سمير رجب يكتب فى جريدة الجهورية مقالا بعنوان "خيوط الميزان"

بتاريخ: 18 فبراير 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*شاملة المعنى..والشكل ..والمضمون

*العملية العسكرية "سيناء2018" تعكس تناغما فريدا بين الجيش والشرطة والشعب والأزهر..والكنيسة..

*جميع المنافذ المؤدية لسيناء..مغلقة..ومؤمنة..!

*ساعة الصفر تم تحديدها بدقة..وأيضا موعد إذاعة البيانات

*الإرهابيون..ومن خلفهم أرادوها "فوضى وذعر" قبل الانتخابات الرئاسية فإذا بأجسادهم وقلوبهم تشتعل نارا..!!

**الرئيس التركي أردوغان تصور أنه سيغير الواقع القانوني الدولي..ولكن: القوات البحرية المصرية.. علمته كيف يكون التعامل مع الكبار

*ومليارات قطر..داستها أقدام جرأة وجسارة جيشنا وشعبنا!

*.. وعيون الجيش لم تغفل أيضا عن توفير السلع بلا مقابل

*شكرا للمواطن السيناوي "البشار" الذي  قدم الخبز مجانا للأهالي حتى انتهاء العملية العسكرية..!

*أخيرا دفاع هشام جنينة عن صديقه أوقعه في جريمة عسكرية بالغة الخطورة

* سيادة المستشار ألم يكن يعلم أن تهريب وثائق ومستندات للخارج يخالف كل القوانين..والأعراف..و..والوطنية..؟؟!!

بكل المقاييس .. لم يأت اختيار عبارة العملية العسكرية الشاملة من فراغ .. بل واضح أن كل شيء قد درس دراسة متأنية .. وواعية وعميقة من أول "الوصف" حتى أدق التفصيلات وتسلسل الخطوات بحيث تكتمل الخيوط الأساسية المحددة للمعنى والشكل والمضمون من البداية وحتى تحقيق النصر بإذن الله.

ولعل ذلك التناغم الفريد بين كل من القوات المسلحة والشرطة والشعب والأزهر والكنيسة أبلغ دلالة على سمو أهداف المعركة الفاصلة ضد الإرهاب والإرهابيين.

لقد أعدت الخطة على أساس مشاركة الجيش بمختلف فروعه وأسلحته..كل وفق المهمة التي وكلت إليه.. ومع الجيش..تساند.. وتعاون.. وأيضا تحارب قوات الشرطة التي لها هي الأخرى.. دورها ومسئولياتها..!

الأكثر..والأكثر..أن الشعب لم يرض أن يقف موقف المتفرج بل وضع كل واحد فينا .. نفسه موضع المسئولية..وكأن هناك نداء داخليا يحرك النفوس المتعطشة للأخذ بالثأر والقضاء على جذور البغي والعدوان إلى غير رجعة..!

نعم.. لا ننكر أننا جميعا عانينا.. وضحينا.. وسالت دماؤنا بغير حق.. لكننا في نفس الوقت..صبرنا واجتهدنا وجاهدنا ومازلنا على طريق الصبر والاجتهاد والجهاد سائرين حتى نرفع رايات النصر.. ونقدم للدنيا بأسرها النموذج الأمثل للفداء وطبعا ليس هذا بغريب على تلك الأمة التي تزخر ملفات التاريخ ببطولتها..على مدى العصور والأزمان.

على الجانب المقابل..بادرت المؤسستان الدينيتان الكبيرتان بشحذ الهمم..وتبيان حقيقة مهمة تقول إن الله سبحانه وتعالى لابد أن ينصر من ينصره.

ها هو الأزهر..وها هي الكنيسة .. ليسا بمعزل عن الناس.. ولم يشأ أي منهما أن يؤثر طريق السلامة أو الابتعاد ..بل بدا من كليهما الحرص الشديد على إضاءة سماء المعركة بالإيمان واليقين.. وهما مبدآن أساسيان من مبادئ الديانتين السماويتين العزيزتين.

 ومع ذلك كله.. وعلى اعتبار أن سيناء هي الميزان الرئيسي للمعركة.. فقد تم إغلاق كافة المنافذ المؤدية إليها من معابر وأنفاق.. وكبار حتى يمكن حصار القتلة والسفاحين في مساحات محددة ولا تتوفر أمامهم سبل الهروب كما كان يحدث من قبل..!

في نفس الوقت فقد تم إحكام السيطرة على حدودنا من مختلف الاتجاهات لأن الإرهاب اللعين تعود على أن يطل بين كل فترة وأخرى برأسه من هنا أو من هناك إلا أنه سرعان ما يجد أمامه من يوجهون سهامهم إلى هذه الرأس أولا بأول حتى لا تكون للأذناب قائمة بعد ذلك أبدا.

من هنا.. يمكن القول إنه قبل تحديد ساعة الصفر..أي موعد بدء المعركة كانت الأرض..والسماء..  والبشر..كلها مجهزة تجهيزا محكما ومدروسا..فأتت الضربات الموجعة بنتائجها منذ اللحظات..الأولى..!

قطعا..حاولت عصابات الغدر أن تجد لأعضائها.. قوارب للنجاة إلا أن "التيار" أشد منهم..وأقوى..وأبلغ تأثيرا..!

وقد صدق الله سبحانه وتعالى حين قال: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون" صدق الله العظيم.. حتى البيانات العسكرية.. فلها أيضا ضوابطها..حيث تذاع أولا بأول صباح كل يوم بعد انتهاء معارك الليل لتصبح الصورة بكل أبعادها واضحة وكاملة تغلفها الصراحة من شتى الجوانب .. ولا يكون هناك أدنى مجال لأية تأويلات أو تفسيرات.

 وهنا تجدر الإشارة إلى أن البيان العسكري لا يقل في أهميته عن أي فن من فنون القتال لأن توفير المعلومة الصحيحة يسهم في رفع الروح المعنوية لكل بني الوطن الذين يدركون أن مصالحهم في أيادٍ أمينة مما يشجعهم على التسابق إلى إتاحة فرص التبصير بكل ما يجري في الشارع..أو الحي.. أو حتى داخل الوحدات السكنية.. كل ذلك في حد ذاته يعد مكسبا كبيرا..!

***

ثم..ثم..ينبغي أن يكون معروفا ..أن هؤلاء الإرهابيين مازالت قلوبهم تقطر حقدا وكراهية تجاه وطنهم وتجاه هذا الشعب الذي نشأ أبناؤه وتربوا على المحبة المتبادلة ..والتعاطف الوجداني..والتسامح اللامحدود.

لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يحول بينهم وبين تحقيق ما سعوا إليه من إثارة للفوضى ونشر مظاهر الخوف والفزع قبل الانتخابات الرئاسية.. توهما منهم أن الدولة-عندئذ- يمكن أن تسقط ..أو تتهاوى لا قدر الله..!

لقد عهدت إليهم قوى أجنبية بعينها بتنفيذ عمليات اغتيال وقتل.. وتدمير ونسف.. وإشعال حرائق في شتى أرجاء الوطن..لذا ..فقد أسقط في أياديهم وفي أيادي أسيادهم عندما وجدوا النيران تحيط بهم من كل جانب دونما مغيث.. أو مجيب..!

استنادا إلى كل هذه الحقائق.. أعود لأكرر أهمية وجدوى وفعالية.. أن تكون عملية دحر هؤلاء الإرهابيين ومن وراءهم شاملة وكاملة وواسعة..و..وقاضية..!                      
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر ..فإن هؤلاء الأتراك الذين سبق أن زعم وزير خارجيتهم بأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص غير معترف به وساعتها ..ردت عليهم القاهرة ردا حاسما وقاطعا يستند إلى قواعد وأسس القانون الدولي مع التنبيه والتشديد على أنها قادرة على حماية ما توقعه من معاهدات ومواثيق..!

المهم.. ما أن بدأت العملية العسكرية تدخل حيز التنفيذ.. وشهد العالم بما فيه تركيا.. طائراتنا وهي تخترق الأجواء وتدك حصون المجرمين وتروع أمنهم.. وأساطيلنا البحرية تجوب مياه البحار محذرة من أي محاولة للاعتداء..أو حتى الاقتراب.. سرعان ما حمل أردوغان وحكومته عصاهم على أكتافهم.. وهم يضربون أخماساX أسداس..!!

ومن يومها..لم يظهر أي منهم على الساحة الإقليمية أو الدولية.. بل ربما تمنعهم حمرة الخجل حتى من مواجهة مواطنيهم..!!

***

نفس الحال بالنسبة لمليارات"الحرام" التي خصصتها قطر لدعم الإرهاب في أماكن شتى من العالم ولم يمنع حكامها انتماءهم العربي الهلامي من أن يناصبوا مصر العداء.. مصر الأم.. والمعلم.. وحامي الديار.. والمعبر عن الآمال والتطلعات في المحافل الدولية والإقليمية.

ولقد تحملت مصر آملة أن يتعلم الصغار..وأن يدركوا أن الشعب الذي تعود على أن يصد قوى الشر ويودي بها إلى أبيار الهاوية يستحيل أن يخضع أو يستسلم.

بالفعل ها هم الأدوات القذرة يهرعون كالجرذان في محاولة للعثور على "جحر" يحميهم من هاونات المدافع.. وغارات الطائرات دون جدوى..!!

وتلك ولا شك عاقبة الضالين.. الباغين .. الذين ظلموا أنفسهم قبل أن يظلموا غيرهم..!

بالله عليهم ماذا هم فاعلون الآن..؟!

لقد انقطعت الصلة بينهم وبين زعمائهم الذين تصوروا..أو سبق أن تصوروا أن حكم مصر يمكن أن يتحقق بالطغيان وتزييف الواقع واستباحة أراضيها بالخداع والتلاعب باسم الدين الحنيف الذي جاء به رسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام ونشر تعاليمه بالتسامح والإخاء والعدل والمساواة.!

***

أما الأخوة أبناء سيناء..فهم يستحقون كل تقدير واحترام وإعزاز..!

لقد كانوا ينتظرون ذلك اليوم الذي يتحررون فيه من الكابوس الثقيل .. وبالتالي فقد قرروا بينهم وبين أنفسهم أن يصمدوا حتى النهاية .. لا تخدعهم أكاذيب جماعة الإرهاب التي يبثونها عبر شبكات الإنترنت .. ولا تخيفهم التهديدات الواهية.

إن المشهد الآن في وسط وشمال سيناء ينم عن أصالة مشكورة.. وشهامة..  ما بعدها شهامة.. فطوابير التبرع بالخبز والطعام والشراب تجذب انتباه العدو قبل الصديق .

ولقد دفعت القوات المسلحة بقوافل التموين حيث يتم توزيع كافة السلع بالمجان بينما الأهالي يبدون كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا وربما كان خير مثل وأفضل دليل صاحب مخبز "البشار" بمنطقة العريش الذي أعلن عن توزيع الخبز مجانا حتى انتهاء العمليات العسكرية..!

حقا بارك الله فيك وفي أمثالك.

***

أخيرا..همسة في أذن المستشار هشام جنينة رجل الشرطة..ورجل القانون..أو الذي يفترض أنه كذلك والذي يخضع الآن للتحقيق بعد ما ذكره مؤخرا على شاشة قناة الجزيرة القطرية من تطاول وهجوم على الحكم في مصر وعلى الأجهزة السيادية وغير السيادية وسياسات النظام وسلوكيات الشعب في آن واحد..!

كل ذلك كان يمكن قبوله أو التغاضي عنه..لكن أحسب أنه وقع في المحظور.. وهو يدافع عن صديقه..أو حليفه الذي يملك حسب قوله مستندات ووثائق هامة عن الأوضاع في مصر أودعها في أمريكا ولابد أن موقف المستشار سيزداد حرجا لو أن الفريق عنان نفى في التحقيقات الواقعة جملة وتفصيلا متهما صديقه بالفبركة .. عندئذ لن يجد جنينة من يتعاطف معه لأن الوطنية لا تباع أبدا ولا تشترى..!