سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " هذه من المرات القليلة التي تحرك فيها العرب بسرعة وإيجابية "

بتاريخ: 02 فبراير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*العرب وهذا التحرك السريع والإيجابي..

*تباينت أساليب المداخلات ولكن:

جاء قرارهم..واضحا.. وصريحا.. وشجاعا

*أبو مازن.. حرص على لقاء الرئيس السيسي قبل ذهابه إلى مقر الجامعة.. فالقاهرة صوت الحق دائما

*الآن.. ألا يتصالح الفلسطينيون مع بعضهم البعض؟
ربما من المرات القليلة التي تحرك فيها العرب بسرعة.. وبإيجابية وأيضا بشجاعة ذلك الاجتماع الذي ضم وزراء خارجيتهم في مقر الجامعة العربية أمس.. وحرص على حضوره المطالب به والساعي إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

***

بصرف النظر عن البيانات التي تليت.. وعن طبيعة صياغتها.. وعن تباين أسلوبها.. فيكفي في النهاية.. أن جاء القرار واضحا وصريحا ومحددا.. والذي ينص أول ما ينص على رفض صفقة القرن الأمريكية- الإسرائيلية.. وحتى هذه العبارة لها مغزاها حيث إنها تنم عن الانحياز الصارخ للولايات المتحدة الأمريكية تجاه طرف بعينه وإن كان ذلك ليس جديدا علينا.

***

نعم.. لقد بدا في خطابات البعض.. أنهم حريصون على الحفاظ على حبال المودة مع أمريكا وهذا حقهم بكل المقاييس بحكم العلاقات القائمة السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو الثقافية.. لكن هذا لم يمنعهم من أن يرفعوا صوتهم مؤكدين: أنه لا بديل عن حل الدولتين.. وأن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين التي يجب أن تكون لها سيادتها على أراضيها وفقا لحدود يونيو عام 1967.

كان هذا كلاما واضحا وصريحا من جانب الجميع بحيث أصبح بمثابة رسالة واضحة  وصلت في التو واللحظة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب صاحب اقتراح صفقة القرن.. الذي ليس أمامه –بحق- سوى أن يعيد نظرته تجاه حل القضية الفلسطينية .. وإلا سيظل العنف والعنف المضاد محتدمين ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط.. ولكن في العالم كله.. بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية..

***

ومع ذلك فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

هل هذا الموقف العربي الجريء يمكن أن يدفع الرئيس ترامب لكي يتوقف برهة ليمعن التفكير.. ويقرر بينه وبين نفسه أن صداقته للإسرائيليين ورئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو  يجب ألا تلغى وجود طرف آخر إذا لم يشارك في "الصفقة" عن إيمان واقتناع فلن يكون لها وجود في عالم الواقع.. وبديهي لن تأتي هذه المشاركة إلا بعد حصول أصحاب الحقوق على حقوقهم التي أقرتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن وشتى المنظمات الدولية.

***

على أي حال لقد انتهى من قواميس السياسة والاقتصاد المبدأ الأمريكي الشهير الذي كان يقول: "من لا تأخذه كله.. اتركه كله"..!

لا.. الآن.. المواءمة ضرورية.. والبعد عن معاداة الطرف أو الأطراف الأخرى أساس لتحقيق مصلحتك أنت قبل أي اعتبار آخر.

لذا.. ليس مستبعدا أن يخلد الرئيس ترامب إلى نفسه.. ويرجع ثانية إلى مستشاريه ويقيم الأمور وفقا للتطورات الجارية.. وبناء على ذلك الصوت العربي الذي لا مناص من الاستماع إلى أصحابه بعيدا عن أية أحاسيس أو مشاعر ذاتية.

***

في النهاية تبقى كلمة:

  جاء محمود عباس"أبو مازن" للقاهرة.. وقبل توجهه لاجتماع مجلس الجامعة..التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم يكن في حاجة بطبيعة الحال إلى أن يؤكد له موقف مصر وهو موقف يعتز به الفلسطينيون.. وتنظر إليه الدنيا بأسرها بتقدير واحترام.. و..و..وحساب.. وكل يضع في اعتباره مدى تأثير القاهرة داخل محيطها الإقليمي.. بل وعلى المستوى العالمي.. القاهرة التي تؤمن بأن قضية فلسطين هي لب قضايا الشرق الأوسط.. وأن حصول أصحابها على حقوقهم المشروعة يفتح الأبواب أمام التنمية.. والعدل.. والخير.. كل الخير في شتى ربوع الوطن العربي.. وما وراء الوطن العربي.

ثم.. ثم.. ألم يدر بخلد الفلسطينيين-كل الفلسطينيين- على اختلاف توجهاتهم وتباين مشاربهم وفصائلهم أنهم وهم يلجأون للعرب للوقوف معهم صفا واحدا فالأولى.. أو المفترض .. أو الواجب أن يتخلوا عن نزاعاتهم وينبذوا صراعاتهم ويتفقوا على كلمة سواء..؟!

أليس هذا أفضل وأجدى وأقصر للطريق الذي مضى عليهم أكثر من سبعين عاما وهم لا يستطيعون الوصول إلى نهايته..!

أيها القوم فليأخذ كل منكم زمام المبادرة ويمد يده لأخيه سواء في غزة.. أو في رام الله.. وتضموا أصواتكم إلى أصوات إخوانكم العرب..

ولعل الرسالة تكون قد وصلت.

    ***

و..و..وشكرا

***