سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " تعاملوا مع "كورونا" بحذر لا بخوف!! "

بتاريخ: 29 يناير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*لا تنزعجوا.. ولكن احذروا!

*تحاشوا التجمعات.. ولا تجروا وراء الشائعات

*وماذا لو أجلنا العمرة هذه الأيام تفاديا للفيروس الصيني كورونا؟

أرجوكم لا تنزعجوا.. ولكن احذروا..!

هذا الفيروس الصيني المسمى كورونا والذي أخذ ينتشر بسرعة.. واضح أنه فيروس لعين وأكثر حدة من سابقيه.. مثل إنفلونزا الطيور.. أو ما أسميت فيما بعد بإنفلونزا الخنازير رغم أن الخنزير براء منها..!

***

الصينيون رغم ما يتوفر لديهم من استعدادات لمواجهة المرض إلا أن الخوف يسيطر عليهم من أول رئيس الجمهورية حتى أصغر عامل في أصغر مصنع.. والسبب أنهم لا يعرفون من أين جاء.. وبالتالي تصبح مواجهته صعبة.. خصوصا وأن أصابع الاتهام عندهم تتجه إلى الطيور والحيوانات التي تكون قد سهلت انتقال الفيروس فيما بينها.. مع الأخذ في الاعتبار أن علاقة الصينيين بالحيوانات والطيور وثيقة فهم الذين يلتهمون الضفادع التهاما.. ومعها الثعابين.. والجراد.. والخفافيش.. وغيرها وغيرها..!

***

المهم.. فيما يتعلق بنا ينبغي أن نحتاط جيدا داخل تجمعاتنا سواء بالمدارس أو الجامعات أو أماكن العمل.. أو..أو..!

والاحتياط يكون بضرورة اتباع وسائل النظافة والتعامل مع أي صداع أو ارتفاع في درجة الحرارة بجدية واهتمام.

ثم.. ثم.. وهذا هو الأهم.. عدم الجري وراء الشائعات..!

طبعا.. ليس كل صداع يمكن أن يندرج تحت إطار الكورونا.. وليس كل ارتفاع في الحرارة يعني أن المرض –لا قدر الله – قد تسلل إليك..!

لكن.. إذا استمر الحال على ما هو عليه لمدة تزيد عن الـ48 ساعة .. فلابد أن تتصرف بسرعة.. وسرعة فائقة.. بمعنى أن تذهب للمستشفى .. أو تستدعي الطبيب.. أو الإسعاف .. أو أي وسيلة من وسائل الإنقاذ العاجل..!

على الجانب المقابل.. فإن المعتمرين لا شك وأنهم سيمثلون مشكلة حقيقية..إذ ليس مستبعدا..أن يحمل أحدهم المرض .. وعند عودته ينقله لغيره.. فيحدث ما لا يحمد عقباه..

لذا اسمحوا لي أن أقترح عليكم اقتراحا أرجو أن يلقى قبولا:

ماذا يجري لو أجلنا السفر للعمرة هذه الأيام..؟

هل هذا حرام..؟

أشك.. لأن الله سبحانه وتعالى حريص على مصالح عباده.. وعلى تجنيبهم كافة أنواع الخطر..؟

هل سيؤدي هذا التأجيل إلى خسائر مادية سواء بالنسبة للأفراد أو شركات السياحة..؟

بديهي.. سوف تحدث خسائر.. لكن ماذا تساوي بجانب صحتك.. وصحة أولادك وجيرانك.. وأحبائك..؟!

***

أنا أعرف أن ما أطالب به ليس سهلا.. لكن صدقوني هذا أسلم.. وأفضل.. وتأكدوا أن الله سيجزيكم الثواب بالضبط كأنكم سافرتم.. وأديتم المناسك..

***

أخيرا.. ينبغي على وزارة الصحة أن توالينا يوميا بآخر التطورات دون محاولة إخفاء الحقائق.. ويا ليت .. أن تنشئ مكاتب للطوارئ بالمدن والقرى والأحياء.. يتصل بها المواطنون .. عند اللزوم أو يحصلون من خلالها على آخر المعلومات..!

***

في النهاية أتمنى لكم الصحة.. وأدعو الله ألا يمكن هذا الفيروس اللعين من عبور حدودنا.

ولعلها فرصة أن نكف عن عادة التقبيل لبعضنا البعض رجالا ونساء سواء بسواء..

فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

***