة.. النموذج الذي يحتذى أمام العالمين.. والذي يضربون به المثل في الشجاعة والإقدام للدنيا بأسرها.

وإذا كانت مصر قد نجحت في إسقاط المشروع الإخواني "العالمي" الذي طالما تمنته عصابتهم الإجرامية فإنها في نفس الوقت كشفت نواياهم الخبيثة.. وهزمتهم بالضربة القاضية.. وهم الذين كانوا قد أرادوا فرض أنفسهم بالزور والباطل والتهديد والعنف.. على مقاعد الحكم في مصر..وفي سبيل ذلك تعمدوا تشويه صورة الشرطة وإضعاف دورها والإساءة لرجالها لكن والحق يقال أدت وقفة المصريين كرجل واحد لا يهن ولا يلين.. ولا يتردد في إعلاء كلمة الحق إلى إزهاق الباطل بكل غياماته الضبابية الثقيلة.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فقد تعمدت عصابة الإخوان خلال أيام ضعف الشرطة اقتحام مبنى أمن الدولة وركزوا جل همهم.. على الالتقاء بالضباط الذين كانوا يحققون معهم والذين يعرفون أدق التفاصيل عن تحركاتهم المشبوهة وتآمرهم الدنيء.. وخلاياهم العنقودية التي تختبئ داخل الدهاليز ووراء جدران الكذب والرياء.. وعندما فشلوا في تحقيق أهدافهم.. أشعلوا النيران في وثائق أمن الدولة متوهمين أنهم بذلك يتخلصون من تاريخهم الأسود..دون أن يدركوا .. أن الوثيقة الواحدة مهما كانت تحمل من بيانات ومعلومات فقد أعدت أصلا لتكون عصية على الاختراق..

 لذا.. بُهت الذين كفروا..!

***

والآن.. لعلها مناسبة.. لكي ننتقل إلى تونس التي يرفض أهلها رفضا باتا وقاطعا سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم.. ولقد بدا ذلك واضحا في الرفض الشعبي الجارف لمرشح حزب النهضة الإخواني.. لتشكيل الحكومة..!

لقد حاول الرجل على مدى شهر كامل الوصول إلى الصيغة التي ترضى عنها الجماهير.. لكن كافة الأحزاب انصرفت عنه مما حدا بالرئيس إلى اختيار شخص آخر لتولي المهمة الصعبة.. من أهم مواصفاته أنه بعيد عن تيار الغنوشي وأمثاله..!

طبعا.. سيلقون بالألغام في طريقه.. لكن إذا لم تكلل جهوده هو الآخر بالنجاح.. فسيضطر التونسيون إلى إجراء انتخابات مبكرة تؤدي إلى "برلمان ".. لا يمثل فيه الإخوان أية أغلبية لكن هل ينجح الإخوة التونسيون في تحقيق ذلك..؟!

الآن.. كل الشواهد توحي بأنهم لن يقعوا في نفس الشباك مرتين.. مما يعني أن أصواتهم لن تذهب ثانية إلى الإخوان المسلمين ونظرائهم أو وشركائهم..!

***

ثم..ثم.. أدعوك من خلال هذا التقرير إلى زيارة سريعة "لدافوس" .. مدينة الاقتصاديين.. والسياسيين.. ورجال الأعمال.. بشرط أن يكونوا أثرياء.. أثرياء جدا..

 وهذا بيت القصيد..!

لقد رأى مؤسس المنتدى الاقتصادي الذي يعقد سنويا في دافوس السويسرية التي تقبع وسط جبال الثلج "كلاوس شواب" .. أن يتيح الفرصة للفئات التي تدخل في إطار "الدخل المحدود".. بعد أن أدرك أن هؤلاء الأثرياء يشاركون في المنتدى إما لأنهم ينشدون الاستجمام .. أو يمضون معظم وقتهم في الانزلاق على الجليد.. الأمر الذي يتنافى مع الغرض الذي أنشئ من أجله المنتدى الشهير..!

بالمناسبة.. لماذا لا ننشئ عندنا منتجعا.. أو قرية صغيرة.. لا يمارس فيها إلا نشاط واحد فقط.. تجاري.. أو صناعي.. أو اقتصادي.. أو علمي.. أو.. بحيث تنال شهرتها من هذا النشاط..  الذي ينال بدوره نشاطه منها..!

إنه مجرد اقتراح أرجو دراسته.. لاسيما أنني زرت دافوس أكثر من مرة.. وهي مدينة صغيرة تقع وسط جبال الثلج لكنها تجذب أكبر عدد من السياح وتمثل شهرة عالمية غير مسبوقة..

يا سادة السياحة المتخصصة.. أرقى أنواع السياحة..!

***

أخيرا.. نختتم هذا التقرير.. بتلك الاتفاقيات التي وقعتها وزارة البترول مع شركات التنقيب عن النفط والتي أبدت تفاؤلها.. بالعثور على أبيار عديدة في باطن أرضنا الطيبة..!

تصوروا ما أن تم الإعلان عن هذه الاتفاقيات .. حتى استشاط الأخ رجب طيب أردوغان غضبا.. أو بالأحرى غيرة وحسدا..!

والله.. إنه رجل غريب.. ورئيس لا يعرف معنى قيادة الأوطان.. وله عذره.. لأنه حصر تفكيره داخل دائرة ضيقة مغلقة.. فكانت النتيجة أنه أصبح مثار انتقاد العالمين..!

أردوغان يتصور أنه ملك البحار والمحيطات.. وليس من حق أحد غيره الاقتراب من المياه الدولية أو حتى الإقليمية.. وهذا كلام ساذج بطبيعة الحال.

إننا نقول له:

يا أخ أردوغان.. نتمنى أن تدرس المواثيق والمعاهدات الدولية.. ونتمنى أكثر وأكثر.. أن تخلع ثياب التطرف والإرهاب.. وأن تحاول تنقية صدرك من شوائب الغل والكراهية..!

***

و..و..وشكرا