سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " منذ متى.. ومصر تغير مواقفها..؟! "

بتاريخ: 01 فبراير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*منذ متى.. ومصر تغير مواقفها..؟!

*حقوق الشعب الفلسطيني معروفة.. ومحددة.. وتقرها المواثيق الدولية

*المزايدون.. تعودوا على "البلادة".. فسقطوا في جميع الامتحانات

*صدق ماكرون: أردوغان.. رجل لا يحترم كلامه..!!

*وقبله ترامب: إنه أحمق.. وكذاب..!

*المرتزقة أصدقاؤه.. إثبات واضح لإدانته بالإرهاب والكذب والتضليل

*ضيف الصين "الثقيل".. متى تسلل للشرق الأوسط؟..

فلابد من إجراءات حماية حاسمة وفاعلة!

*مليون زائر لمعرض الكتاب.. رقم هزيل وليس العكس و258 ألف عامل يستفيدون من إعانات الطوارئ مجرد قطرة في محيط

الدنيا كلها تعرف أن مصر دولة صاحبة مبادئ.. والمبادئ عندها لا تتجزأ.. وأيضا ليست عرضة في أي وقت لكي تطرح في مزادات علنية.. كما يفعل البعض سواء في الشرق أو الغرب.

نعم مصر تعرف أن ثوابتها قد تثير الغيرة أحيانا.. والحقد أحيانا أخرى.. وتدفع من تدفع للتآمر ضدها.. لكنها –والحمد لله –تقف على أرض صلبة تظلها سماء الحق والعدل والمساواة بين جميع أبنائها..

من هنا.. لا تحتاج مصر إلى إعادة التأكيد على موقفها بالنسبة للقضية الفلسطينية.. فهو موقف واضح .. ومحدد ومدون في السجلات والمواثيق الإقليمية والعالمية.

مصر تحترم الشرعية الدولية.. ومواثيق وقرارات المجتمع الدولي.. هذه الشرعية وتلك المواثيق هي التي تقول إن فلسطين يجب أن تكون لها دولة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.. وما يقال عكس ذلك يكون غير قابل للتطبيق العملي ..!

في نفس الوقت فإن مصر.. لا تصادر رأيا..أو فكرا.. أو محاولة اجتهادية نحو تصور معين للحل.. وبالتالي فهي لا تمانع من دراسة رؤية الرئيس الأمريكي بتأنٍ.. وبموضوعية وبلا عصبية.. أو تشنج.. ليكون القرار النهائي في جميع الأحوال بيد الفلسطينيين الذين هم في الأساس أصحاب المشكلة والذين يجدر بهم أن ينبذوا خلافاتهم.. وأن يتوحدوا وأن يكونوا على قلب رجل واحد لا سيما في ظل التطورات الجديدة.

***

من هنا.. يثور السؤال: لماذا المزايدة إذن من هنا أو هناك.. ولماذا الترويج لدعاوى باطلة واتهامات ضالة ومضللة لا تستند إلى حقيقة واحدة.. ولا حتى لمعلومة يمكن الاعتماد عليها..؟

لذا.. فإن هؤلاء الذين تعودوا على الرسوب في كل امتحان .. من الأفضللهم أن يكفوا عن تهريجهم وأن يوقنوا بأن الله حق.. أما إذا كانوا لا يختشون ولا يستحيون فليتحملوا "فيروس" الغل ليظل ينهش في أجسادهم وعقولهم إلى نهاية المدى..!

***

وغني عن البيان.. أن من يزايد مرة.. يتعود على السير في نفس الطريق مرات.. ومرات.. ومن يحركه خياله المريض.. لكي يتصرف تصرفات طائشة.. أو يقول كلاما أهوج.. فسوف يأتي عليه يوم يسقط في أبيار الهاوية.

ولعل الأخ رجب طيب أردوغان المطالب بعرش إمبراطورية أجداده الزائلة خير مثل وأبلغ دليل.. وبالتالي عندما يوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حديثه مباشرة لأردوغان متهما إياه بأنه رجل لا يحترم كلامه.. فقطعا لأن ماكرون قد فاض به الكيل.. ليس هذا فحسب.. بل لديه من الشواهد والأفعال ما يسند رأيه ويؤيد وجهة نظره الصريحة والدامغة.

قبل ذلك لعلنا نذكر حينما وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توبيخا عنيفا للأخ أردوغان متهما إياه بالحماقة والكذب.. وقتئذ لم يجرؤ الوالي "الحالم" على أن ينبس ببنت شفه.. بل على الفور هرع للبيت الأبيض يقدم فروض الطاعة والولاء.. ويطلب من صاحب البيت.. السماح والعفو.. ثم.. ثم.. بجانب صراحة ماكرون ووضوح ترامب فإن هؤلاء المرتزقة الذين يبعث بهم إلى ليبيا.. يوما بعد يوم والذين يضبطهم الجيش الوطني.. إنما يعدون إثباتا دامغا لإدانته بالإرهاب.. والكذب وتضليل جميع الذين شاركوا في مؤتمر برلين وكان هو –للأسف-بينهم..!

والآن.. دعونا من أردوغان وأذنابه لنركز في أوضاعنا الحالية.. لاسيما ما يتعلق بصحتنا.. وصحة أبنائنا وأحفادنا بعد أن تسلل للأسف فيروس الصين "اللعين" كورونا إلى دولة الإمارات وإلى السودان.. يعني أنه بات قريبا منا.. فماذا عسانا فاعلين..؟!

صدقوني.. هذه التصريحات الناعمة من جانب وزارة الصحة.. لا تجدي.. إنما نريد خطة واحدة متكاملة الأركان تضمن إجراءات حماية حاسمة.. وفاعلة ولابد أن ندرك أن إصابة واحدة تصل إلينا –لا قدر الله –قد تؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها.

بصراحة.. إذا كان لديكم مثل تلك الخطة فنرجو إعلانها على الجماهير..على الأقل حتى يعرف الناس واجباتهم.. بالضبط شأنهم شأن الحكومة.. أو أوسع.. وأشمل..!

***

ومن الصحة للثقافة.. حيث أعلنت وزيرتها في مباهاة أن عدد زوار معرض الكتاب حتى يوم الأربعاء الماضي.. وصل إلى مليون.. ويبدو أن الوزيرة سعيدة بالرقم.. لكني أنا شخصيا أرى أنه هزيل ومتواضع.

يعني إيه مليون من 110 ملايين..؟!!

يعني إيه مليون في مجتمع حضاري.. ووسط أناسأصبح الإبداع بالنسبة لهم شيئا محمودا وليس العكس..؟

ويعني إيه مليون.. ونحن الذين نريد إقامة دولتنا على العلم والمعرفة.. وسبر أغوار الكون.. ويعني إيه مليون.. وقد فتحنا الأبواب أمام الناشرين من جميع أنحاء العالم..؟

سيادة الوزيرة عفوا.. رقم مليون كان له رونقه زمان.. أما الآن فأصبح لا يمثل سوى النذر اليسير.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن وزارة التضامن هي الأخرى.. تفخر بأنها صرفت إعانات طوارئ إلى 258 ألف عامل.

ويثور نفس السؤال:

ماذا يمثل هؤلاء الـ258 ألفا مقابل القاعدة العريضة من العمال المصريين..؟

الأكثر.. والأكثر ماذا يمثل هؤلاء قياسا بالمتعطلين عن العمل منذ سنوات.. أو المجبرين على البقاء في منازلهم بعد توقف المصانع التي كانوا يعملون بها.. أو الذين ابتسمت لهم الدنيا على مدى ثلاثة أو أربعة شهور.. ثم عادوا يعانون من ضيق الحال بعد الاستغناء عنهم حيث كانوا يدخلون في إطار العمالة المؤقتة.. وليس الدائمة..!

هذه مجرد لمحات.. أحاول قدر استطاعتي تسليط الضوء عليها بغية الوصول إلى ما هو أحسن.. وأفضل..

  •  

***

مواجهات

*كلما ازداد رصيدك من الإيمان بالله.. تضاعفت ثقتك بنفسك.. وبذلك تكون ربحت الدنيا والآخرة.

***

*لماذا تكتم الفرحة في قلبك..؟ اعقلها يا رجل وتوكل.. وليذهب الحسد والحاسدون إلى الجحيم.

***

*لا تصدقي من يقول لك: ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب فالحب لا يعرف العنف.. بل هو صديق حميم للرحمة.. والحنان والدفء.

***

*سوء استخدام السلطة.. وبال على صاحبها..!

ينطبق ذلك على الأفراد والجماعات.. والشعوب والحكومات.

***

*حافظ على كرامتك تحتفظ بحبك.. وبصداقاتك.. وبصلة أرحامك.

***

من أقوال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" لا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين".

***

*زميلي وصديقي وأخي محمد فودة.. شاء الله أن يعرضه لأزمة صحية أفقدته النطق منذ نحو عام كامل.

سافر فودة إلى كندا.. يتلمس العلاج في مستشفياتها ولم تأت إرادة الله بعد فعاد إلى الأم الرؤوم مصر.. وإلى بيته في شارع المبتديان وإلى بيته الثاني دار التحرير وكم كانت سعادته التي بدت في عينيه وقد هرع إليه الزملاء كبارا وصغارا للترحيب به والحديث معه وكأن القلوب هي التي تتحاور لتتلاقى الأيادي في مودة صافية عسى أن يعود "اللسان" إلى رشده نادما على صمت الماضي الأليم.

أخي فودة.. تأكد بعد هذه الزيارة الحميمة.. سوف ينطلق لسانك.. ويبدع قلمك من جديد.. ونستمع إلى تلاوتك للقرآن الكريم.. كما كنت تفعل وأنت تؤمنا للصلاة.

تفاءل يا رجل.. والفرج آت.. آت.. بإذن الله وفضله وكرمه..

***

*أخيرا نأتي إلى مسك الختام :

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم مصطفى صادق الرافعي:

بلادي هواها في لساني وفي دمي

يمجدها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خير فيمن لا يحب بلاده

ولا في حليف الحب إن لم يتيم

ومن تؤوه دار فيجحد فضلها

يكن حيوانا فوقه كل أعجم

ألم تر أن الطير إن جاء عشه

فآواه في أكنافه يترنم

وليس من الأوطان من لم يكن لها

فداء وإن أمسى إليهن ينتمي

***