*بعد كل هذه المشاعر الصادقة.. ألا يفيق الغافلون؟
*.. وبعد سقوط أمكر خلاياهم..ألا يتدبرون؟
*"تابلوه" الشهيد.. يستحق ألف وردة ووردة
*بالفعل.. مصر كلها تحتفل بعيد الشرطة .. ولينسحب المزايدون والمزيفون.. و"الفاشلون"
*قلبي مع اللبنانيين الذين هددهم وزير ماليتهم الجديد بإشهار إفلاس البلد!!
*ترامب عمل أحلى دعاية انتخابية.. في دافوس
*بعد التاكسيات والمطاعم.. بيزنس"السناتر".. يتفوق!
انفطرت قلوبنا جميعا.. وذرفت عيوننا الدموع أنهارا ونحن نتابع ملحمة.. أو أوبريت.. أو تابلوه الشهيد الذي أحسنت وزارة الداخلية بتقديمه يوم الاحتفال بعيد الشرطة أول أمس..!
الأمهات يبكين في صمت.. والزوجات تكتمن صرخات الألم في كبرياء وعزة.. والأبناء يتسابقون للالتحاق بكلية الشرطة ليستكملوا مسيرة البطولة..!
أنا شخصيا تأثرت تأثرا بالغا..بهذه الأسرة المصرية "المبهرة" التي قدمت الزوج شهيدا .. ثم زوج الابنة .. وسعت سعيا حثيثا لإلحاق الابن الأصغر بكلية الشرطة.. وكان لها ما أرادت ..!
هل رأيتم الطالب الشاب.. وهو يقسم على الولاء للوطن قاطعا العهد باستئصال جذور الإرهاب مع زملائه.. وأساتذته دون خوف أو وجل .. ثم..ثم.. يستأذن الرئيس الذي يستمد منه العزم والقوة ليقبل رأس أمه وجبين شقيقته.. مداعبا صغيرتها التي تحملها بين يديها..!
بالله عليكم.. هل هناك عظمة أكثر من ذلك..؟
وبالله عليهم.. ألا يكفي هذا المشهد الدرامي الواقعي.. لكي يثوب الضالون إلى رشدهم..ولكي يوقنوا بأن الله حق.. وأن هذا الشعب لن يتوانى ولن يتخاذل.. ولن يتراجع أبدا في حربه الضروس ضد الإرهاب والإرهابيين.!
حقا.. بارك الله فيك أيها الفتى.. وبارك في زملائك وحفظكم برعايته وعطفه وعنايته..
***
على الجانب المقابل.. إذا نحينا المشاعر جانبا وتعاملنا بواقعية مع الأحداث.. لازددنا يقينا فوق يقين.. بأن السبل قد ضاقت بهؤلاء المغامرين.. الحمقى الذين يفتقدون أبسط قواعد الحساب والمنطق.
ها هي منابع تمويلهم تجف.. وفقدوا أجزاء كبيرة من ساحات تدريبهم لاسيما في السودان..والصومال..وتونس.. وتشاد.. وغيرها.. في نفس الوقت الذي أخذ فيه جهاز الأمن الوطني في مصر يوجه ضرباته الاستباقية ليتساقطوا الواحد تلو الآخر.. والخلية بعد الخلية..!
يا ناس.. أليس بينكم رجل رشيد.. يدلكم على طريق الصواب على الأقل حتى تنقذوا أنفسكم بأنفسكم من مصير محتوم معالمه واضحة ومحددة..ومعروفة للقاصي والداني.. حتى قياداتهم التي سبق أن صالت وجالت في أوروبا.. وأمريكا.. ضاق عليها الخناق.. ولم يعد من السهولة بمكان بالنسبة لهم تذويدكم بالدولارات.. وبالمأكل والمشرب..و..و..والمسكن..!
تصوروا.. لو مازال لديهم بقية من عقول.. لتدارسوا الأمر فيما بينهم.. وتخلوا عن رغباتهم المريضة في سفك دماء الناس.. وكفوا عن أعمال التخريب والتدمير.. واغتصاب الحرمات ..
بكل المقاييس سوف يكون هم الرابحين بدلا من هذا الرعب الذي يطاردهم ليل نهار..وتلك الكوابيس التي جعلت منهم أشباحا.. أو بالأحرى.. "شياطين" ضعيفة.. هزيلة تلتهما نيران الحق والعدل في لمح البصر..!
وانتظروا ماذا سيسفر عنه الغد..والغد القريب جدا..
***
استنادا إلى تلك الحقائق .. فنحن نتفق مع الرئيس السيسي أن مصر كلها تحتفل بعيد الشرطة.. الأمر الذي ينبغي معه انسحاب المزايدين والذين تحركهم رغبات الأنانية والأثرة.. ومعهم المتاجرون بالمبادئ والشعارات وهؤلاء ثبت فشلهم على مدى عقود وعقود.. وأخيرا.. تلك الفئة التي ظهرت على السطح في غفلة من الزمن.. وأسمت الذين يمسكون بخيوطها الواهية..بالنشطاء السياسيين .
أي نشطاء .. وأي سياسيين.. بينما منهم من لا يعرف القراءة والكتابة.. ومنهم من يدور ويلف على المقاهي من أول الليل لآخره.. بحثا عن كوب شاي يتفضل به عليه.. من كانوا عى شاكلته يوما..أو مازالوا على نفس الشاكلة حتى اليوم..؟!!
***
..و..وتشاء الظروف ونحن نحتفل بعيد من أعيادنا الوطنية في تكاتف..وتآلف.. وتوحد..يأتي بلد مثل لبنان.. وقد ازدادت الخلافات حدة بين أبنائه حتى بعد إعلان تشكيل الحكومة الجديدة..
الناس مصرون على رفض الطائفية..وعلى تعيين الوزراء بالواسطة..والأهم حياتهم اليومية التي أصبحت صعبة ومعقدة..
ولقد بادر وزير المالية الجديد بإطلاق تصريح مدوٍ أعلن فيه أمام الجماهير المحتشدة أن الدولة على وشك الإفلاس وإذا استمرت المظاهرات فإن هذا الإفلاس يكون قاب قوسين أو أدنى ..!
وأيضا.. لم تتراجع المظاهرات ولم يغادر الناس الشوارع إلى بيوتهم حيث إن الغالبية تقول إن ثمة غيامات سوداء أحاطت بالتشكيل الوزاري الجديد..أهمها أن عددا لا بأس به من الوزراء تربطهم علاقات وثيقة بنظام الحكم في سوريا.. مما يهدد من جديد استقرار وأمن اللبنانيين..!
وبصرف النظر من على صواب.. ومن على خطأ .. فإن الأوضاع في هذا البلد العربي الصغير.. تنذر بشتى أنواع الخطر.. فمن يأخذ زمام المبادرة ..؟
هل الحكومة الجديدة هي التي ترفع لواء التهدئة.. أم الناس الذين يفترض أنهم سئموا حياة الشوارع والميادين متطلعين إلى معيشة تعوضهم عن أيام وليالي الشد والجذب.. والنوم في العراء.. في هذا البرد القارس.. أم تظهر فئة من الحكماء.. تدعو لترطيب الأجواء.. وتوضح مدى الخسارة الناجمة عن هذا الشلل الكامل الذي يعانيه اللبنانيون مما قد يؤدي في النهاية إلى غياب الدولة وتلك قمة الخطر..؟!
***
ولأن الدنيا.. كما خلقها الله سبحانه وتعالى.. فيها ناس.. وناس أثرياء.. مرتاحون نفسيا وجسديا.. ومطمئنون على أحوالهم وأحوال أبنائهم وبناتهم.. وآخرون ينحتون في الصخور..من أجل إيجاد مصدر جديد يعينهم على تخطي العقبات والصعوبات.
والمثل واضح.. فقد وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام منتدى دافوس ليتغنى بثروات بلاده.. ونعيم مواطنيها.. وكيف أن اقتصادهم ينمو بنسب عالية ومعدلات التضخم ضعيفة لا تكاد تذكر..ولم يعد أحد قلقا على حاضره أو مستقبله.
ومن دافوس.. مدينة الجليد والضباب رفع ترامب صوته قائلا: هذه هي أمريكا الجديدة .. أمريكا التي أحدثت بها طفرة اقتصادية هائلة.. وكأنه يقود حملة دعائية انتخابية موجهة للأمريكان.. من المدينة السويسرية.. الشهيرة.. مدينة الأثرياء.. والتي يقولون إنها ستتحول قريبا إلى من هم دون الأثرياء .. ببعض الدرجات.
***
أخيرا.. نقف أمام ظاهرة تستحق المواجهة في مصر هي ظاهرة السناتر أي مراكز الدروس الخصوصية التي أصبحت نوعا من أنواع البيزنس الذي يمارسه من له صلة بالتعليم.. ومن ليس له صلة.
زمان انتشرت موضة التاكسيات فكل من تجمعت لديه مكافأة نهاية الخدمة أو تحويشة العمر يضعها كمقدم لشراء سيارة تاكسي.. أو إذا سنحت له الظروف.. يسدد الثمن بالكامل..!
بالفعل.. حقق هذا النشاط أرباحا لصاحبه.. لكن سرعان ما ظهرت المشاكل وتعددت فانصرف الاهتمام إلى الكافتيريات والمطاعم التي أخذت نصيبها هي الأخرى ثم بدأت تتوارى الآن.. حتى ظهرت هذه السناتر..!
الطلبة والطالبات يقفون بالطوابير أمام أبوابها.. ويتكدسون داخل الغرف الضيقة.. ورغم ذلك الإقبال هائل .. ويقولون إن أصغر سنتر يحقق لصاحبه مبلغا يتراوح ما بين 70و100 ألف شهريا..!
أين المحليات.. وأين أجهزة الأمن.. وأين.. وأين..؟!
وحتى تكتمل الإجابات.. نرجو أن يصحح المتورطون أخطاءهم .
ونحن في الانتظار..!
***
*كن دائما سيد نفسك.. اهزم الشيطان في داخلك.. حاول أن تعلي بين ثنايا قلبك كل القيم وكافة المعاني.. وتأكد أن الله لن يتخلى عنك أبدا.
***
*أيضا كن رحيما بالناس.. يرحمك الله في الدنيا والآخرة.
***
*لا تصادق أحمق.. ولا تعادي حاقدا.. ولا تعاتب سفيها..
وحذار.. ألف حذار.. من الصديق الذي يبدي سعادته حينما يكون بصحبتك.. وبعد أن ينصرف لا ينام الليل حقدا.. وحسدا.. وليس بعيدا أن يحيك ضدك مؤامرة خسيسة.
***
*نصيحة.. لا تلتفت لأمس قد مضى.. فما مضى قد مضى.. بل ولِ وجهك للغني الحميد الذي تمتلئ خزائنه بخيرات لا تنفد.
***
*أعجبتني هذه المقولة:
الصمت فن.. فإذا كنت فنانا في صمتك أصبحت مبدعا في كلامك.
***
*الحبيبة التي تعلم مسبقا أن الذي تنتظره لن يأتي تستحق "الضرب" .. إذا لم تلقه في أول مفترق طرق..!
***
*يعني إيه.. أن تقول لأحد من الناس: أرجوك ادعو لي..
الله يا سادة لا يحتاج إلى "واسطة".
***
*صدق أبو العلاء المعري:
إن شئت أن تلقى المحاسن كلها.. ففي وجه من تهوى جميع المحاسن.
***
*وأخيرا نأتي إلى مسك الختام:
اخترت لك هذه الأبيات من رائعة الشاعر حافظ إبراهيم:
ولدى يزور حديقة الحيوان
ويعود يحكي لي كوصف عيان
ويقول : يا أبتي رأيت مشاهدا
تدع الحليم هناك كالحيران
إني رأيت الذئب يظهر بأسه
في نعجة منهدة الأركان
ورأيت قردا فاسقا متلصصا
يرنو إلى أنثى لدى الجيران
ورأيت ديكا مثخما شبعا ولم
يرم الفتات لجاره الجوعان
ورأيت صقرا غافلا وإناثه
مفتونة بالبوم والغربان
ورأيت ثورا كم يظن جواره
شدوا كشدو بلابل البستان
ورأيت دبا كالكثيب ضخامة
ويظن قامته كغصن البان
ورأيت للحرباء ألف عباءة لتبدل الأحوال والأزمان
والثعلب المكار يمشي خاشعا
متظاهرا بالزهد والإيمان
فصرخت أقصر يا بني ولاتزد
وصفا فتلك حديقة الإنسان
***
و..و..وشكرا