لا حريم.. ولا كريم.. ولا فيلم..!!
طلب منى حفيدى، وحفيدتى أن أشاركهما فى مشاهدة فيلم «حريم كريم».. وبما أنى كنت فى الإسكندرية حيث لا يكون للوقت «عادة» أهمية كبيرة.. وإعزازا للحفيدة والحفيد.. استجبت لرغبتهما البريئة.. وبالفعل ذهبنا معا لمشاهدة الفيلم..!
* * *
بداية.. وقبل كل شىء.. أريد أن أطرح سؤالا مهما:
* إلى أين يمكن أن تجرفنا مثل تلك الأفلام التى أصبحت للأسف سمة أساسية من سمات مجتمعنا.. بحيث أصبحنا جميعا مطالبين كما قلت فى مقالات سابقة بأن تكون لنا وقفة.. ووقفة جادة، وحاسمة..!
* * *
للأسف.. الفيلم.. ليس فيه ما يمت للفن بصلة.. فلا تمثيل، ولا إخراج، ولا تصوير، ولا ديكور، ولا أى شىء.. فضلا عن أن القصة ساذجة.. والسيناريو أكثر سذاجة.. إذ كيف -على سبيل المثال- أن تترك زوجة بيتها لتصطحب ابناءها وتقيم معهم عند زميل سابق لها بالجامعة.. وبعد ذلك كله يأتى الزوج فى نهاية الفيلم.. وهو زوج يفترض أنه «رجل حمش».. ليقبلها ويعود بها سعيدا.. مبتهجا.. وكأن شيئا لم يحدث..!!
* * *
ثم.. ثم.. من هو هذا «الفارس».. الذى ما أن تلقاه إحدى زميلاته حتى ترتمى فى أحضانه.. ثم تذهب لتقيم عنده فى منزله.. علما بأن الأحداث توضح أن لكل منهن استقلاليتها وعملها.. اللهم.. إلا لأن منتج الفيلم ومخرجه يريدان إثبات أن «الحريم» موجودات..!
* * *
لقد ظللت طوال الفيلم.. أتابع باهتمام اسم تلك الجامعة التى تخرج أمثال هذه النماذج «الهايفة».. فهل هى جامعة مصرية أم أمريكية أم زيمبابوية.. لكنهم خرجوا من هذا «المطب» مدركين مسبقا العواقب الوخيمة التى يمكن أن تنتج عن تحديد جامعة بعينها..!!
* * *
المهم.. فى اليوم التالى للعرض.. كان أحد فنادق الإسكندرية يقيم حفلا يغنى فيه بطل الفيلم «مصطفى قمر»..!!
لكن أحسن تعليق سمعته.. من مجموعة فتيات كن يقفن أمام مدخل «تانى»..!!
* * *
يا سادة..
معظم بلدان العالم.. الأمور لا تترك هكذا على عواهنها.. لا فى السياسة، ولا فى الاقتصاد، ولا فى الاجتماع، ولا فى الثقافة، ولا فى السينما، ولا فى المسرح، بل توجد هيئات وجمعيات متخصصة،، كلها أهلية -بطبيعة الحال- مهمتها أن تدرس، وأن تحلل، وأن تقيم، وأن تصدر التوصيات التى من بينها فى أحيان كثيرة: إصدار تحذيرات للمواطنين بالابتعاد عن هذا.. والاقتراب من ذاك.. إذ أن الهدف فى النهاية.. ضبط إيقاع المجتمع.. فى شتى مجالاته.. فهل عندنا من يقومون بهذا الدور..؟!
أنا شخصيا أشك..!