*رئيس وزراء لبنان الجديد وروشتة الإصلاح"الباتر"!
*الامتناع عن سداد الديون .. يعني الإفلاس.. يعني الانهيار الكامل فيما بعد!
*رجاء للفائزين الجدد في انتخابات المؤسسات الصحفية:
احذروا الدخول في متاهات أنتم في غنى عنها!
*الخصخصة.. الإلغاء.. الدمج.. كلها تحتاج إلى شفافية.. وعلم.. ودراسة متأنية!
بعد مظاهرات واحتجاجات استمرت أكثر من أربعة شهور.. وبعد عمليات كر وفر بين شباب لبنان وقوات الأمن استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع أحيانا.. والرصاص الحي أحيانا أخرى.. تم الاتفاق على تسمية رئيس الوزراء الذي قالوا إنه يرضي جميع الأطراف من أول حزب الله حتى وليد جنبلاط ورجاله.. وأيضا سعد الحريري رئيس الوزراء السابق ورغم ذلك لم يتوقف الحراك الشعبي كما أرادوا أن يسموه وبعد أن حلف اليمين حسان دياب رئيس الوزراء المكلف وبدأ في ممارسة مهامه.. ولعل الأسباب واضحة حيث فقد اللبنانيون أي أمل في الإصلاح بعد أن تدهورت أحوالهم.. وانخفض سعر ليرتهم إلى أدنى مستوياتها.. ساد الفساد وتفاقم حجم الديون.
ثم..ثم.. كان لابد أن يستسلم الناس للأمر الواقع بعد الوعود التي قطعها دياب على نفسه بتنفيذ خطة إنقاذ طموحة تقيل البلاد من عثرتها..!
وهكذا.. تمكن رئيس الوزراء الجديد من ترطيب الأجواء حتى خرج بالأمس بقنبلته المدوية..!
لقد وقف دياب يعلن في ثبات.. وجرأة.. وهدوء أعصاب أن لبنان لن يدفع القروض التي حصل عليها سواء من الدول.. أو من البنك الدولي.. أوصندوق النقد..!
وقال متسائلا أو مستنكرا:
من أين آتي لهم بما يطالبونني به ونحن هنا نعاني الفقر.. والمرض .. والعري..؟!
فليأتي هؤلاء الدائنون أولا ليطلعوا على أحوالنا.. وبعد ذلك يصير في الأمور أمور..!
***
هذا الكلام لم يعجب الدائنين وأثار دهشة اللبنانيين في آن واحد..!
لاجدال إن الامتناع عن سداد الديون يمكن أن يؤدي إلى إشهار إفلاس الدولة .. ثم سقوطها بالفعل .
نعم.. نحن لا نعرف الحيثيات التي أقام عليها رئيس وزراء لبنان قراره الذي لابد وأنه قد درسه بعناية ورجع إلى أحوال الدول التي سبق أن فعلت مثلما فعل..!
من هذه الدول البرازيل والمكسيك وأوروجواي وتشيلي وكوستاريكا .. والأرجنتين.. التي امتنعت عن سداد ما يقرب من 240 مليار دولار مجمل القروض التي حصلت عليها.. وهنا تقدم صندوق النقد الدولي ليعلن موافقته على صرف 200 مليار لها بشرط الالتزام بتطبيق روشته القاسية.
وقد كان حيث جمدت الحكومة أرصدة عملاء البنوك واتخاذ إجراءات تقشفية صعبة حتى حدث التوازن أخيرا.. فخرجت الأرجنتين من قبضة القهر والاستغلال..!
نفس الحال بالنسبة للبرازيل واليونان.. اللتين تحملتا صعابا جمة نظير إشهار الإفلاس.. وإن كانت تلك الصعاب.. هي التي أجبرت حكوماتيهما المتعاقبتين على وضع خطة إصلاح واقعية ومنطقية.. ساعدتهما على الفرار.. من الدائرة المغلقة الشهيرة..!
***
يعني.. ماذا يضير واحد من المرشحين الحاليين في انتخابات الجمعيات العمومية ومجالس إدارة المؤسسات الصحفية أن يحقق فوزا غاليا على أقرانه لكي يسهم مساهمة حقيقية في حل مشاكل أو أزمات مؤسسته..؟!
بديهي.. لن يضيره شيء..بل بكل المقاييس سوف يفيد ويستفيد لاسيما إذا وضع في اعتباره منذ اليوم الأول ألا تجيء سيرة إشهار الإفلاس.. أو الخصخصة.. أو الدمج.. أو الإلغاء على لسان أحد سواء أكان عضوا منتخبا.. أو معينا..!
***