*حينما يكون الجاني ليس متطرفا إسلاميا!!
*هدوء في ألمانيا بعد جريمة المقهى الذي راح ضحيته 13 من الأكراد والأتراك
*"البديل لألمانيا".. حزب عنصري متطرف يثير نوازع الحقد والكراهية..!
شعوب كثيرة في أوروبا .. مازالت تعتقد أن الإرهاب قاصر فقط على المتطرفين الإسلاميين.. وحتى عندما تقع حادثة عندهم سرعان ما يوجهون أصابع الاتهام إلى ما أسموه " الإرهاب الإسلامي" وبعد اكتشاف الحقيقة.. سرعان ما تتغير لهجة الحديث وتخفت حدة عبارات الغضب.. والهجوم.. ليعود كل شيء إلى أصله..
***
منذ أيام.. وبينما مجموعة من الشباب يجلسون في أحد المقاهي بمدينة هاناو في فرانكفورت في ألمانيا يدخنون الشيشة إذا بوابل من الرصاص ينهمر عليهم ليلقى 13 حتفهم في الحال.. هاج الألمان من سكان المدينة وماجوا باعتبار أن مرتكب الجريمة ينتمي إلى إحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة.. ثم سرعان ما اكتشفت الشرطة أنه رجل عنصري ينتمي لليمين المتطرف بعد أن عثروا عليه قتيلا داخل منزله ومعه أمه التي أطلق عليها النار.. قبل أن ينتحر..!
***
طبعا.. الحكومة الألمانية شأنها شأن جميع حكومات العالم نددت بالجريمة البشعة.. وتعهدت المستشارة ميركل بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد حزب "البديل لألمانيا" متهمة إياه.. بإشاعة نوازع التعصب بين أفراد المجتمع وليس مستبعدا أن يكون الجاني واحدا ممن يعتنقون مبادئ هذا الحزب..!
***
ومع ذلك يثور السؤال:
هل ستعدل الحكومة الألمانية سياستها تجاه الإرهاب والإرهابيين..؟
هل ستظل تكفل الحماية للمتطرفين.. والعنصريين.. ومن يشيعون الكراهية والبغضاء داخل صفوف المجتمع..؟
أنا شخصيا أرى أنهم لن يتخذوا أية إجراءات حاسمة لاسيما بعد مصرع الفاعل الأصلي رغم اعتراف وزير الداخلية الذي قال إن الصفحة الشخصية للجاني على مواقع التواصل الاجتماعي تدل على أنه يحمل نوايا عدوانية ضد الأجانب.. وأيضا رغم وصف رئيس المجلس الأوروبي لحادث إطلاق النار بأنه بمثابة حماقة قاتلة..!
***
استنادا إلى كل تلك الحقائق.. لابد أن يتفهم العالم شرقه وغربه أن الإرهاب لم يعد قاصرا على ديانة دون غيرها.. أو على مجتمع غير المجتمع.. مما يستلزم مواجهة شاملة وعامة.. وفاعلة من خلال الاتفاقيات والمعاهدات التي تحدد بصراحة ووضوح من يكون الإرهابي.. وما يتم اتخاذه حياله سواء أكان المنفذ.. أو المخطط.. أو الممول..!
وأكرر الممول لأن العديد من دول أوروبا مازالت تحتضن مجموعات من الأثرياء الذين يبعثون بالمال لأدواتهم التي يستخدمونها إما في داخل الدولة ذاتها.. أو خارجها..!
***
والآن.. لقد توارى خبر جريمة مقهى مدينة "هاناو".. وتحول إلى سطور قليلة في بعض الصحف المحلية.. واختفى اختفاء كاملا من الجرائد الكبرى..
في نفس الوقت الذي عاد الناس يسيرون من أمام المقهى الذي شهد وقوع الجريمة وكأنهم يشمتون في الضحايا بعد أن عرفوا أنهم من المهاجرين.. أو اللاجئين من الكرد.. والأتراك..!
***
للأسف.. لقد عاش الألمان خلال حقبة معينة من تاريخهم يشكون من العنصرية الصارخة التي جلبت لهم الكوارث والمآسي.. والمفترض منطقيا.. وعمليا.. وسياسيا.. أن يبذلوا المستحيل لمنع أي شكل من أشكال هذه العنصرية الجديدة التي أخذت تغزو صفوفهم في تحدٍ وغلواء وتجبر..!
واللا إيه..؟!
***
و..و..وشكرا
***