*ناس نجحوا بامتياز في تحديد معالم طريقهم
*المصريون يحتفلون بالأعياد.. في أمن وسكينة.. وبهجة
*الآن.. ألم يدرك المغردون خارج السرب أن شق الصف.. صعب.. بل ومستحيل..؟!
*نفاق أردوغان.. لا يضمن لهم الحماية الكاملة..
*والروس..الذين يعودون بقوة إلى العرب..
من يدفع الفاتورة:
الباحثون عن الإمبراطورية المفقودة..أم الحالمون بدولة.. مستقلة فوق أراضٍ محررة..؟!
وهكذا مر يوم 25يناير والمصريون يحتفلون بعيد الشرطة وهم في أمان وسكينة.. وبهجة.
ولمَ لا.. وقد نجحوا بامتياز والحمد لله في تحديد معالم طريقهم القائمة على الحق والعدل والخير والجمال..!
ومع ذلك يثور السؤال:
وهل كان هناك أدنى شك في تكاتف القوم.. وتآزرهم وتلاحمهم؟
بالطبع لا.. وبصرف النظر عن الإجراءات الأمنية التي طبقتها أجهزة الأمن ببراعة وحنكة.. فلا عاقل واحد لديه استعداد للتفريط في كيانه وفي وجوده.. وفيما حققه من مكاسب على مدى الخمس سنوات الماضية..
للأسف الذين يغردون خارج السرب لا يعرفون معنى أن يعيش الإنسان آمنا تحت سماء بلاده.. ينام.. يستيقظ .. يسير في الشارع.. يذهب إلى دار السينما.. يجلس على المقاهي والكافيتريات.. يحضر المحاضرات في الجامعة.. ويستمع إلى شرح الدرس في فصل المدرسة..!
تلك كلها أحاسيس لا يشعر بها إلا من افتقدها.. ونحن نعترف بأننا قد جاءت علينا فترة زمنية حالكة السواد.. لم نكن نعرف من الجاني ومن المجني عليه.. ومن المتآمر ضد مصالح وطنه..
ومن نذر نفسه للذود عن تراب هذا الوطن تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
لذا.. إذا كان هؤلاء المتآمرون مازال لديهم بقية من دماء الخجل.. فعليهم أن ينسحبوا وأن يتواروا.. لسبب بسيط أن كافة عمليات التحريض التي روجوا لها والتي بسببها باعوا أنفسهم لشياطين الجن والإنس لم تأتِ بنتيجة .. بل ولن تأتي في يوم من الأيام..!
***
نعم.. إنهم يقبضون الثمن .. لكنه في جميع الأحوال ثمن بخس.. وسيجيء عليهم يوم قريب يتخلى عنهم فيه ولي نعمتهم.. فتلك طبيعة شخصيته التي لا تعرف سوى الأنانية وحب الذات.. وبيع أقرب المقربين عند أول مفترق طرق.
***
لذا.. ما يثير الدهشة والعجب أنهم حتى الآن لا يدركون أن من يستخدمهم اليوم ضد وطنهم.. لن يتردد أبدا في تقديمهم كقرابين.. لبقائه ووجوده..!
وهذا هو الطيب أردوغان الذي فتح لهم أبواب تركيا ليستخدمهم كيفما يشاء.. ومتى أراد.. هو نفسه الذي سيقول لهم : فلتذهبوا إلى الجحيم.. فأنا ونفسي وبعدي الطوفان..!
بالله عليهم..هل حسبوا حساب هذا اليوم أم أن الدولارات أعمت بصائرهم.. قبل بصيرتهم..؟!!!
***
يا سادة.. لا يوجد أحد في هذه الدنيا لا يعمل إلا لمصلحته.. ومصلحته فقط..!
ينطبق ذلك على الأفراد.. والجماعات والحكومات والدول.. ومن لا يعترف بتلك الحقيقة فإنه يجهل وقائع التاريخ وأحداثه على مدى العصور والأزمان..!
لعلي أتخيل اليوم.. هذا الوالي العثماني الزائف.. وهو يستشيط غضبا .. لأن ما تمناه لم يحدث.. أو بالأحرى من عهد إليهم بالمهام الخبيثة.. خذلوه.. بل وضحكوا عليه ليقدموه لقمة سائغة للشامتين من معارضيه داخل بلده وخارجها.. وما أكثرهم..!
واستنادا إلى كل تلك الحقائق.. ليتهم يفهمون أن الوالي التركي يستحيل.. يستحيل أن يوفر لهم الحماية إلى نهاية المدى..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فهؤلاء هم الروس الذين أخذوا يعودون بقوة إلى العالم العربي.. تدخلوا لفض النزاعات والحروب في سوريا بإقامة القواعد العسكرية.. المتعددة والمتنوعة.. ثم ألقوا بثقلهم في الأزمة الليبية.. ولولا ارتباطهم بالرئيس التركي لكانوا قد حققوا مكاسب مماثلة.. والآن.. يجيئون للفلسطينيين معلنين تأييدهم لحل الدولتين.. في وقت يقول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه بصدد الإعلان عن صفقة القرن إياها التي تحوطها الشبهات من كل جانب..!
بكل المقاييس زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتينلكنيسة المهد في بيت لحم حيث ولد المسيح بمثابة رسالة لكل من يهمه الأمر بأن تلك المدينة هي فلسطينية لحما ودما.. لاسيما وأنه ألهب المشاعر عندما التقط قبعة أحد الضباط الفلسطينيين بعد سقوطها على الأرض.. ليعيدها فوق رأسه.. إنه نوع جديد من أنواع العلاقات السياسية وإن بدت في مظهرها غير ذلك.
حيث إن كل شيء في هذه الدنيا له ثمنه.. يعني تلك العودة الروسية للعالم العربي بتلك الصورة الجديدة لابد وأن تصدر عنها فاتورة.
تُرى من يتحملها...؟!
هل هم الباحثون عن الإمبراطورية المفقودة أم الحالمون بدولة مستقلة فوق أرض محررة وإن كانوا لا يملكون المال الكافي..؟!
***
و..و..وشكرا