سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " فيروس "كورونا".. هل يكون أرحم على كبار السن.. من الأبناء والأحفاد؟ "

بتاريخ: 18 مارس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*كبار السن.. هل يخافون عليهم أم اعتبروهم وقود الفيروس..؟!

*في بريطانيا 1300 جنيه إسترليني غرامة لكل من يغادر منزله وعمره 70 عاما ..

حرام.. وعنصرية..!

*ومع ذلك فليمت بغيظه من يمت

*في عام2050 16% من سكان الكرة الأرضية سيكونون فوق الـ65عاما

عيني على الرجال المسنين.. والسيدات المسنات.. قلبي معهم.. ومعهن بعد أن سادت نبرة عالية على مستوى العالم يكاد أصحابها يقولون لهؤلاء بكل صراحة ووضوح:

كفاكم السنوات التي عشتموها ولقد انتهى عمركم الافتراضي.. فمع ألف سلامة.

ولقد تأكدت تلك النظرة "العنصرية" أكثر وأكثر بعد ظهور فيروس كورونا وتعددت وسائل مواجهته وأهمها وضع شروط قاسية على كبار السن بحجة العمل على حمايتهم.. متناسين أن هذه الشروط تجعلهم يذرفون الدم من عيونهم بعد أن جفت الدموع وتصلبت الشرايين..!

مثلا.. لقد فرضت الحكومة البريطانية الإقامة الجبرية في المنازل على كل من بلغ عمره 70 عاما فأكثر وذلك طوال الأربعة شهور القادمة ومن يتجرأ ويحاول الخروج لاستنشاق هواء غير الهواء يسدد غرامة قدرها 1300 جنيه إسترليني.

 كل ذلك كما يزعمون حتى لا يقع كبار السن فريسة الفيروس العنيد.. بينما الواقع يقول إن مجرد إحساس هؤلاء الآباء والأجداد أن العظم قد وهن منهم.. وأن الوحدة باتت هي روتين الحياة عندهم جبرا وقسرا .. هذا الإحساس كفيل بأن يميتهم في اليوم ألف مرة ومرة.

لقد نسي هؤلاء.. المذعورون والذين تطاردهم كوابيس كورونا في نومهم ويقظتهم أن كبير السن يحتاج لمن يوفر له الطعام والكساء والدواء.. و..و.. والتريض.. فإذا لم يجد -وغالبا لا يجد- ليس أمامه من خيار سوى أن يخدم نفسه بنفسه رغم شدة ما يعانيه.. وإلا ستطبق عليه الجدران التي لا يرى سواها.. فتكون النهاية أيضا..

***

أما الذي يغيب عن الأذهان.. فإن جميع المؤتمرات والاجتماعات التي دعت إليها الأمم المتحدة بهدف رعاية كبار السن.. كلها أتت بنتائج عكسية.

في العام الماضي صدر عن الأمم المتحدة تقرير يقول إن العالم "يشيخ" وليس العكس يعني 16% من سكان الكرة الأرضية سيكونون أكبر من 65 سنة.. وللأسف بدلا من أن تسارع المنظمة الدولية بوضع برامج عملية وإنسانية لبسط مظلات الحماية والرعاية للمسنين.. إذا بالتوصية تنحى منحى آخر يفهم منه أن من وصلوا إلى أعتاب الخريف.. فبديهي أن يأتي إليهم الشتاء عما قريب عكس البراعم الصغيرة التي تمثل ورودا يكفي أريجها العطر لدفع عجلة الحياة.

***

على الجانب المقابل.. فإن مصر -والحمد لله- تتعامل مع كبار السن.. بالرحمة الواجبة.. والرعاية المفروضة.. والإنسانية التي لا تحدها قيود.. حيث أقامت لهم دور الإقامة.. وتحرص كل عام على زيادة معاشاتهم وتوسيع دائرة دعم الخبز والسلع بالنسبة لهم.

لكن هذا لا يمنع من وجود أبناء قساة القلوب.. وبنات فضلن الزوج على الأب.. متناسين من يحتاج إلى مجرد لمسة حنان من يد ناعمة أو المفترض أنها كذلك.

على الجانب المقابل.. فإن الذين أوصاهم الله سبحانه وتعالى بأن يحسنوا للوالدين ولا يقولوا لهم أف ولا ينهروهما.. فليتأكدوا أن جزاءهم في الدنيا والآخرة.. عظيم .. وهائل.

***

و..و..وشكرا