سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " "كورونا".. واختبار المعلومات الصعب..! "

بتاريخ: 09 فبراير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*المعلومة..بين الأمس واليوم..!

*زمان.. كان هناك من يتعمد إخفاءها..

الآن بات تداولها ضرورة صحية وسياسية واقتصادية

*"كورونا" يحتاج إلى الشفافية في المواجهة وإلا دفع "الموارون" الثمن غاليا!

أصبحت المعلومة في هذا الزمان بمثابة ضرورة تتمسك بها المجتمعات وتذود عنها الحكومات عكس أيام زمان عندما كان الخبر الصحيح وليس الكاذب أو المفبرك يشكل نوعا من أنواع الجريمة التي ينبغي أن يعاقب مرتكبها.

ولقد عاش العالم عقودا متتالية في معزل عن بعضه البعض بسبب عدم توفر المعلومات التي يجب تبادلها بين البشر.

ولكن رغم الإيمان بأهمية المعلومة.. فقد تعرضت ومازالت تتعرض لحرب من جانب الأقلية.. أكرر الأقلية وليس الأغلبية.. بغية تحقيق أهداف ذاتية بعيدة كل البعد عن المصالح العامة للشعوب والأفراد..!

***

وها هي البشرية تمر الآن باختبار صعب وتاريخي وبالغ التأثير يتمثل في هذا الضيف الثقيل اللعين المسمى كورونا وأقصد به بالطبع الفيروس الذي ظهر في الصين.. وأخذ ينتشر الآن شرقا وغربا..!

من هنا أقول.. لو أن الحكومات إذا لم تتعامل مع المعلومة في إطارها الصحيح أصبح على الدنيا السلام.

يعني.. إذا تعمدت دولة من الدول إخفاء ما سببه الفيروس عندها.. وتبعتها دول أخرى حدث ما لا يحمد عقباه..

لذا.. فمن خلال متابعتنا للبيانات المتتالية التي تصدرها منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد ندرك أهمية عنصر الشفافية.. في مواجهة الفيروس.. وأن قول الحق أفضل بكثير.. وكثير من اللف والدوران والنظر على أن الإصابة بالفيروس عار على المجتمع..أو خطيئة من الخطايا..!

***

وبصراحة.. لقد اتخذت الحكومة المصرية منذ اللحظات الأولى موقفا واضحا أعلنت من خلاله أنها تتابع التطورات بكل جدية.. وأنها تلتزم بإعلان الحقائق أولا بأول..

وبديهي مصر عندما تفعل ذلك.. فإنما تبغي في الاعتبار الأول مصالح مواطنيها في نفس الوقت.. الذي تجد أن الواجب يحتم عليها ضرورة التعاون مع المجتمع الدولي طالما أن الفيروس خرج عن نطاق المحلية أو الإقليمية.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن الصين بحكم نظامها السياسي وتمسكها حتى الآن بالنظرية الشيوعية ليس من نهجها إذاعة كل ما يتعلق بشئون الوطن على الملأ خشية استغلاله من جانب القوى المعادية لكن للضرورة أحكام كما يقولون مع أنهم حتى الآن لا يتحدثون عن المدن والقرى التي أغلقوها إغلاقا كاملا.. ومنعوا الخروج منها والدخول إليها من خلال إجراءات صارمة.. وحاسمة من يخالفها يتعرض لأقصى العقوبات بما فيها الإعدام..!

أما بالنسبة لصادرات الصين للخارج التي تعرضت هي أيضا لحرب ضارية خلال الأيام الماضية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بالذات واليابان وبعض دول الاتحاد الأوروبي بحجة أن السلعة -أية سلعة- ربما تكون حاملة للفيروس فقد آثرت بكين عدم الرد تجنبا للدخول في حرب كلامية قد لا تكون في صالحها خلال هذا التوقيت بالذات.

***

عموما.. لقد تسبب فيروس كورونا في أزمات ليست صحية فحسب.. بل أيضا سياسية واقتصادية واجتماعية.. لا سامحه الله.

***

و..و..وشكرا

***