سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " أيهما أهم.. السلاح .. أم الغذاء..؟! "

بتاريخ: 20 فبراير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*أيهما أهم.. السلاح .. أم الغذاء..؟!

*حينما يعيش الناس آمنين مطمئنين.. تتفتح أمامهم السبل ليزرعوا ويعملوا.. ويحصدوا

*تفاصيل الملحمة الوطنية لتصنيع السلاح في مصر منذ ما بعد حرب 1948 حتى عصر القدرة.. والقوة.. والتحدي

*دروس خصوصية في إدارة الأزمات بنسبة نجاح مائة xالمائة

*المتابعة الحثيثة والدقيقة للرئيس السيسي لتطورات "كورونا".. ذاع صيتها في الداخل والخارج

*ثورة تونس.. انتهت بالفشل في تشكيل حكومة!

*هكذا دارت الأيام.. طالبان تفرض شروطها وترامب يرجوها الحضور لكامب ديفيد..!

*طبيب القلوب الذي خدعه قلبه!

*مطربو المهرجانات.. أوجدوا لأنفسهم فرصة عمل

*هل نساعدهم.. ونقومهم.. أم نذبحهم..؟!

الشعوب تهتم من بين ما تهتم بتوفير مصدرين أساسيين تضمن بهما استمرار حياة أبنائها.. وهم آمنون.. مطمئنون إلى حاضرهم.. ومستقبل أجيالهم المتعاقبة..!

هذان المصدران هما الغذاء.. والسلاح.. أو السلاح والغذاء سيان.

لكن في الحالتين.. ينبغي أن يوضع في الاعتبار أن الناس حينما يعيشون وهم واثقون بأن أراضيهم مصانة.. وحدودهم لا يجرؤ على الاقتراب منها أحد.. وثرواتهم لا يتمتع بها غيرهم.. يجدون أنفسهم وقد تفتحت أمامهم السبل ليزرعوا.. ويعملوا.. وينتجوا.. ويحصدوا أما إذا هدد مصالحهم القومية.. مغامر.. أو طامع.. أو واهم.. أو متهور.. فإنهم عندئذ.. يكونون مطالبين بتركيز كافة جهودهم على ردع أي من هؤلاء.. أو منعه على الأقل من الاقتراب..

وها نحن في مصر.. نسرع الخطى من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي لغذائنا .. في نفس الوقت الذي نهتم بتسليح جيشنا.. وتدريب أفراده بما يكفل لهم استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا.

وغني عن البيان.. أن تسليح الجيش المصري يعد ملحمة تاريخية رائعة بدأت بعد حرب 1948 وتفجر ما سميت وقتئذ بقضية الأسلحة الفاسدة..!

منذ هذا التاريخ ومصر تحاول إنشاء جيش قوي بأسلحته المتنوعة والمختلفة.. لكن الوضع السياسي وقتئذ.. وفساد الأحزاب السياسية وسيطرة الاستعمار الإنجليزي على إرادة الملك السابق فاروق.. تلك العوامل كلها وقفت حائلا دون تحقيق طموحات شعب مصر.

***

ثم.. ثم.. جاءت ثورة يوليو 1952 التي وضعت ضمن أهدافها إنشاء جيش قوي.. وبطبيعة الحال الجيش القوي يحتاج إلى مقومات أساسية.. أهمها السلاح.. وذلك ما سعى إليه الرئيس جمال عبد الناصر بعد شهور قليلة من قيام الثورة حيث اتجه ببصره في البداية نحو الولايات المتحدة الأمريكية لكنها خذلته لأسباب عديدة.. أهمها الخشية من تفوق مصر على إسرائيل.. فضلا عن عدم ارتياحها لجمال عبدالناصر الذي كان لا يتوقف عن إصدار التصريحات التي يهاجم من خلالها الأمريكان.. ومن يدورون في فلكهم..!

ثم وجد عبد الناصر ضالته المنشودة لدى الاتحاد السوفيتي الذي عقد على الفور صفقة مع مصر تبلغ 250 مليون دولار وذلك من خلال تشيكوسلوفاكيا.. ليشتعل غضب الأمريكان أكثر وأكثر.. وكالعادة تجأر إسرائيل بالشكوى ليكرر قادتها ويزيدوا ويعيدوا حول الخطر الذي تتعرض له بعد صفقة الأسلحة التي عقدتها مصر..!

***

على الجانب المقابل.. وعندما أدرك الرئيس عبد الناصر أن رقبة البلد تظل معلقة إما في حبال الأمريكان.. أو الروس.. طالما أنها لا تنتج سلاح جيشها بأياديها.. قرر وضع قاعدة للتصنيع الحربي.. حيث بدأ إقامة مصانع للأسلحة والذخائر.. فضلا عن المعدات العسكرية الثقيلة والمركبات.. وفيما بعد تم إنشاء مصنع 36 لإنتاج الطائرات ومصنع 72 لصناعة المركبات المدرعة ومصنع 35 لإنتاج محركات الطائرات ومصنع 333 لصناعة الصواريخ.

وظلت تلك المصانع تمارس نشاطها لكن ربما دون تطوير حقيقي.. حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.. ليضع قواعد الدولة الحديثة والقوية والتي تقوم أساسا على الجيش القوي المتمكن والذي يضم أفضل المهارات المادية والبشرية.

وها نحن قد تابعنا جولة الرئيس منذ أيام في المصانع الحربية ليتابع الإنتاج ويفتتح مصانع جديدة متخصصة في إنتاج الأسلحة والذخيرة والطبنجات والرشاشات والبنادق الآلية.. وغيرها .. وغيرها.. مثل مركبة القتال المدرعة سيناء..

كل ذلك .. والرئيس يبعث برسالة لأبناء الوطن في الداخل وإلى العالم الخارجي شرقا وغربا.. هذه الرسالة تقول باختصار إننا نصنع سلاحنا بأيادينا.. وتعلموا أيها الرجال والنساء.. لتزرعوا.. وتنتجوا.. وتحصدوا أفضل الثمار..

لا شك.. إنها مشاعر.. تدعو للفخر والاعتزاز وتولد في القلوب إحساسا بأن مصر سوف تبقى دائما وأبدا بإذن الله وفضله .. فوق الرؤوس.. تقهر التحديات وتقتحم الطريق الصعب..ويعزف بنوها أولا بأول سيمفونية التكامل والتناغم.. والحب.. والإيثار.. والتضحية.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن هذه المكانة المتميزة لمصر في العصر الحديث هي التي وضعتها وتضعها دائما في مكان الصدارة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والاجتماعية.

وبكل المقاييس.. لقد أثبتت براعتها في التعامل مع الفيروس الصيني الشهير المسمى كورونا وهو تعامل يصلح لأن يكون درسا خصوصيا.. تقدمه مصر للدنيا بأسرها بنسبة نجاح مضمونة لا تقل عن مائةxالمائة.

وإحقاقا للحق.. لقد كان لمتابعة الرئيس السيسي  الحثيثة والدقيقة أبلغ الأثر في أن ذاع صيتنا في هذا المجال حيث ازداد المصريون إيمانا فوق إيمانهم بأن شئونهم في يد أمينة.. تحرص على أن تكون مصالحهم مصانة ليست عرضة لأن تهتز.. أو تتضاءل تحت وطأة أي ظرف من الظروف.

أيضا.. أيقن العالم من جديد أن المصريين شعب إذا أراد فعل.. وإذا أعطى..فإن عطاءه يصبح بلا حدود.

***

والآن.. دعونا نتجه قليلا.. صوب جارة عزيزة على قلوبنا جميعا.. وهي تونس.. التي أشعلت شرارة ما تسمى بالربيع العربي والتي أدت إلى سقوط حكم زين العابدين بن على.. وتفاءلوا جميعا بحكم جديد يقوم على الحرية والديمقراطية..!

وحتى الآن.. مازال شعب تونس يتعثر في خطواته.. فمن يصدق أنهم عاجزون حتى الآن عن تشكيل حكومة تتولى إدارة شئون البلاد مما حدا برئيس الدولة أن يهدد بحل البرلمان إذا ظلت الأمور مجمدة..!

طبعا.. "الإخوان المسلمون".. يلعبون ويتآمرون من خلال حزب النهضة.. وللأسف لم يتمكن التونسيون حتى الآن من كبح جماح هذا الحزب وقادته..!

لذا.. أقول للأخوة التونسيين.. إنكم سوف تظلون في تلك الحلقة المفرغة طالما أنكم لا تتخذون موقفا حاسما وصارما وجريئا.. تجاه "الإخوان" الذين لا يريدون لكم الخير بحال من الأحوال..!

ولتتصرفوا على هذا الأساس.

***

.. وعودة ثانية إلى العزيزة الأم الخالدة أبد الدهر.

لقد فقدت مصر هذا  الأسبوع.. عالما متميزا.. وطبيبا ذا كفاءة عالية في عالم جراحة القلوب هو الدكتور طارق زغلول..!

لقد نذر د. زغلول نفسه .. من أجل إصلاح القلوب العليلة.. سافر للخارج ونظم مؤتمرات عالمية هنا وهناك.. وقام بجولات في القرى والنجوع يجري عمليات القلب المفتوح مجانا.. وبلا مقابل..!

وبديهي.. أن يتوقع العالم الإنسان أن القلب الذي هو محور حياته سيظل مخلصا وفيا له.. لكن للأسف خذله وفاجأه ذات يوم بإعلان العصيان..!

توقف القلب.. ومات د.طارق زغلول..

إنها قدرة الله سبحانه وتعالى التي لا يدانيها قدرة في الوجود.

رحم الله عالمنا الجليل..

***

ومن العلم.. والبحث والدراسة.. والبحث عما هو جديد.. أود أن أقف سريعا أمام حكاية أو ظاهرة مطربي المهرجانات..!

إن هؤلاء الشباب ولا أقول المطربين يتعرضون لحملة قاسية.. ربما يكون لأصحابها الحق كل الحق..!

لكن السؤال: شباب أمثال هؤلاء .. بحثوا لأنفسهم عن وسيلة لكسب العيش .. فهل المفروض أن نشجعهم.. أم نذبحهم..؟!

نعم.. نحن متفقون على أن أداءهم غير لائق.. وأنهم يستخدمون ألفاظا وعبارات وألحانا تصيبنا بالتلوث السمعي..!

لكن أليس من الأفضل.. أن ننصحهم وأن نعلمهم.. وأن نشرح لهم.. ماذا ينبغي أن يفعلوا وفقا لعادات وتقاليد المجتمع.. أم يتبارى كل منا لإنهاء حياتهم.. أو بالأحرى مستقبلهم..؟!

يا ناس.. اعتبروهم.. شبابا يعانون من البطالة.. وقد وجدوا لأنفسهم وظيفة خالية.. وبالتالي أليس من الأفضل استيعابهم.. أم نتركهم مطاردين.. منبوذين.. بحيث يصبحون يوما.. نهبا للتطرف.. والإرهاب..؟!

أرجوكم.. فكروا جيدا..

***

أخيرا.. لقطة سياسية من أمريكا..!

أمريكا شنت الحرب ضد أفغانستان عام 2001 بعد أحداث سبتمبر الشهيرة بهدف إسقاط حكم طالبان الإرهابي..!

شيء جميل.. لكن السؤال:

وهل انهزمت طالبان..؟

الإجابة تأتي من خلال آخر تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال إنه دعا قادتها للاجتماع معه في كامب ديفيد لعقد اتفاق صلح.. لكنهم رفضوا..!

سبحان الله..!

أمريكا التي خاضت حربا مع جماعة متطرفة على مدى 19 سنة لم تخرج بنتيجة حاسمة.. بل ها هي الآن.. ترجو الرضا .. والسلام..!

وهكذا يتأكد أن الحرب أي حرب.. ليست في صالح المنتصر.. شأنه شأن المهزوم ولا عزاء للطرفين.

***

و..و..وشكرا