*لوغاريتمات الضربة العسكرية ضد سوريا
*لماذا صمت الروس..وهل جامل "البنتاجون"الرئيس ترامب..؟؟
لا أعتقد أن كثيرين في مناطق شتى من العالم يمكن أن يكونوا قد استوعبوا أو تفهموا مغزى ما أسموه بالضربة ضد سوريا..!
ينطبق ذلك على كلٍ من الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين سواء بسواء..حتى الرئيس دونالد ترامب نفسه..يبدو وكأنه ليس القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي أصدر الأوامر بتنفيذ العملية العسكرية..!
ملأ ترامب الدنيا صياحا بأن لديه صواريخ "حلوة"..وذكية ..وعبقرية لا يمكن مقارنتها بغيرها على مستوى الدنيا بأسرها.. في نفس الوقت الذي أخذ يستفز "الروس" طالبا منهم أن يظهروا "إمكاناتهم" أو كراماتهم ..!
والآن..وبعد انتهاء الضربة تدفق السوريون للشوارع يحتفلون بيوم النصر كما أطلقوا عليه. مؤكدين أن بلادهم قد انتقلت إلى مرحلة جديدة من مراحل تاريخها الوطني بعد صمودها أمام طائرات وصواريخ الأعداء..!
***
بالفعل الأمريكان اعترفوا بأنهم لم يضربوا سوى بعض المطارات العسكرية.. ومراكز الأبحاث..التي يتم فيها إنتاج الأسلحة الكيميائية والغازات السامة ..وأنهم حرصوا على الابتعاد تماما عن المناطق السكنية حرصا على حياة المدنيين .
الأهم..والأهم أن أمريكا تصر على أنهم ضربوا السوريين ضربات قاصمة بما لا يسمح لهم بالمكابرة مرة أخرى..!!
***
على الجانب المقابل يجيء موقف الروس الذي يثير الاستغراب حقيقة ويطرح أسئلة عديدة:
Xهل كانوا على علم مسبق بموعد الضربة..؟
Xهل طلب منهم الحلفاء الغربيون عدم التدخل واستجابوا للطلب ..إما خوفا..أو إيثارا للسلامة..أو تحسبا لتداعيات يمكن أن تطال مكانتهم..أو حتى سمعتهم ..؟!
Xهل ثمة اتفاقات سرية بين الكبار تستهدف تقسيم الكعكة ..وليذهب الشعب السوري للجحيم..؟؟
Xلماذا صمت الروس على تأكيدات أمريكا بعدم التصدي للصواريخ رغم أنهم كانوا قد أعلنوا عن تدمير 16 صاروخا من 13 أطلقت على مطار حمص..؟؟
لقد وقف رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأمريكية يقول إن الصواريخ"المضادة" انفجرت في نفسها.. وبالتالي لم يكن لها أدنى تأثير يذكر..!!
ثم..ثم..أليس غريبا..أن تتحاشى أمريكا ضرب أي منشآت إيرانية..أو غيرها تابعة لحزب الله..والتي طالما أعلنت عن اشتياقها للحظة التي يأتي عندها الانتقام من الفريقين..؟!
وأليس مثيرا للدهشة أن تزداد حدة التصريحات الصادرة من طهران ومن حسن نصر الله أمين عام "حزب الله" والتي يتوعدون من خلالها أعضاء التحالف "الأنجلو- فرنسي- أمريكي" بشن أعتى وأقسى الهجمات ضدهم..؟!
أم أن الحكاية لا تعدو أن تكون مجرد كلامXكلام؟!
***
أما بالنسبة "لتركيا" ..فها هو الرئيس طيب أردوغان ..الذي يذرف دموع التماسيح..مشفقا على لاجئي سوريا..الذين فتحت لهم بلاده أبوابها ..وإن لم يستطع إخفاء فرحته..بأن أطفالهم أخذوا يتعلمون اللغة التركية كتابة وقراءة..وهذا في حد ذاته إنجاز كبير..!إنجاز لمن..؟!
والسؤال لأردوغان ..وإن كنا لا ننتظر منه إجابة..!
***
نعود إلى المناخ العام في أمريكا..!
بداية..لابد أن يكون واضحا ..أن رجل الشارع هناك لم يشغل باله بما حدث خصوصا وأن الضربة جاءت فجر يوم السبت وهو بداية عطلة نهاية الأسبوع أما وسائل الإعلام فهي منقسمة على نفسها ..وإن كانت الأغلبية منها تركز على الهجوم ضد رئيس الدولة "ترامب"الذي يغير جلده في اليوم مائة مرة ومرة ..كما أن هناك من يذهب إلى ما هو أبعد حيث تشير أصابع الاتهام إلى "البنتاجون" نفسه الذي وافق على الضربة إرضاء أو مجاملة للرئيس..والحرص على عدم إظهاره في صورة لا تليق بالولايات المتحدة الأمريكية..!
ولم تقتصر تطورات الأحداث على ذلك ..بل عادت ملفات ترامب لتفتح من جديد بما فيها من تجاوزات سياسية..وحزبية ..و..و..وأخلاقية..!
***
في النهاية تثور عدة أسئلة أخرى مهمة..!
Xأولا:هل ما جرى يدخل في دائرة دعم الإرهاب أم العكس..؟!
X ثانيا: هل يمكن القول إن الأزمة السورية قد قاربت على الانتهاء أم ازدادت تعقيدا لاسيما في ظل ضبابية الرؤى من جانب جميع أطرافها سواء داخليا..أو إقليميا ..أو دوليا..؟!
ثالثا:هل حان الوقت لعودة الاستقرار والأمن والسلام للسوريين الذين بذلوا من دمائهم وأرواحهم وأموالهم وأعراضهم الكثير..والكثير؟!
***
بالنسبة للسؤال الأول فأنا شخصيا أتصور أن موجات العنف سوف تزداد حدة حيث اختلط الحابل بالنابل فالإرهابيون إما يحاربون بعضهم البعض..أو يناصرون بعضهم البعض..أو يعيدون تنظيم صفوفهم من جديد..لتزداد الظلمة حلكة وسوادا..!
Xأما فيما يتعلق بالسؤال الثاني..فبديهي الأزمة السورية لم تقارب على الانتهاء..بالعكس..فالرئيس بشار الأسد الذي يصور نفسه على أنه "المنتصر" يستحيل أن يخضع بعد ذلك لصيحات المطالبين بحل سياسي بعيدا عنه..!
إنه الآن يزداد ثقة بأن المعادلة بدونه لا قيمة لها ولا وزن..!
وهكذا سوف يبحث السوريون عن البقية الباقية من الثمن الذي شاء قدرهم أن يتحملوه..فلا يجدون سوى التحسر على سنوات العذاب والهوان..التي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يمنحهم القدرة على عبورها إلى عالم أفضل..وأحسن..!