* الشعب الذي عبر عنه كامل الشناوي أبلغ تعبير في قصيدته الرائعة.. "على باب مصر"
*ها نحن انتصرنا على الرياح التي تثور والبحار التي تهيج.. بالإيمان والعلم والتوحد
*الرئيس السيسي من حقه الافتخار بشعبه ومن حق شعبه أن يقول:
لولا "القدوة".. لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه
استطاع الشاعر الراحل كامل الشناوي أن يعبر عن المصريين بقصيدته الرائعة التي اختار لها عنوان "على باب مصر".. ثم سرعان ما اشتعل الحماس في قلوبهم أكثر وأكثر.. بعد أن غنتها أم كلثوم فالتهبت أكف الناس من شدة التصفيق وهم يتابعون أداء كوكب الشرق وانفعالها الواضح مع كل كلمة بل مع كل حرف.
***
استهل كامل قصيدته بالبيت الذي حفظناه جميعا عن ظهر قلب وطبعا ما تلاه من أبيات:
على باب مصر تدق الأكف ويعلو الضجيج
رياح تثور.. جبال تدور.. بحار تهيج
كل تساءل في دهشة.. وكل تساءل في لهفة أين ومن وكيف إذن..؟
يستمر كامل الشناوي في تقديم أحلى وأجمل صور عن العزيزة الغالية مصر.. حتى يصل إلى هذا الوصف:
الذي يكاد يقفز بك إلى أعلى طبقات السماء.. وأنت تقرأ أو تسمع:
أنا الشعب.. شعب الذرى والقمم
زرعت النخيل.. صنعت الهرم
رفعت المآذن فوق القباب
بنيت المداخن تعلو السحاب
أنا الشعب لا أعرف المستحيلا
ولا أرتضي بالخلود بديلا
***
هذه الكلمات ذات المعاني الأخاذة.. استعرضها خيالي.. واستوقفها عقلى خلال اليومين الماضيين وأنا والملايين بطبيعة الحال نتابع هذا التعامل المتفرد.. وتلك المواجهة الحاسمة للعاصفة المناخية المسماة "التنين" والتي شاءت إرادة الله أن تمر ببلادنا.
زمان... كنا نسخر من بعضنا البعض ونردد العبارة الشهيرة: غرقنا في شبر مية..
الآن انتصرنا بالإرادة الصلبة..والعزيمة التي لا تلين.. على أشد وأقوى وأعتى عاصفة جوية شهدها العالم خلال الفترات الأخيرة.
كيف.. ولماذا.. وما هي الفروق الواضحة بين ما كان وما قد كان..!!
طبعا.. المؤشرات وضحت منذ البداية عندما قررت الحكومة منح إجازة للعاملين بالحكومة وقطاع الأعمال والمدارس والجامعات.. وذلك لسببين أساسيين:
Xأولا: لقد أصبح لدينا جهاز للرصد الجوي على أعلى قدر من الكفاءة والقدرة اطمأنت الحكومة إلى تقاريره..وتنبؤاته.. وبناء على صحة التقارير وتلك التنبؤات.. حددت خطتها بثقة وإدراك سليم.
Xثانيا: المسئولية الجماعية.. والمتابعة الجادة مع الحسم ورفض التراخي والتكاسل.
يعني لم تترك الحكومة الأمور لاحتمالات قد تحدث أو لا تحدث لكنها وضعت برنامج عمل متكاملا حددت من خلاله دور كل هيئة.. وكل مؤسسة وكل محافظة.. وكل مدينة.. وكل حي ثم كل فرد.
وحينما حانت ساعة الجد.. بدأ تنفيذ البرنامج بكل تفصيلاته ودقائقه.. مما رسخ تلقائيا روح الفريق الواحد الذي استشعر كل فرد فيه أنه يؤدي امتحانا صعبا لا بديل عن اجتيازه بنجاح.
***
كانت النتيجة أن الناس عندما وجدوا أمامهم
هذا المطر المنهمر بغزارة.. الذي يصاحبه رعد وبرق ورأوا بعيونهم كيف استعدت لمواجهته كل تلك الأجهزة من مختلف التخصصات.. سادت مشاعر الاطمئنان وأدرك القوم أنهم فعلا يمثلون دورة أرض بغير فضاء.
***
من هنا.. لم يعترض أحد على انقطاع المياه لعدة ساعات.. أو لغياب التيار الكهربائي لفترة طالت أم قصرت لأننا جميعا أدركنا أنها إجراءات ضرورية من شأنها تسهيل معركة المواجهة مع "التنين" وليس العكس..
***
في النهاية تبقى كلمة:
لقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الشكر للمصريين جميعا الذين أثبتوا -حسب تعبيره- قدرتهم القوية ونبلهم في التعامل مع الاضطرابات الجوية.
وقال الرئيس إن الدولة وأجهزتها أدارت مشهدا ليس معهودا على بلادنا.
وهكذا لم يشأ الرئيس أن تمر تلك الحالة الاستثنائية دون أن يتوقف أمامها.. ليعطي كل ذي حق حقه..
على الجانب المقابل فإن المصريين بدورهم يؤكدون أنه لولا وجود القدوة التي تجتهد وتكد ليلا ونهارا من أجل النهوض بالوطن.. وحمايته والعبور به من أي أزمة يتعرض لها.. بالجرأة والشجاعة والعلم والصبر.. ما خرجنا من تلك الدوامة المناخية العنيفة ونحن أكثر تفاؤلا.. وأشد توحدا واتفاقا.
***
و..و..وشكرا