انفلات الشاشتين.. والارتباط «الشرطى» بالحرية والديمقراطية!!

بتاريخ: 18 أغسطس 2005
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

انفلات الشاشتين.. والارتباط «الشرطى» بالحرية والديمقراطية!!
هل الشاشة الكبيرة تؤثر سلبا، أو إيجابا فى الشاشة الصغيرة.. وأيضا العكس..؟!
لا جدال أن الاثنين مرتبطتان ببعضهما البعض أبلغ ارتباط.. والدليل أن هذا الانهيار الذى طرأ فى الآونة الأخيرة على الشاشة الكبيرة امتد تلقائيا إلى الشاشة الصغيرة.
والدليل لولا تلك الأفلام الهابطة التى تصدم مشاعرنا.. ما أصابنا الألم، والأسى ونحن نشهد «بوسى سمير»، أو ماريا، أو نجلا.. وهن يتمايلن.. ويتأوهن.. و.. و..!!
* * *
نفس الحال بالنسبة للشاشات المتخصصة فى التغطية الإخبارية.. فزمان أيام جريدة مصر الناطقة -على سبيل المثال- كانت الإنجازات فى شتى المجالات تتوالى فى مباهاة أمام عيون الناظرين.. أما الآن.. فالتركيز كله على السلبيات والمشاكل، والعقد، والألغام الأرضية وغير الأرضية.. وكأن العالم قد خلا من الخير، والحب، والجمال.
* * *
من هنا.. يثور سؤال مهم:
.. ومتى تنتهى هذه الظاهرة..؟!
ربما تتعجب إذا أجبت لك قائلا.. عندما يفهم الناس ماذا تعنى الحرية والديمقراطية..!!
بالتالى يثور سؤال آخر:
* وما دخل الحرية والديمقراطية.. بأغانى الحصان، ورقصة «التورتة».. و«قبل ما نطلع سوا ع الروف».. وغيرها..؟!
ببساطة شديدة دائما نقول إن الحرية لا تزدهر إلا بمزيد من الحرية، والديمقراطية، لا تزدهر إلا بمزيد من الديمقراطية.
وما نراه الآن -لاسيما فى مصر -هو ما يمكن أن نطلق عليه انفلاتا ديمقراطيا غير مسبوق.. وحرية لا تجد لها سقفا، أو حدودا.
وبديهى أن مصر تؤثر فى غيرها من الدول المحيطة والقريبة.. مما يؤكد أن نفس التيار سوف يمتد للآخرين تلقائيا شاءوا أم أبوا.
لكن تأكدوا سوف يأتى وقت.. يستشعر فيه الجميع أن تفريغ الحرية، والديمقراطية من مضامينهما سوف ينعكس على كل من يحاول الإساءة إلى معانيهما الرائقة، ومفاهيمهما التى تستهدف أول ما تستهدف سعادة الإنسان وراحته، وهدوء باله.
لذا.. فسوف يصحح الممارسون «المتطرفون» للحرية والديمقراطية أنفسهم أولا بأول بعد أن يوقنوا أن الاستمرار فى نفس الطريق لن يكون فى مصلحتهم إذ لابد أن يدركوا أن هناك أطرافا أخرى لها حقوق.. ولا ينبغى أبدا الاعتداء على حقوقهم تحت وهم «الحرية والديمقراطية».
الحرية والديمقراطية يا سادة.. للجميع.. وليس حكرا على فئة دون أخرى.. وليس من المنطق فى شىء.. أن تتخذ منهما فئة قليلة العدد سلاحا لشن الحرب ضد فرد أو جماعة.. وإلا تحول المجتمع إلى غابة.. بعد أن كان مفترضا أن تظله مظلات الأمن والاستقرار.
* * *
اطمئنوا.. الحرية.. المسئولة».. قادمة.. والديمقراطية «الواعية» يستحيل التخلى عنها.. والشاشات الصغيرة، والكبيرة التى انغمست فيها لا ينبغى الانغماس فيه.. لابد وأنها عائدة إلى رشدها، وصوابها.