الذين يصرون على إحالة جيل السينمائيين المخضرمين إلى المعاش.. يخطئون كل الخطأ.. لأن الفنان كلما تقدم به العمر.. ازداد إبداعًا، وتألقا.. وأصبحت مساحة ونوعية الأدوار التى يعهد إليه القيام بها.. واسعة، وشاملة وأشد تأثيرا.
* * *
مثلا.. مهما مضى العمر «بعادل إمام».. فسيظل رائدا.. يلقى الإعجاب والحب من الجماهير.. نفس الحال بالنسبة لنبيلة عبيد، وكمال الشناوى، وفاتن حمامة.. وغيرهم.
* * *
نعم.. لقد تفوق جيل الشباب أمثال هنيدى، وهانى رمزى، وحنان ترك.. لكن السؤال:
هل وجود أمثال هؤلاء على خريطة السينما المصرية.. يلغى بقاء الأساتذة والمعلمين..؟!
أنا لا أريد أن أقول إن مدة استمرار الأجيال الشابة سوف تكون محدودة.. لأن الطفرة التى حدثت.. لم تستند إلى مقومات واقعية سليمة.. لكن ما جرى قد جرى.. ولابد فى جميع الأحوال تشجيع «الاتجاه» لا الوقوف ضده.
* * *
أيضا.. هناك جيل الوسط الذى يمثل علامة أساسية، ومضيئة.. مثل أحمد راتب، وأحمد آدم، وليلى علوى، وإلهام شاهين.. وهؤلاء موقفهم أكثر حساسية.. إذ تشن عليهم الحرب من جانب الفريقين الآخرين.. فى حين أن الفرصة مازالت أمامهم سانحة لتقديم روائع لا يمكن تجاهلها أو تناسيها.
* * *
على أى حال.. أنا شخصيا أتصور أن ما يجرى سببه -للأسف-.. المنتجون الذين اقتحموا الفن من الأبواب الخلفية ومعهم مخرجون من نفس النوعية.. وكذلك «للجمهور» الذى انخفض مستوى تذوقه الفنى نتجية عوامل اقتصادية، واجتماعية، وثقافية عديدة.. واستوى استاذ الجامعة.. مع الولد «بلية» صبى الميكانيكى.
لكنى موقن بأن الوضع الخاطىء لن يستمر أبدا.. وسوف يتم تصحيحه إن آجلا أو عاجلا.. والأيام بيننا.