سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " الكعبة التي حماها الله من غدر أبرهة وحماقة الإرهابيين المتطرفين هي التي سيمنع عن زوارها أخطار الفيروس إياه "

بتاريخ: 08 مارس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الكعبة.. التي تحطم على أبوابها أبرهة وجيشه بحجارة الطير الأبابيل سوف يوفر لها الله سبحانه وتعالى الحماية ولعمارها وحجاجها من أخطار هذا الفيروس اللعين

*إبراهيم دعا ربه فتفجرت بئر زمزم

والآن.. إذا كانت ينابيعها قد أغلقت لفترة.. فسوف تعود بإذن الله وعظمته لتروي عطش المسلمين.. وتداوي جراحهم وآلامهم!

المشهد إذا كانت العيون قد أبصرته.. فلابد أنها نفسها هي التي تحاول إغماض جفونها عما رأت.. وإذا اتجهت إليه القلوب.. فسوف تواصل دقاتها إما أن تتوقف.. أو حتى يحدد الله سبحانه وتعالى سبيلا لإعادتها إلى حالتها الطبيعية..!

المشهد الذي أقصده .. الكعبة المشرفة وقد خلا صحنها من الطائفين والساعين والركع السجود .. وهو المكان الذي ميزه الله سبحانه وتعالى عن غيره في أي عصر أو زمان حيث يجد المرء الأمان والطمأنينة.. والسكينة والسلام..!

والسبب ذلك الفيروس اللعين المسمى كورونا والذي تحرص المملكة السعودية على حماية رواد البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف من أن ينفذ إلى صدورهم.. أو رؤوسهم.. فتكون النهاية لا قدر الله.

وهذه الإجراءات الصارمة أثارت أسئلة عديدة بين المسلمين.. أهمها:

*هل من المحتمل أن تمنع المملكة العربية السعودية الحج هذا العام لنفس الأسباب ؟

الإجابة نعم.. وألف نعم..إذ أن رب البيت العتيق ينصح عباده من خلال القرآن الكريم بألا يلقوا بأنفسهم في التهلكة وأن يدرأوا الشر عنهم.. وأن يبتعدوا عن كل مصادر الخطر وبالتالي فإن السعودية تكون بذلك قد نفذت تعاليم الخالق الأحد.. مطمئنة إلى أنه وحده  القادر على حماية كعبته المشرفة ومسجد رسوله الكريم.

وهنا تحتم علينا وقائع التاريخ ضرورة استرجاع حادثتين بالغتي الأهمية في تاريخ الكعبة.. أولاهما: واقعة أبرهة الحبشي الذي حاول يوما هدم الكعبة.. التي دخلها ممتطيا فيلا ضخما أتي به من بلاده الحبشة لكن واحدا من أهل مكة تقدم إلى الفيل وأمره في أذنه بأن يبرك فبرك كما قال وحينما قام أخذ يهرول نحو مناطق شتى فيما عدا البيت الحرام رافضا الاقتراب منه.. في تلك الأثناء.. وبينما أبرهة مشغولا في حكاية الفيل.. إذا بطيور صغيرة تحلق فوق رأسه.. ورؤوس أفراد جيشه الغازي وبمنقار كل طير حجر وحجران في رجليه لتتساقط هذه الأحجار في وقت واحد حتى هلك الغزاة جميعا فيما عدا أبرهة الذي أصابته الجروح في كل جزء من جسده حتى وافته المنية قبل وصوله مقر حكمه في صنعاء اليمن.

بعدها نزلت هذه الآية الكريمة التي يحفظها الكثيرون منا ويرددونها في صلواتهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

"ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول"

             صدق الله العظيم

***

وتدور ساعات التاريخ ليتوقف طواف الكعبة مرة أخرى ولكن في العصر الحديث وبالتحديد عام 1979 حينما احتل مجموعة من المتطرفين أو الإرهابيين الصحن الرئيسي.. وأشهروا بنادقهم في صدور المصلين والمعتمرين.. ليسقط منهم صريعا من يسقط ويصاب من يصاب.. ليستمر الحال على هذا النحو الدامي والمثير للشجن والحزن نحو عشرة أيام حتى تم تحرير الكعبة.. وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي.

وهكذا.. فسوف يظل البيت العتيق في حماية الرحمن حتى نهاية يوم الدين لأنه خالقها ولأنه الذي عهد إلى نبيه إبراهيم وابنه إسماعيل بأن يطهراه للطائفين والعاكفين والركع السجود واستجاب الاثنان للأمر.. ليرفع إبراهيم يده إلى السماء داعيا: " رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر".

ويقول" ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون".

ثم.. ثم.. تدفقت ماء زمزم .. والتي إذا كان المسلمون قد اضطروا هذه الأيام لظروف طارئة إلى إغلاق ينابيعها.. فإن هذا سيكون ولا شك لفترة محددة لن تطول وتأكدوا أن الله سبحانه وتعالى هو الذي سيعيدها للتدفق من جديد بعد أن يرفع عن المسلمين كل ضرر أو شر.. يمكن أن يصيبهم..

إنه نعم المولى ونعم النصير.

***

و..و..وشكرا

***