*أعطوا لأنفسهم حق دخول هذا الجنة وذاك النار -حسبما قالت دار الإفتاء- فهل هذا معقول؟
بالله عليهم.. هل كان ممكنا أن تستمر عصابة الإخوان في حكم البلاد.. وهم بهذا الفكر السقيم.. والسلوكيات الشاذة البغيضة..؟
هكذا يتأكد أنهم ليسوا متطرفين فقط.. بل بكل المقاييس.. هم أدوات.. لأياد خبيثة.. وقوى شريرة لا تريد لمصر والمصريين الخير.. بل جل همهم أن يتآمروا.. وأن يثيروا الفتنة بين المجتمع.. وأن ينشروا شائعات الكذب والضلال توهما بأنهم بتصرفاتهم تلك يمكن أن يفتوا في عضدنا.. أو يجعلونا نلف وندور داخل دوائر مغلقة قد حطمنا إسارها منذ زمن طويل..!
***
إن الإصرار على انتهاز الفرص بين حين وآخر لفرض دعاواهم الباطلة.. إنما ينم على أن فاقد العقل شأنه بالضبط.. شأن عديم الدين الذي يصر على التستر وراء اسمه.. وتاريخه وقيمته.
من هنا.. فلنضع في اعتبارنا أنهم لن يغيروا من سلوكياتهم البغيضة طالما رأوا بعيونهم وعيون أسيادهم مدى التقدم الذي تحرزه مصر يوما بعد يوم..ومدى حرص أبنائها عن بكرة أبيهم على الحفاظ على وحدتهم.. وتآلفهم .. وتكتلهم..!!
***
ودعونا نتوقف قليلا لنسأل أنفسنا سؤالا محددا:
من الذي كان يمكن أن يدور بخلده أن يظهر وسط المجتمع من يعطي لنفسه الحق في ألا يدخل العالم المصري الجليل والنبيل مجدي يعقوب الجنة ويزج به في النار.. اللهم إلا إذا كان من تجرأ على ذلك شيطانا رجيما..؟
نعم.. إنه شيطان ابن شيطان.. وهنا فلنتذكر قول الله سبحانه وتعالى:" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا".
"صدق الله العظيم"
***
إذن هؤلاء الكفرة الفجرة هم من الذين فسقوا عن أمر ربهم فماذا تريدون أن يفعلوا أكثر مما يفعلوه..؟
***
بديهي.. لم يكن من اللائق أن تصمت مصر.. أو يصمت علماؤها ورجال الدين فيها.. ومسئولوها عن هذا العدوان على الدين قبل أن يكون عدوانا على د.مجدي يعقوب ذاته..
فقد أحسنت دار الإفتاء بإسراعها في إصدار بيانها الذي أشادت فيه قبل أي شيء بشخص مجدي يعقوب واصفة إياه بصاحب السعادة الذي سخر جهده وعلمه وخبرته ومعرفته من أجل خدمة وطنه وشعبه دون أن ينظر يوما إلى دين من يعالج أو إلى من ينقذه من الموت.
ثم تستطرد دار الإفتاء في بيانها لتوجه اتهامها إلى من وصفتهم بمثيري الشغب الذين تعودوا على أن يخرج أحدهم بتصريح فج.. أو أغنية هابطة ولندعو الله سبحانه وتعالى لمجدي يعقوب أن يسبغ عليه الشفاء والرحمة والجنة التي هي خير ما يناله الإنسان.
ثم أفتت دار الإفتاء بأن أهل الفتنة ومثيري الشغب لم يوكلهم الله بمصائر خلقه ولم يعطهم حق إدخال هذا إلى الجنة وذاك إلى النار..!
***
ثم.. ثم.. جاء التكريم السمح من الدولة بتخصيص قطعة أرض لبناء مركز جديد يحمل اسم مجدي يعقوب مع إعفائه من الضرائب إعفاء كاملا..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
بالله عليهم.. هل كان من الممكن أن تستمر عصابة الإخوان الإرهابية في إدارة دفة مصر وأعضاؤها يعانون من مثل ذلك الفكر السقيم.. والميول العدوانية.. والإصرار على ترسيخ نوازع الفرقة بين أبناء الوطن..؟
أحسب أن الإجابة صاغها وتقدم بها شعب مصر بنفسه لنفسه يوم 3 يوليو 2013 عندما أسقط هؤلاء الذئاب اللئام خفافيش الظلام وأودى بهم إلى أسفل سافلين.
***
معلومة لابد منها
قد لا يعرف الكثيرون.. أن أول من اتجه ببصره إلى د.مجدي يعقوب وأعاد ترميم الجسور بينه وبين وطنه الأم.. مصر.. هي مؤسسة دار التحرير التي تصدر عنها جريدة المساء.
في 1989 وجهت المؤسسة الدعوة للدكتور يعقوب واستضافته على مدى أسبوع كامل ونظمت له مؤتمرات صحفية تحدث فيها عن تاريخه.. وإنجازاته متمنيا أن يعود إلى البلد الذي يعتز بالانتماء له.
منذ ذلك التاريخ.. لم تتوقف زيارات الطبيب العالم للقاهرة والإسكندرية وأسوان.. حتى كانت مبادرة إنشاء المركز العالمي لجراحة القلب في أسوان.
***