جمعنى الاحتفال بمناسبة قومية عزيزة.. بأربعة من أساطين الإعلام فى مصر.. سعدت أن أتعرف عليهم عن قرب.. وأن نتبادل معا الأفكار، والأراء.. بعيدا عن ضيق «المكاتب».. بل على ضفاف نيل المنيا الخالد.. الذى نظر إليه كل منا نظرة تكاد تكون واحدة قوامها النقاء، والصفاء، والروح الطيبة السمحة.. ومعانى الزمالة الرائقة.
* * *
الأربعة الذين أعنيهم هم: د.مصطفى حجاج وكيل أول وزارة الإعلام، وزينب سويدان رئيس التليفزيون، ومدحت زكى رئيس قطاع الإنتاج، وعمر بطيشة رئيس الإذاعة.
اعترف أننى بالرغم من لقائى بهم كثيرا إلا أنى وجدتهم شخصيات مختلفة تماما عما رسمته داخل مخيلتى.
مدحت زكى -على سبيل المثال- رجل خفيف الظل إلى أقصى درجة.. صاحب «قفشات» مثيرة.. دمث الخلق.. تشعر فى قرارة نفسك أن بينه وبين الإبداع العقلى صداقة وطيدة.. وبالتالى قادر على أن يحول الكلمة، أو العبارة، أو المقال السياسى أو الاجتماعى إلى قصة «درامية محبوكة» تشد الانتباه وتصل إلى أعماق أعماق الوجدان.
* * *
أما زينب سويدان.. فقد ازددت إيمانا بأنها القادرة دون غيرها على إحداث الطفرة التليفزيونية التى طالما انتظرناها طويلا.. وعطلت قدومها -للأسف- كل من سهير الاتربى، وميرفت رجب.
سألت زينب مازحا:
* هل «الاتربى».. وراءنا.. وراءنا..؟!
وأقصد طبعا تعيين عزة شقيقة سهير رئىسا للقناة الأولى..!! فإذا بزينب ترد بحماس شديد بأن عزة قادرة -بحق- على قيادة دفة القناة بالعلم، والفن، والخلق الطيب..!
.. ولم أعلق.. داعيا الله سبحانه وتعالى.. ألا يخيب «ظن» زينب سويدان.
* * *
ولأن «د.مصطفى حجاج».. رجل يعرف كافة الخبايا والأسرار بحكم موقعه.. فإنه لا يتحدث إلا قليلا.. لكن ميزته أنه يؤن إيمانا جازما.. بأن «مبنى الإذاعة والتليفزيون» يضم أفضل العناصر، وأحسن الكفاءات.. وأن التجربة أثبتت أن تليفزيوننا -والحمد لله- هو الذى يحظى بالاحترام والتقدير بين كافة دول منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
وأنا -بكل المقاييس- أؤيد د.مصطفى حجاج.. مثلما وافقته على كل ما قال خلال الجلسة الحميمية التى جمعتنا.
* * *
يبقى الشاعر والفنان «عمر بطيشة» الذى اسعد دوما باستضافته لى فى برامجه الشهيرة التى يحرص على تقديمها خلال شهر رمضان كل عام.. والتى أؤكد أنها «مسموعة» بصورة مذهلة أو بالأحرى خرافية.
قلت لـ«عمر»:
* لقد أثبت بأن الإذاعى يظل إذاعيا بصرف النظر عن الموقع الإدارى الذى يحتله شأنه شأن الصحفى بالضبط.
رد فى تواضع العلماء والعباقرة:
* إنها مهنتنا التى نعيش لها ونموت من أجلها.
سألته فى براءة «خبيثة»:
* .. وما أخبار المذيعة اللامعة إيناس جوهر..؟!
أجاب:
* إنها شمعة الإذاعة المصرية، وشمسها وقمرها وبالتالى فنحن دوما نتباهى ونزهو بها.
* * *
.. وانتهت الرحلة على أمل فى لقاء جديد تتخلله حوارات الدفء، والمودة التى تغلفها صراحة الصراقة من أجل الصداقة ولا شىء غيرها.