مير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " اتفاق ترامب للسلام مع جماعة طالبان الإرهابية.. هل يقوده للبيت الأبيض من جديد أم العكس..؟ "

بتاريخ: 02 مارس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*بعد توقيع اتفاق السلام بين واشنطن.. وجماعة طالبان المتطرفة..

هل أمريكا ما بعد سبتمبر عام 2001 هي أمريكا مارس 2020؟

*ترامب يمهد لفوزه في الانتخابات بينما أعداؤه الديمقراطيون يتراجعون

* أما النساء الأفغانيات فلهن الله..!

 قطعا.. لم يكن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يتوقع وهو يصدر قراره بغزو قواته العسكرية أفغانستان بهدف إسقاط حكم طالبان بها.. أنه سيخوض حربا أو بالأحرى ستخوض بلاده حربا تستمر 18 عاما من الزمان..!

أيضا.. ربما لم يضع في حسبانه أنه سيجيء يوم يأتي فيه رئيس آخر يعقد معاهدة  سلام مع الإرهابيين الذين مارسوا عمليات القتل والذبح والنسف والتدمير دون أن يمنعهم حائل أو يقف دون رغباتهم المتطرفة.. وسيط إقليمي أو دولي.. أو حليف سبق أن تعاون معهم.. وتعاونوا معه قبل الغزو الأمريكي وبعده..!

***

لكن الذي حدث .. أن ها هو الرئيس غير المتوقع قد وصل للحكم .. وهو من نفس الحزب الذي ينتمي إليه جورج دبليو بوش.. ليرفع الرايات البيضاء أمام جماعة طالبان معلنا وقف القتال.. فضلا عن سحب قواته العسكرية بعد 14 شهرا من الآن..!

السؤال: هل إقدام الرئيس ترامب على هذه الخطوة الجريئة له صلة بالانتخابات الرئاسية القادمة والتي ينتوي ترشيح نفسه فيها لمدة جديدة.. أم حرصا منه على أن يبدو أمام الجماهير وقد التزم بوعوده الانتخابية التي تقوم على أساس سحب كل الجيوش الأمريكية من الخارج وإعادتها إلى قواعدها داخل أمريكا..؟

الإجابة ببساطة : الرئيس ترامب يسعى إلى تحقيق الهدفين معا.. المهم في النهاية أن يجتمع شمل شتات الأسر بعد إنهاء الأزواج والأبناء مهمتهم العسكرية والتي قدموا في سبيلها أغلى التضحيات.

لذا.. فإن 42% من الأمريكان يؤيدون اتفاق السلام مع طالبان بينما يرفض 43% أي أن الفرق ليس كبيرا .. بل يكاد يكون الفريقان متساوين في مواقفهما وتوجهاتهما مما يعكس مؤشرات حقيقية تنبئ بفوز ترامب في الانتخابات القادمة.

وهكذا.. يكون غرماؤه من الحزب الديمقراطي قد خسروا المعركة مقدما.. وهم الذين أرادوا محاكمته وبالتالي طرده من منصبه.. لكن واضح حتى الآن أن ذكاء الرجل وحده يفوق ذكاءهم جميعا..!

***

ومع ذلك فإن ثمة مشاكل تنتظر تطبيق الاتفاق مع طالبان.. أهمها الأفغان المعتدلون الذين يشكلون الغالبية العظمى والذين بينهم وبين جماعة طالبان ما صنع الحداد..لأن الجناح العسكري للجماعة طالما شن هجماته ضد أعضاء الحكومات الشرعية المتتالية فقتل منهم من قتل.. وأصيب من أصيب فكيف تستقيم الأمور والاتفاق ينص على مشاركة جماعة طالبان في أي حكومة يتم تشكيلها مستقبلا..

أما النساء الأفغانيات فلهن على الجانب المقابل موقف من اتفاق السلام.. حيث يخشين أن تعود طالبان لفرض سيطرتها والحد من حقوقهن التي حصلن عليها بعد طول عذاب..!

يعني.. سيفرض عليهن النقاب ويمنعن من الاختلاط في التعليم ويحرموا عليهن ممارسة الفن.. أو الاشتراك في أعمال ثقافية مما ينبئ بعودتهن مرة أخرى إلى العصر الحجري الكئيب..!

***

على أي حال لقد ثبت أن الأمريكان الذين فقدوا صوابهم عقب أحداث سبتمبر عام 2001 ليسوا هم أمريكان اليوم الذين يرون ملياراتهم من الدولارات تتبدد في حروب لم يجنوا منها شيئا حتى الآن..

في نفس الوقت.. هذه رسالة جديدة تؤكد أن أي حرب لا تحسم قضية .. ولا تحل مشاكل أبدية ربما تفتح بابا أو أبوابا للسلام وهذا ما يريد أن يثبته الرئيس ترامب بالتجربة العملية ومن خلال الواقع القائم..!

***

و..و..وشكرا

***