*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*اقتحام عشوائية العشوائيات.. جرأة.. شجاعة.. وثقة كاملة بالنفس
*الإخوان الإرهابيون.. يعودون.. أم ينتحرون..؟!
*تمنوا إطفاء أنوار أعيادنا.. فكانت ضربة الأمن القاصمة.. وبالأمس افتعلوا معركة ساذجة.. كانوا يعرفون مسبقا أنهم خاسروها..!
*عمرو موسى.. رجل يجيد الحديث مع العالم الخارجي.. وليتفاءل السودانيون
*الدعم الحائر.. مشكلة مجتمعات كثيرة..!
*بعد حروب استمرت 19 سنة.. أمريكا تفاوض "طالبان" وكلمة السر قطر ..!
*رئيس الحكومة اللبنانية تحت الحصار.. ولم يتراجع عن إلقاء بيانه!
*"كورونا" على باخرة سياحية.. ممنوعة من الاقتراب
*عيد الحب في الاستاد.. "حاجة تفرّح"..!
إنه ليس خبرا عاديا..!
أيضا ليست جولة عادية.. أو زيارة من الزيارات التي تعود الرئيس عبد الفتاح السيسي على القيام بها.
لذا اسمحوا لي أن أقول إن اقتحام الرئيس لعشوائية العشوائيات المسماة عزبة الهجانة .. ينم عن جرأة وشجاعة.. وثقة كاملة بالنفس.. وبأبناء الشعب في آن واحد..!
لعل الكثيرين لا يعرفون أن عزبة الهجانة تلك يعتبرها أهلها قبل غيرهم أنها ليست جزءا من أرض الوطن.. وبالتالي فقد كانت مقصدا لأنواع كثيرة من الانحراف التي يعتبر أصحابها أنفسهم بعيدين عن عيون الأمن والقانون..!
في البداية.. استولى مجموعة من الناس على أرض صحراوية شاسعة المساحة.. وأقاموا عليها أكواخا.. أو بيوتا متواضعة.. في نفس الوقت الذي أخذوا يجتزئون قطعا من الأرض يبيعونها بأرخص الأسعار.. وبالتقسيط المريح..
يعني ببساطة من لا يملكون أعطوا لمن لا يستحقون..!
وبمرور الأيام.. تحولت الأكواخ والبيوت إلى عمارات شاهقة أقامها أولئك الذين استولوا على الأرض ليعرضوا الشقق والمحلات للبيع بنفس الطريقة حتى أصاب العزبة العشوائية ما أصابها بينما أجهزة الحكم المحلي.. تتفرج ولا تتدخل بل تشجع وتساند الأباطرة الجدد الذين فرضوا سطوتهم بحكم الأمر الواقع.. وطبعا كل شيء بثمنه..!
على الجانب المقابل.. رفضت وزارة الكهرباء تركيب عدادات .. فانتشرت بالتالي ظاهرة سرقة التيار.. نفس الحال بالنسبة لشركة المياه والصرف الصحي.. مما أدى إلى انعدام وسائل الخدمات بكافة أنواعها.. فلا صحة.. ولا تعليم.. ولا رعاية اجتماعية.. ولا مراكز شباب.. ولا قصور ثقافة.. ولا.. ولا..!
***
من هنا.. فأنا أتصور أن زيارة الرئيس السيسي لعزبة الهجانة قد فتحت أبواب الأمل أو بالأحرى منافذ الحياة أمام هؤلاء المهمشين والذين طالما جأرت أصواتهم بالشكوى دون أن يستمع إليهم أحد..!
الآن.. سيدخلون شأنهم شأن غيرهم.. عالم الحضارة والتمدين تحوطهم كل أنواع الرعاية والاهتمام من جانب الدولة التي لا تميز بين مواطن وآخر.. وتحرص على إذابة الفوارق بين جميع أبنائها وبناتها.
***
هذا يحدث في مصر.. بينما عصابة الإخوان الإرهابية مازالت تصر على ممارسة سلوكها الرديء .. تتآمر.. وتخطط لأعمال العنف.. وتكلف أدواتها التكفيرية والمتطرفة بتنفيذ تلك المخططات..!
وكم تمنوا إطفاء أنوار احتفالاتنا بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة لكن كانت أجهزة الأمن لهم بالمرصاد.. فوجهت لهم ضرباتها الاستباقية التي أفقدتهم من جديد توازنهم.. رغم مكابرتهم وإشاعتهم الكذب والضلال كما تعودوا..!
ثم..ثم.. عادوا بالأمس ليفتعلوا معركة جديدة مع أفراد إحدى النقاط العسكرية في شمال سيناء الذين تبادلوا مع مجموعة الإرهاب.. إطلاق النيران فأردوا عشرة منهم قتلى..!
من هنا يثور السؤال:
هل هم بهذه الطريقة الاستفزازية البدائية يريدون أن يثبتوا لأنفسهم أو لأمثالهم أنهم قد عادوا من جديد.. لمحاربة جنودنا من القوات المسلحة أو الشرطة.. أم أنهم يقدمون على الانتحار هربا.. وجبنا.. وخوفا..؟!
الإجابة تأتي من الشطر الثاني من السؤال.. أي أنهم ينتحرون بمحض إرادتهم بعد أن فقدوا كل آلاتهم.. وأذنابهم.. ولم يعودوا يساوون شيئا حتى بالنسبة لنظرائهم من دعاة الإجرام.. بمن فيهم عصابات المافيا الشهيرة..!
***
والآن.. دعونا نتوقف قليلا.. أمام تكليف الاتحاد الأفريقي للدبلوماسي "الظاهرة" عمرو موسى برفع العقوبات عن السودان وأنا حينما أصف عمرو موسى بهذه الصفة فلأنه ظاهرة فعلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. إذ أنه يمثل نوعا فريدا من الدبلوماسية المتمكنة والسياسة الشجاعة.
عرفت"عمرو موسى" .. أثناء عمله وزيرا لخارجية مصر.. وأنا رئيسا لتحرير هذه الصحيفة.. توطدت علاقاتنا وتوثقت.. وإنصافا للحق.. لم يبخل الرجل يوما على الجمهورية بخبر.. أو بتحليل من تحليلاته الشجاعة..أو بتصريح يدوي في الآفاق مثل تصريحه الشهير بوفاة مجلس التعاون العربي الذي كان يضم كلا من مصر والعراق والأردن واليمن.. لقد أطلق عمرو موسى هذا التصريح رغم علمه التام بأنه لن يلقى قبولا من رؤساء الدول الأربع.. وسرعان ما صدق توقعه.. وبالفعل تم حل هذا الاتحاد بعد أربع سنوات فقط من تأسيسه..
أما عمرو موسى على المستوى الشخصي.. فهو إنسان لطيف متواضع محب للناس.. يجد فيه الشباب قدوة ومثلا.. ومرة دعوته إلى حفل عشاء في منزلي ومعه بعض الأصدقاء ليخطف عمرو موسى الكاميرا من الجميع.. حيث تهافت البنات على التقاط الصور معه لدرجة أن أحد الحاضرين قال صراحة: أرجوك إذا أردت دعوتي بعد ذلك.. فلا تدعو معي عمرو موسى..!
أيضا.. استفزت تصريحاته القادة الإسرائيليين الذين لم يكن يخشى توجيه الاتهام لهم بعرقلة حل القضية الفلسطينية وعندما تولى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية استمر على نفس النهج.. بل أكثر وأكثر.. فخلال اجتماعات القمة.. لم يكن يتردد في اتهام العرب بتفكيك الصفوف.. وعدم التوحد مما أثار حفيظة الكثير من الزعماء إلى حد مطالبتهم ذات يوم بتنحية عمرو موسى عن منصبه.. لكن كفاءته .. وقدرته .. وثقله السياسي.. كلها عناصر جعلته قادرا على هزيمة أي مؤامرة تحاك ضده.
.. أنا أتوقع نجاح عمرو موسى في مهمته الجديدة التي عهد له بها الاتحاد الأفريقي لإجراء الاتصالات ورفع العقوبات عن السودان ..
أما بالنسبة لزيمبابوي التي تخضع هي الأخرى لعقوبات فقد قال عمرو موسى صراحة إن موقفها حاليا صعب.
وطبعا مفهوم..
على أي حال.. تهنئتي المسبقة لعمرو موسى.. الذي يستحق بالفعل لقب ومنصب رئيس هيئة الحكماء الأفريقية..!
***
وبمناسبة السودان.. فإن قضية الدعم تمثل بالنسبة لها حاليا.. أزمة طاحنة.. حيث حددت الحكومة كمية البنزين التي تصرف لكل سيارة فضلا عن تقسيم الأسبوع إلى ستة أيام.. ثلاثة منها يتم فيها صرف تلك الكمية للسيارات ذات الأرقام الفردية والثلاثة الأخرى للأرقام الزوجية..!
على الفور.. اشتعلت المظاهرات من جديد.. وتحرك الشارع اعتراضا على هذه الإجراءات القاسية.. بينما النظام الجديد يرفض الضغوط .. ويهدد المتظاهرين بتطبيق قانون الطوارئ عليهم..!
لكن إلى أين تصير الأمور..؟
دعونا نرقب.. وننتظر..!
***
وللأسف .. يعيش اللبنانيون أيضا ظروفا مماثلة وإن كانت أكثر تعقيدا.. فأول أمس توجه رئيس الوزراء الجديد.. إلى مقر البرلمان محاطا بسيارات الأمن حيث إن المتظاهرين يرفضون تعيينه ومع ذلك لم يتردد في أن يقف ليخطب مقدما طارحا "روشتة الإصلاح" بينما قنابل الدخان تنفجر خارج مبنى البرلمان لإجبار المتظاهرين على الانصراف دون جدوى..!
والخشية كل الخشية أن يجيء يوم على اللبنانيين قد لا يجدون فيه قوتهم..!
***
ثم..ثم.. دعونا نتجه إلى أقصى الشرق.. إلى آسيا الوسطى وبالتحديد إلى أفغانستان التي شنت ضدها أمريكا حربا عام 2001 عقب أحداث 11 سبتمبر لإسقاط جماعة طالبان التي كانت تسيطر على الحكم هناك ورغم أنه كان لها ما أرادت .. إلا أن هذه الجماعة مازالت حتى الآن تسبب أرقا للأمريكان حيث يسيطر قادتها وأمراؤها على مناطق كثيرة من البلاد مما اضطر الرئيس ترامب مؤخرا إلى الموافقة على عقد مفاوضات وبالفعل تجري المفاوضات .. وإن بدت متعثرة وشاقة بالنسبة للطرفين.. رغم أن واشنطن استعانت بقطر لتكون وسيط السلام بينها وبين طالبان.. لكن إذا حكمنا المنطق.. فسوف نتأكد مما لا يدع مجالا للشك أن دولة الإرهابي الصغير يستحيل أن تتفهم حتى معنى السلام وبالتالي تصبح وساطتها كأن لم تكن.. وهذا ما أكدته التجربة طوال الفترة الماضية..!
***
ومادمنا في آسيا .. فها نحن نجد اليابانيين يرتجفون خوفا ورعبا من أن يتسلل فيروس كورونا إليهم..!
وقد بدا هذا الخوف من خلال منعهم إحدى السفن السياحية من عبور المياه الإقليمية لبلادهم..!
السفينة تقف على بعد.. وسكانها معزولون عن العالم.. حتى الطعام الياباني.. تغيرت نوعيته.. حيث امتنعوا عن تناول الأسماك..والرنجة.. والسالمون إيثارا للسلامة.. وفي جميع الأحوال لن يمنحوا سفينة السياحة تصريحا بدخول الميناء إلا بعد الكشف على ركابها فردا فردا والذين يبلغون أكثر من 500 راكب مع حصولهم على تعهد من السلطات الصينية بعلاج المرضى الذين شاءت ظروفهم أن يختبئ الفيروس داخل أجسادهم..!
***
أخيرا.. عيد الحب غدا.. والمصريون يحتفلون هذا العام بالعيد وقد غمرتهم مشاعر البهجة والفرح والسعادة بعد أن جاءت عليهم أيام.. فرض عليهم الإرهاب إلغاء الأعياد من قواميس حياتهم.. ومن بينها عيد الحب الذي قالوا إنه يمثل نوعا من سوء الخلق..
الآن تفتح أبواب استاد القاهرة أمام المحبين.. رجالا ونساء.. شبابا وفتيات.. وقد وضع كل منهم في اعتباره أن سماء مصر تمثل بالنسبة لهم مظلات الخير والجمال.. وأن أرضها إنما هي أساس المعاني النبيلة والدرع الذي يحمي عادات وتقاليد الآباء والأجداد..!
وكل عام وأنتم جميعا بألف خير.
***
و..و..وشكرا