سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " الفيروس بين الواقعية والخيال..و..والسياسة والاقتصاد! "

بتاريخ: 16 مارس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*السباق نحو المنع والحظر..

هل يعكس واقعا حقيقيا.. أم الحكاية تنافس سياسي واقتصادي بين أمريكا.. والصين..؟!

*بكين اتهمت واشنطن.. ثم بدأت تفتح الأبواب

والرئيس ترامب يرد بقرب اختراع الدواء

*وإذا كان ذلك كذلك فمبروك عليه الفوز في الانتخابات

  اختلفت التوقعات الرسمية والشعبية على مستوى العالم كله حول ماذا سيكون عليه الحال غدا أو بعد غد فيما يتعلق بفيروس كورونا..!

الدول والحكومات تتسابق فيما بينها في اتخاذ إجراءات المنع والحظر .. وكأن هذه الإجراءات هي التي ستنقذ البشرية من براثن هذا الفيروس الذي لا يستطيع أحد الجزم حتى الآن بهويته الحقيقية ومدى خطورته ولا كيفية تفادي تداعياته.. ومع ذلك بدأت الأزمة الصحية تأخذ منعطفا آخر اعتبارا من الساعات الماضية .. منعطفا تتداخل فيه السياسة والاقتصاد.. ولعل ما يؤكد ذلك ما يجري من تراشق بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين والذي بدأته بكين باتهام واشنطن بنقل الفيروس إلى مدينة ووهان والتي كانت المصدر الأساسي والأول لانتشاره..

ولم يقتصر الأمر على الحرب الكلامية فقط بين الطرفين.. بل قامت كل دولة باستدعاء سفيرها لدى الأخرى.. كل هذا يحدث بينما الأوروبيون والآسيويون والشرق أوسطيون مشغولون ومذعورون..!

ثم.. ازدادت التطورات تعقيدا.. بإعلان الصين بدء تواري الفيروس وفي محاولة لإثبات ذلك.. قامت منذ أمس بافتتاح الحدائق والمتنزهات.. وكأنها تخرج لشعوب الدنيا "لسانها" بعد أن قلبت حياتهم رأسا على عقب..!

في نفس الوقت.. أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن كبرى شركات الأدوية في بلاده في طريقها لإنتاج مصل يقاوم الفيروس ويعالج أسبابه وآثاره في آن واحد..!

***

من هنا.. فإن الأسئلة التي تدق الرءوس بعنف:

*أولا: هل من المعقول أن يسقط العالم كله شرقه وغربه في غياهب الصراعات بين الكبار؟

*ثانيا: ثم..ثم.. هل تصل المنافسة.. أو الرغبة في السيادة والسيطرة من جانب طرف ما إلى حد التلاعب بمشاعر وأعصاب وأجساد وقلوب ملايين البشر من أطفال وشيوخ ومرضى.. ومعوقين.. و..و..؟!

أنا شخصيا لا أعتقد أن السياسة مهما مارست من "مكيافيللية".. متطرفة.. فيستحيل على أصحابها أن يتسموا بتلك الدرجة من القسوة والكراهية للنفس قبل الغير..!

*ثالثا: هل أمريكا بحق على وشك إنتاج المصل الموعود.. أم أنه موجود لديها منذ مدة طويلة وربما لا يكون موجودا.. بل ستخرج علينا بعقار يروجون له ويقولون إنه سيحقق المعجزة.. وبذلك يضمن الرئيس دونالد ترامب الفوز بفترة رئاسية ثانية.. مؤكدا من جديد أن بلاده هي الأكبر في هذا العالم والأقوى والأفضل.. "واللي عاجبه"..!

***

أخيرا.. كلمة أوجهها إلى الأسر المصرية..لاحظت أنه فور صدور القرار بتعليق الدراسة والشبان والشابات لم يتخلوا عن لقاءاتهم مع بعضهم البعض..!

إنهم يقولون.. إن"الصحبة" هي التي تحرك فيهم مشاعر المحبة والصداقة والزمالة فكيف إذن يغلقون على أنفسهم الأبواب داخل المنازل..؟!

وهكذا.. فلينتبه الآباء ومعهم الأمهات ويضعوا سيناريوهات جديدة لسلوكيات أبنائهم وبناتهن تبعدهم عن مناطق التجمعات ومراكز التلاحم البشري..!

إنها مسئوليتهم.. وإلا يكونون هم الذين أضروا بأياديهم فلذات أكبادهم قبل أي شيء آخر.

***

و..و..وشكرا