عشنا جميعا فى هذا البلد.. رافعين شعار «الدين لله.. والوطن للجميع» ترسيخا لمبدأ المواطنة وتأكيدا على أن جميع الناس «سواء».
وبالفعل لا يستيع كائن من كان الزعم بأن المسلم يتميز على جاره أو زميله المسيحى فى المأكل، أو الملبس، أو الوظيفة.. نفس الحال بالنسبة للمسيحى الذى ما أن يوسع الله عليه فى رزقه حتى سرعان ما يبادر بفتح منافذ العمل من خلال مشروعاته التى يقيمها، كما يشارك فى تنفيذ خطط التنمية دون أن يضع فى اعتباره هوية.. أو جنس.. أو دين من الذين سيجنون الثمار..!
لكن -للأسف- ظهر بيننا فى الآونة الأخيرة من يعملون على «دق أسافين» الخلافات بين المسلمين والمسيحيين بهدف إثارة الضغائن ونشر الفتن من أجل هز دعائم الاستقرار.. ودفع الناس للانشغال فى قضايا فرعية هامشية.. بدلا من أن يركزوا جهودهم على إعادة البناء ورفع رايات الإصلاح.
مثلا.. أن يتخذوا من واقعة زواج فتاة مسيحية من شاب مسلم أتونا لإشعال النيران فى مختلف الاتجاهات.. بحيث يصل الجمع بعد فترة وجيزة إلى «طريق مسدود» يصعب الخروج منه إلا بعد تمزيق أغلى الثياب.. علما بأن مثل تلك الحالات تحدث فى شتى بقاع العالم دون أن يكون لها أدنى تأثير.
* * *
أما ما يؤلم النفس أكثر وأكثر.. أن يصبح الدين مثارا للاتجار، والمزايدة.. بمعنى أن يكون «التحول» ليس لوجه الله.. بل نظير «مقابل» قد ترتفع قيمته أو تنخفض حسب الظروف والأحوال..!
ولعل هذا ما اعترف به مؤخرا المنتصر محمد حجازى الذى أعلن أن منظمات تبشيرية قامت بتسديد ديونه -نيابة عنه- واشترت له ولزوجته «ملابس».. وأحذية.. وأدوات منزل فضلا عن تقرير «بدل نقدى» شهرى لهما..!
ثم يضيف محمد فى بجاحة إنه على استعداد للعودة مرة أخرى للإسلام والتراجع عن المسيحية إذا دفعت له المؤسسات الإسلامية مبالغ أكبر من تلك التى دفعتها منظمات التبشير..!!
* * *
إنها الطامة الكبرى -ولا شك- بصرف النظر عما إذا كان «محمد» مسلما ثم ارتد.. لأن مثله كثيرون.. مسيحيون.. يعتنقون الإسلام.. وبذلك تدخل الديانات السماوية نفقا مظلما.. من أنفاق المزايدات الرخيصة..!!
ولا سامح الله من هم السبب..!