إذا عاش العرب والمسلمون وهم خاضعون.. مستسلمون.. معترفون بأن قوتهم محدودة مقارنة بما يملكه الآخرون من عدة وعتاد.. فلن يحققوا النصر بحال من الأحوال.. إذ سيظلون عرضة للغزو، والاحتلال.. والسيطرة الأجنبية التى تأتيهم من خارج الحدود ووراء المحيطات.
أما إذا حرص المسلمون على التمسك بأهداب دينهم.. ومارسوا تعاليم هذا الدين.. بكل الإيمان، والشفافية، والإخلاص.. فليوقنوا -عندئذ- بأن الله سبحانه وتعالى.. لن يتخلى عنهم أبدًا.. بل سيحول هزيمتهم إلى نصر مبين.
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
«الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين».
«صدق الله العظيم»
طبعًا.. المعانى واضحة.. فالله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لعباده المؤمنين.. اصبروا.. وأنتم فى حالة الضعف.. حتى تتحقق لكم المنعة فيستطيع مائة منكم أن يغلبوا مائتين.. وألف يغلبوا ألفين بإرادة الله ومعونته.. والله مع الصابرين بنصره وتأييده.
* * *
من هنا.. ليس عيبًا أن يقوم العرب والمسلمون حاليا بإجراء إصلاحات سياسية، واقتصادية، وتعليمية.. فتلك الإصلاحات تمهد الطريق لتوفير عناصر القوة التى بدونها لن يقدروا على تحقيق النصر.. والتى لابد أن تأتى بناء على خيارهم لا من خلال قوالب جامدة.. مفروضة عليهم.
.. وها هى الفرصة متاحة لهم من خلال اجتماع القمة العربية القادم يومى 29 و30 مارس الحالى.. حيث يجب على القادة أن يتصارحوا وأن يناقشوا قضايا أمتهم بقلوب وعقول مفتوحة.. وبلا أى حساسيات ودون أدنى حرج.
لا جدال.. أن لديهم ثروات هائلة.. لكنها ليست مستثمرة الاستثمار الأمثل.. وبالتالى يعجزون عن بناء «جيش قوى» مزود بأحدث التقنيات يمكنه مواجهة الأعداء عند اللزوم.
* * *
أيها الأخوة العرب..
الوقت مازال فى صالحكم.. وما يتضمنه كتاب الله.. كفيل بأن يبث فى نفوسكم الحماس لتصحيح أخطاء الماضى.. والنظر للمستقبل برؤى غير الرؤى.. وتأكدوا أن الله مع العاملين.. المجدين.. المناضلين.. وتأكدوا أيضا أن ما تنفقونه فى سبيل الله.. يوف إليكم.. وأنتم لا تظلمون.