سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " دعوة مصر.. التي لا تغيب أبدا "

بتاريخ: 05 مارس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*دعوة مصر.. التي لا تغيب أبدا

أمن وتنمية.. والعكس أيضا

..وهذا هو الفرق..

*أردوغان يقذف باللاجئين السوريين إلى مياه الموت بلا رحمة!

*الهتافات تدوي: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..وما من مغيث

*الحوثيون يزجون بالأطفال إلى جبهات القتال.. تنفيذا لتعليمات الملالي

*وهكذا صدقت قراءتنا للأحداث:

المبعوث الأممي في ليبيا يستقيل فجأة بعد فشله في إخفاء تحيزه!

*نصيحة للإثيوبيين : في عالم السياسة.. القرارات الجريئة لازمة

*بعد تفشي الفيروس.. حتى ولو ألغوا الحج.. حلال..!

*أمريكا.. هي أمريكا.. وعدت بالتوصل إلى مصل ضد كورونا بعد شهرين..!

*تراجع الهجوم على مطربي المهرجانات.. "برافو"

أخذت مصر على عاتقها.. أن تدعو للسلام من خلال محاربة الإرهاب بهدف القضاء على مموليه ومخططيه ومنفذيه.. في نفس الوقت الذي ترسخ فيه قواعد الأمن والأمان من أجل الإنسانية جمعاء..

الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل منذ أيام رئيس برلمان النمسا وتطرق الحديث من بين ما تطرق إلى الجهود التي تبذلها مصر في سبيل إقامة عالم خالٍ من العنف والعنف المضاد.. ومدى أثر ذلك في تحقيق خطط التنمية الشاملة.. فلا تنمية حقيقية دون أمن والعكس صحيح بطبيعة الحال.

نفس الكلمات تقريبا رددها الرئيس أمام وزيرة الجيوش الفرنسية التي قالت بدورها إن مصر هي دعامة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ونحن نضيف: ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في العالم بأسره.

وسوف تظل في دعوتها التي تؤمن بها إيمانا جازما حتى يتحقق لها ما تريد.. والحمد لله.. أن المجتمع الدولي أخذ يتعامل مع الإرهاب بالأساليب التي يجب أن يعامل بها –بحق- فلم تعد هناك مجالات للموازنات أو التوازنات أو الملاءمات..

***

من هنا .. يقع على عاتق الإعلام المصري مسئولية نشر هذه الدعوة المسلحة بالأسانيد والوثائق والدراسات المقارنة حتى تأخذ الاستجابات الدولية طريقها للتطبيق العملي.

الإعلام المصري مطالب بأن يوضح للجماهير هنا وهناك أنه في الوقت الذي تركز فيه مصر جهودها البشرية والعسكرية والمادية.. لكي تعم رايات السلام كافة الأرجاء والأصقاع.. فمازال يوجد –للأسف- من يحرض على العنف.. ومن يدفع الإنسان إلى آتون النيران دون وازع من ضمير أو دين أو أخلاق..!

وخذوا الرئيس التركي أردوغان مثلا حيث وصل به الحال إلى أن يزج باللاجئين السوريين إلى مياه الموت بلا رحمة ودونما إحساس بآلام هؤلاء المقهورين المغلوبين ولا بمعاناتهم التي فاقت كل حدود التصور أو الخيال..!

تصوروا خلال 48 ساعة وبعد أن أعطى أردوغان الضوء الأخضر للاجئين السوريين لكي يتحركوا عبر الحدود هرول ما يقرب من 200 رجل وسيدة وطفل إلى القوارب ليستقلوها في محاولة لعبور البحر إلى أوروبا.. لكنهم للأسف قوبلوا برصاصات رجال الحدود فأردوهم قتلى وهم مازالوا وسط المياه قبل وصولهم إلى الشواطئ..!

هؤلاء الناس لم يتحملوا أن يروا أعزاءهم وهم يموتون غرقا.. فأخذوا يصيحون ويهتفون : ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.. لكن ما من مغيث..!

يعني أردوغان يقتل سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة السوريين في بلادهم.. بالضبط مثلما يدفعهم إلى آتون النيران في ليبيا ومعهم المرتزقة "الأفارقة" الذين استوردهم الرئيس التركي خصيصا لكي يقوضوا البقية الباقية من سلام ليبيا..!

***

نفس الحال بالنسبة للحوثيين الذين يصولون ويجولون في أرض اليمن الذي كان يسمى سعيدا في يوم من الأيام ثم وصلت بهم الدرجة إلى تجنيد الأطفال الصغار وإشراكهم في الحرب الدائرة الآن بين الحكومة الشرعية وبين ميليشيات التطرف والإرهاب..!

وما يثير الدهشة والعجب أن مبعوثي الأمم المتحدة يبدو وكأنهم متفرجون لا يقدمون ولا يؤخرون .. بل أكثر من ذلك حيث ينحازون للجانب الآخر.. على حساب أصحاب البلد الأصليين..

وهنا اسمحوا لي أن أشير إلى ما كتبت في مقال سابق مطالبا هؤلاء المبعوثين بأن يكونوا أكثر حيادية وأبلغ عدلا.. لكن يبدو أن تلك سياستهم .. وعندما أظهرت هذه السياسة وجوههم على حقيقتها.. بادر غسان سلامة المبعوث الأممي لدى ليبيا بتقديم استقالته فجأة بحجة أن صحته لم تعد تحتمل وكم نتمنى أن يفعل الأخ جريفيث مثلما فعل غسان في ليبيا لاسيما أن الحوثيين أنفسهم الآن.. هم الذين يطالبونه بالانسحاب حيث إن جميع الزيارات التي يقوم بها.. باتت روتينية.. مملة.. ولا جدوى من ورائها ولا طائل..!

***

على الجانب المقابل.. واستنادا إلى نفس النظرية .. فإن موقف الإثيوبيين من اتفاق سد النهضة.. غريب.. ومثير للدهشة.. لاسيما بعد أن رفض وفدهم في محادثات واشنطن حضور الاجتماع الأخير بحجة أنهم في حاجة إلى مزيد من الدراسة..

على أي حال.. نصيحة للإخوة الإثيوبيين.. أوجهها لهم وهي نصيحة خالصة مؤداها أن انسحابهم من الاجتماعات أو تخلفهم عنها لن يحقق لهم رغباتهم.. أو بالأحرى ما تضمره نفوسهم..!

إن عالم السياسة بما فيه من أمواج متلاطمة... ومن عمليات شد وجذب يتطلب ضرورة اتخاذ قرارات جريئة.. فهذه القرارات لاسيما إذا جاءت في الوقت المناسب.. لازمة وضرورية.. من أجل صالح كل الأطراف الذين قبلوا الدخول في مفاوضات..!

يعني بصراحة.. الامتناع  عن الحضور.. لا يحقق مصلحة إثيوبيا.. بل العكس يضرها... مع الأخذ في الاعتبار أن الإثيوبيين إذا أصروا على موقفهم فسوف يمثلون الأقلية في الاجتماعات..!

ولعل الرسالة تكون قد وصلت.

***

والآن.. فإن ذلك الفيروس الذي باتت شهرته تجوب الأفاق.. يفرض نفسه فرضا على هذا التقرير..لاسيما وأنه أصبح أكثر نشاطا طوال الأيام الماضية.. فأخذ يغزو كلا من السعودية والكويت والبحرين والعراق.. و..و.. وإيران التي زادت فيها حالات الوفاة.. وتضاعفت أعداد المصابين مرات ومرات..!

بداية.. أدعوكم جميعا أن نتوجه بالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى الذي يجنبنا دوما بفضله ورعايته مخاطر كثيرة سواء أكانت صحية.. أو اجتماعية.. أو أمنية.. أو اقتصادية.

نشكر الله.. لا أن نتبادل التساؤلات بيننا وبين بعضنا البعض لماذا لم يصلنا كورونا حتى الآن..!

يا ناس..

أولا: لم يصلنا –كما أشرت- بفضل الله.. وثانيا لأننا دولة   واعية.. دولة تحرص على مصالح شعبها.. وتصون كرامته ولا تعرضه لأخطار.. بل تحميه منها..!

ولعلها مناسبة.. لنعيد ونؤكد .. أن الحماية من الفيروس في يدك أنت قبل غيرك.. من خلال اتخاذ إجراءات وقائية.. سهلة وبسيطة.. عدم التواجد في المناطق المزدحمة.. وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون.. والامتناع عن التقبيل.

***

أما عن احتمالات إلغاء الحج هذا العام.. لو استمر الفيروس في عناده.. وإصراره.. فأحسب أنه لو حدث ذلك.. فهو بكل المقاييس.. حلال حيث إن الضرورات تبيح المحظورات ..

الله سبحانه وتعالى يحث عباده على ألا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة.. وبديهي ألا نذهب للحج.. ونحن نعلم أننا معرضون للإصابة..!

إذن فلنهيئ أنفسنا من الآن للاختيار الأصعب.. حتى لا تستغرقنا المفاجأة.. وإن كنا نتمنى طبعا أن تهزم الإنسانية ذلك الفيروس المسمى "كورونا" ..

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن أمريكا أعلنت أنها في طريقها للتوصل إلى مصل للوقاية من الفيروس وعلاجه.. خلال شهرين من الآن..!

هذه هي أمريكا.. أمريكا بقوتها.. وبأموالها.. بأبحاثها العلمية عندئذ ماذا سيقول تجار الفتوى عندنا عن هؤلاء المخترعين الجدد..؟!

هل سيهددونهم بالنار.. أم سيبثون في قلوبهم الرعب وهم مازالوا على قيد الحياة..؟!

يا سادة.. إن هؤلاء الأمريكان لو توصلوا إلى المصل والدواء .. فالله سبحانه وتعالى سوف يجازيهم على مجهوداتهم ونجاحاتهم.. وليس العكس..!

***

أخيرا.. نعود إلى مصر العزيزة والتي يتحمس شعبها أحيانا حماسا بالغا عند ظاهرة معينة.. أو الهجوم الضاري على ظاهرة أخرى ..و..و فجأة.. تهدأ الأمور.. ويعود كل شيء إلى أصله..!

أقول ذلك بمناسبة الحملات الساخنة التي تعرض لها من أسموا أنفسهم بمطربي المهرجانات.. حيث دخل الحلبة.. كل من استمع إليهم وأعجب بهم.. أو من لم يسمع عنهم إطلاقا..!

الآن.. لم يعد أحد يذكرهم سواء سلبا أو إيجابا في نفس الوقت الذي يمارسون فيه حياتهم بنفس الصورة.. وذات الأسلوب..!

لذا..فالسؤال للأخ هاني شاكر نقيب الموسيقيين:

أليس كان الأجدر أن تحتضن هؤلاء الشباب مع العمل على تهذيب أدائهم وتنقية أغانيهم من الشوائب الاستفزازية والعبارات المسيئة بدلا من هذه الفضيحة التي سببتها لهم وإن كانت زادت من شهرتهم.. ومن إقبال الجماهير عليهم..؟!

عموما.. إنها تجربة جديدة.. تجربة ينبغي أن تقوم قواعدها على الحق والعدل.. والمنطق.. والتعامل مع فئات المجتمع.. سواء بسواء .. فربما يصل مطربو المهرجانات في يوم من الأيام إلى مطربي الصالونات وجلسات الأمراء..!

***

و..و..وشكرا