سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " مصر.. وبريكست..والسيسي.. وجونسون "

بتاريخ: 27 يناير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*مرحبا.. بعودة الشمس وسلاسلها الدافئة!

*السؤال الذي يتردد.. وعندهم حق:

مال مصر.. ومال اتفاق بريكست؟!

*الأسباب عديدة.. والبراهين واضحة

*السيسي التقى مع جونسون في نفس المكتب الذي وقع فيه رئيس الوزراء الاتفاق

أكتب لك هذا المقال وأنا مستمتع بدفء الشمس التي عادت لتبعث بأشعتها الذهبية من جديد بعد غياب دام أياما عانينا فيها جميعا من البرد القارس الذي عاملنا بتحدٍ.. وجبروت وقسوة.

لكن الحمد لله..ها هو المناخ العام يبدو طيبا.. وجميلا.. يوحي بالأمل والتفاؤل.. وإشراقة الصباح التي ترسم البسمات على الشفاه في مودة وحب.. ولعل الله سبحانه وتعالى قد أراد بنا خيرا في وقت ينتشر فيه هذا الفيروس المسمى بكورونا.. بحيث لا يجد لدينا الأرضية الخصبة التي تهيئ له..الانقضاض على أرواح البشر..وذلك بفضل سطوع الشمس على مدى ساعات النهار..!

***

والآن.. فلندخل في صلب الموضوع..!

عفوا.. ربما لا يعرف الكثيرون ما هي حكاية بريكست وإصرار بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي فغالبا السياسة لا تستهوي الغالبية عكس قصة الحب العاطفية التي يعيشها المصريون لاسيما الشباب بكل تفصيلاتها ووقائعها.. وكأنهم يتابعون دقات قلب الحبيبين الأمير هاري وزوجته ميجان ميركل لحظة بلحظة..!

***

المهم.. بعد شد وجذب بين البريطانيين وبعضهم البعض.. وبعد استقالة اثنين من رئاسة الحكومة.. وبعد الخناقات العنيفة التي وصلت أحيانا إلى حد التشابك بالأيدي داخل مجلس العموم.. ليس هناك سوى أربعة أيام.. يتم بعدها خروج هذا الاتفاق إلى حيز النور وبالتحديد يوم 31 يناير الحالي.. وبذلك يكون رئيس الوزراء.. قد عاد ليقدم من جديد شهادة نجاحه التي حصل حزبه بفضلها على أغلبية كاسحة في الانتخابات المبكرة.. مما فتح له الطريق على مصراعيه دون عقبات أو مشاكل..!

وهنا اسمحوا لي أن أطرح سؤالا أحسب أنه يدور بخلد العديد منا:

Xأولا: مال مصر والمصريين بهذا الاتفاق الذي ينظم العلاقات بين دول أوروبية وبعضها البعض.. بينما نحن على الجانب المقابل بعيدون .. بعيدون؟!

لا.. مالنا ومالنا لأسباب عديدة أهمها أن بريطانيا وحدها لها استثمارات في مصر تبلغ 47 مليارا و800 مليون دولار.. والفرص متاحة لزيادة تلك الاستثمارات من خلال شركات تعمل في مجالات شتى..

وبديهي.. عندما تنفصل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي سوف تتغير تلقائيا علاقاتها بدول الاتحاد.. الأمر الذي يؤثر على سياساتها الاقتصادية في الخارج.. حيث لن تتمتع بالإعفاءات الضريبية والجمركية.. وبالتالي ترتفع أسعار المنتجات.. الصناعية والزراعية.. فمن يتحمل الفرق..؟!

ذلك هو بيت القصيد.

X ثانيا: الأوروبيون يعتزمون وضع فترة انتقالية تستمر إلى ما بعد توقيع الاتفاق بعام.. لكن بريطانيا تريد مد هذه الفترة إلى ثلاث أو خمس سنوات.

.. وإذا افترضنا أن الفريقين لم يتوصلا إلى اتفاق .. فماذا عن الأطراف الفرعية التي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي ولن تكون.. لكن لديها مصالح لا يمكن إغفالها ..؟

Xثالثا: رغم أن بريطانيا هي التي سعت وتحمست للانفصال عن الاتحاد الأوروبي إلا أنها تخشى من تعرضها لكساد اقتصادي قد يؤدي إلى إفلاس شركات كبرى مثلما حدث مع واحدة من كبريات شركات السياحة وهي توماس كوك الشهيرة.. وإذا كانت بريطانيا قد عجزت عن إنقاذ تلك الشركة.. فماذا عن شركات أخرى مماثلة.. أو أصغر حجما مرتبطة بعقود مشتركة مع نظيراتها في المملكة المتحدة ذاتها.. وبعض أو كل الدول الأوروبية الأخرى .. وبالنسبة لنا إذا كانت هناك شركات تعمل في السوق المصري فلابد أنها سوف تتأثر تأثرا بالغا..

***

في النهاية تبقى كلمة:

لقد وقف بوريس جونسون أمام مكتبه في مقر مجلس الوزراء "10داوننج ستريت" ليوقع الاتفاق نهائيا.. وليؤكد لأبناء وطنه.. أن البلاد تدخل مرحلة جديدة ..

في نفس المكان التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة لبريطانيا مع جونسون وأجرى محادثات مطولة.. احتل الجانب الاقتصادي فيها حيزا كبيرا.

 بكل المقاييس..المغذى واضح.. والهدف من الزيارة تعكسه المظاهر العامة وأيضا الجوانب والأبعاد المحيطة.. ويكفي أن الاتفاقيات التي وقعت مع البريطانيين خلال زيارة الرئيس جاءت قبل الاعتماد الرسمي من جونسون لاتفاق بريكست بأيام قليلة.

لذا.. لزم التنويه.

و..و..وشكرا

***