السيرة الذاتية
سمير رجب على شرف تخرج فى كلية الآداب- جامعة القاهرة عام 1959 ولد فى 24 أغسطس عام 1939 بالدرب الأحمر بالقاهرة حصل على دبلوم الصحافة المتخصصة من ألمانيا عام 1968 وكان ضمن بعثة ضمت خيرة الصحفيين فى مصر فى تلك الفترة.. واستطاع أن يتعلم اللغة الألمانية ويجيدها إجادة كاملة إلى جانب اللغة الإنجليزية التى استطاع إجادتها حديثا وكتابة بعد اجتياز العديد من الدراسات فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة وأثناء وجوده فى ألمانيا حيث كانت الدراسة هناك باللغة الإنجليزية.
عمل فى الصحافة منذ نعومة أظفاره حيث رأس تحرير مجلة مدرسة القناطر الخيرية الثانوية التى حصل منها على شهادة الثقافة.. ثم رئاسة تحرير مجلة قليوب الثانوية التى حصل منها على شهادة التوجيهية أى الثانوية العامة حاليا.
عندما التحق بكلية الآداب.. رأس على مدى أربع سنوات كاملة رئاسة تحرير جريدة صوت الجامعة.. فى نفس الوقت الذى كان يتدرب فيه على الصحافة عمليا منذ السنة الأولى فى جريدة الجمهورية التى عمل بها فى البداية مندوبا للمطار.. ثم مندوبا فى السياحة.. وبعد تخرجه عمل محررا دبلوماسيا.. ثم أخذ يتدرج فى السلم الصحفى حتى وصل إلى موقع نائب رئيس التحرير عام 1975 ثم رئىسا لتحرير المساء عام 1981 وحتى عام 1997 ثم رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر التى تصدر عنها جريدتا الجمهورية والمساء والتى أقام لها الصرح العملاق الكبير هو الآن منارة حضارية فى شارع رمسيس والمزود بكافة وسائل التقنية الحديثة التى أصبحت متوفرة لدى كل صحفى.. وكل موظف.. وكل عامل.. فضلا عن مطبعة ضخمة بنفس المبنى تقوم بطبع 140 ألف نسخة فى الساعة بالألوان ليحدث بذلك قفزة فى عالم الصحافة والطباعة لا سيما أنها كانت المرة الأولى التى تستورد فيها مصر مطبعة من هذا النوع من اليابان والتى جاءت بسعر متهاود للغاية.
أثناء رئاسته لتحرير جريدة المساء استطاع أن يقفز بتوزيعها من ستة آلاف نسخة يوميا حتى 450 ألف نسخة ليرسى بذلك قاعدة صلبة للصحافة المسائية فى مصر بعد أن توارت وتراجعت للوراء.. لدرجة أن زملاءه فى الوسط الصحفى طالما تحدثوا عن «توليفة سمير رجب».. وكانوا بها هذه الخلطة السحرية التى أدت إلى تلك الطفرة التى لم يحدث لها مثيل من قبل. ولعل تجربته فى جريدة المساء.. لم تأت من فراغ.. فعندما كان نائبا لرئيس تحرير جريدة الجمهورية للعدد الأسبوعى نجح فى أن يصل بتوزيع هذا العدد إلى رقم لم يحدث من قبل فى عالم الصحافة إذ بلغت النسخ المباعة من هذا العدد إلى (950 ألف نسخة). وما يحسب لـ«سمير رجب» أنه لم يبخل على زملائه وتلاميذه بتجربتى الصحفية.. فكان يعقد الندوات والمحاضرات ويدرس فى كلية الإعلام.. تفاصيل خلطته الصحفية مشيرا إلى أنه اعتمد فى جريدة المساء على المتابعة الإخبارية.. وعلى نشر الأخبار الانفرادية «الساخنة» والتحقيقات الصحفية التى تشغل الرأى العام.
فى نفس الوقت الذى حرص فيه على أن يتحاور مع القارىء فى كل صفحة من صفحات الجريدة.. فقد ابتكر بابا فى الصفحة الأولى أسماه «أهلا».. والذى من خلاله يستقبل القراء شخصيا ويستمع إلى آرائهم ومشاكلهم.. وكذلك باب آخر اسمه «رأيك فى الصحفة الأولى».. أما بالنسبة للصفحة الثالثة.. فقد ركز على التحقيقات الصحفية التى اسمى كل منها «انت صاحب فكرة هذا التحقيق«.. مطالبا القراء بأن يطرحوا أفكارهم التى تتحول إلى مادة صحفية دسمة.. الأمر الذى جعل الجماهير تتهافت على قراءة المساء باعتبارهم صانعيها.
ولم تحرم صفحات الفن، والرياضة، والحوادث والشئون الخارجية من ذات «التوجه».. لذا لم يكن غريبا أن يقف الناس بالطوابير أمام مقر جريدة المساء لينتظروا دوران ماكينة الطباعة لكى يحصلوا على النسخ مباشرة دون انتظار للباعة. وعندما تولى رئاسة تحرير جريدة الجمهورية.. وضع «ماكيت مميزا» لكل صفحة من صفحاتها وانفردت بالأخبار.. والأحاديث والحوارات مع الشخصيات الهامة والجماهيرية.. وتألقت فى طباعتها من خلال الماكينة الجديدة. باختصار شديد.. لقد أقام سمير رجب مدرسة صحفية فى مصر.. وها هم تلاميذه يحتلون مناصب رؤساء ومديرى التحرير فى معظم الصحف الخاصة والصحف العربية.. كما أن «العناوين» التى اشتهر بكتابتها والتى تسلب الوجدان.. أصبحت موضع لرسائل الماجستير والدكتوراه فى كليات الإعلام.. وأقسام الصحافة فى مصر والعالم العربى.
لذا لم يكن غريبا أن يفرد له الكاتب الصحفى الشهير موسى صبرى مقالا خاصا بعنوان «الصاروخ الصحفى» مشيرا إلى أنه تنبأ بتفوقه منذ سنوات عدة..وقد صدقت رؤيته.. واحتل سمير رجب مكانته فى عالم الصحافة إلى جانب موسى صبرى دون أن ينكر سمير رجب استاذية هذا الكاتب العملاق والصحفى الخلاق.
ولأن سمير رجب يعشق كل ما هو جديد.. فقد نجح أيضا فى إرساء دعائم الصحافة المجانية فى مصر عندما أنشأ جريدة «24 ساعة» التى سرعان من أصبحت مثار حديث الشارع المصرى بعد فترة وجيزة.. ولم يكن القراء يتوقعون أبدا أن يقرأوا صحيفة متكاملة الأركان دون أن يدفعوا فيها «قرشا واحدا»..!
أما عن رحلات سمير رجب للخارج.. فهى لا تحصى ولا تعد.. إذ لم يكن غريبا عليه.. أن يأتى من اليابان بعد محاورة مطولة مع رئيسها.. ليتوقف «ترانزيت» فى مطار القاهرة.. ليتوجه بعد سويعات قليلة إلى المكسيك ليشارك فى اجتماعات «مؤتمر الأسكا» للسياحة العالمية الذى يتمسك بعضوية منظمتها منذ أن كان محررا سياحيا فى بداية حياته الصحفية.
أيضا.. لقاءاته مع زعماء العالم.. فهى «محفوظة» بالنص وبالكلمة وبالحرف فى المكتبات العامة، ومكتبات الجامعات، والبرلمانات.. لأنها حوارات مجردة عن الهوى والنزعات الذاتية.. ولقد أجرى مرة واحدا من هذه الحوارات مع «كيم ايل سونج» رئيس كوريا الشمالية.. فإذا بجارتها «العدو اللدود» كوريا الجنوبية تستشيط غضبا وبعثت وزارة خارجيتها مذكرة احتجاج للخارجية المصرية التى اتصلت بدورها بسمير رجب الذى انحصر رده فى كلمتين: إننى أرحب بلقاء الرئيس الجنوبى كما التقيت بالرئيس الشمالى.. وقد كان.. لكن ما يدعو للضحك -وقتئذ- أن الرئيس كيم ايل سونج عاد ليعلن احتجاجه.. مطالبا سمير رجب بإجراء حوار ثان معه الأمر الذى لم يكن يتمشى مع المنطق.. أو الأسلوب الصحفى السليم.
* * *
نصيحة خالصة يقدمها سمير رجب لكل من يعمل فى الصحافة.. أو يتوق للعمل بها: اخلص للمهنة.. تخلص إليك.
اعطها من وقتك وجهدك الكثير.. تعطيه من كرمها وفضلها أكثر وأكثر.
لا تبحث.. ولا تلهث وراء المال.. فإن الكلمة التى يلتف حولها الجماهير.. أفضل ألف مرة.. ومرة من كنوز الدنيا كلها.
أصدر سمير رجب العديد من الكتب منها «نبضات إنسانية، وغدا موقف جديد، والحياة إنسان، وزعماء الأمة، وحرب الخليج، وخطوط فاصلة.
وقد فاز على مدى سنوات عديدة متتالية بجائزة أفضل كتاب.. وأفضل كاتب صحفى..
وإذا كان الفضل ينسب لأصحاب الفضل.. فإن سمير رجب يدين بالعرفان لأسماء لامعة منها من رحل أصحابها للعالم الآخر.. مثل د.طه حسين الذى رأس خلال فترة زمنية رئاسة تحرير الجمهورية وكان المحرر المبتدىء ينظر إليه.. وهو لا يكاد يصدق نفسه.
أيضا.. لا ينكر سمير رجب فضل عميد الإمام الذى كان هو وسامى داوود المحررين المسئولين للجمهورية واللذين أتاحا له العمل متدربا فى سكرتيرية التحرير ليضع أصابعه على كيفية صناعة الصحيفة فى أولى مراحلها. وعندما تولى إبراهيم نوار رئاسة تحرير الجمهورية.. أتاح لسمير رجب العمل فى قسم الأخبار.. وعهد إلى سعد الدين وهبة مدير التحرير مهمة متابعة والإشراف على أدائه المهنى.. فكانت النتيجة أن تمكن من تحقيق خبطات صحفية شهيرة عديدة من بينها وصول عبد الحميد السراج الرجل القوى فى سوريا خلال الوحدة مع مصر متخفيا إلى القاهرة فى ظروف بالغة الصعوبة.. محققا بذلك انفرادا متميزا.. كذلك عودة فتحية نكروما الزوجة المصرية للرئيس الغانى كوامي نكروما بعد حدوث انقلاب ضده وتعرض حياتها وحياة ابنائها للخطر. أما محسن محمد.. فلا يستطيع سمير رجب أبدا أن ينسى ما قدمه له من عون.. وما أتاح له من فرص وفتح له الأبواب الواسعة فهو الذى اختاره نائبا لرئيس تحرير الجمهورية للعدد الأسبوعى.. ثم نائبا لرئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير ولأن الاختلاف فى الرؤى والأساليب شىء طبيعى.. فرغم ما شاب العلاقات بين الرجلين قبل وفاة محسن محمد رحمه الله ورغم حدة الهجوم منه على سمير رجب.. إلا أنه كان يختم هجومه بمقولة شهيرة «ان أحدا لا ينكر موهبته الصحفية.. وهذا ما يذكره سمير رجب بكل فخر واعتزاز حتى اليوم داعيا لأستاذه الذى علمه الكثير بأن يسكنه الله فسيح جناته. ويعتبر سمير رجب أن أسرته الصغيرة جزءا من رأس ماله فى الحياة فقد وهبه الله بزوجة حانية مخلصة طالما وقفت بجواره وتفرغت لتربية ابنائه هى المهندسة فردوس عباس أحمد التى تدرجت هى الأخرى فى دولاب العمل الوظيفى حتى وصلت إلى منصب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للحوم والألبان.
وقد أثمر هذا الزواج عن ابنين هما د.وائل سمير رجب الأستاذ المساعد حاليا بكلية الطب والحاصل على الزمالة من الكلية الملكية البريطانية من لندن، وأحمد الذى يسير بخطى ثابتة فى عالم الصحافة والتليفزيون بعد حصوله على بكالوريوس آداب قسم صحافة من الجامعة الأمريكية وبكالوريوس إعلام من جامعة القاهرة قسم إذاعة وتليفزيون فضلا عن ابنة وحيدة هى د.ريهام سمير رجب الحاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة بدرجة جيد جدا والتى استعان بها الصندوق الاجتماعى لإعداد البحوث التنموية والصحية. ويذكر العاملون بمؤسسة دار التحرير.. أن سمير رجب هو الذى أنشأ مجلة «حريتى» والتى زصبح عنوانها مثلا لعناوين شهيرة مماثلة حتى فى عالم الأزياء والفنادق، والطعام.. وكذلك جريدة عقيدتى التى أصدرها خلال فترة حرجة من تاريخ مصر عندما أرادت قوى التطرف السيطرة والتحكم فى مقادير هذا الشعب لتقدم الجريدة مادة صحفية تدعو إلى السلام والتسامح.. أيضا جريدة شاشتى.. فضلا عن ملحقين أسبوعيين شهيرين لجريدة الجمهورية هما دموع الندم ومحبوبتى.