* تقرير سياسي عن أحداث الساعة
* هل هو حقاً.. مجلس أمن..؟
* لم يصدر عبارة واحدة ذات قيمة منذ اندلاع الأزمة السورية..!
* كان وسيظل ذيلاً رخيصاً من ذيول السادة الأمريكان!
* ما دام الفيتو قائماً.. فلتسقط العدالة!
* يكفي أن واشنطن استخدمته 77 مرة منها 36 لصالح إسرائيل وحدها..!
* فليمعن الإخوة العرب جيداً فيما قاله الرئيس السيسي أمام قمتهم
حذارِ.. وألف حذارِ.. أن تتحول الأراضي العربية إلي مسارح لصراعات إقليمية..!
لا تصدقوا أن مجلس الأمن.. حريص.. كما تقول ديباجة إنشائه علي الأمن والسلم الدوليين.. فهو بكل المقاييس عاجز عن القيام بفعل أي شيء.. حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تحركه.. وتحرك الأغلبية العظمي من أعضائه فتحول تلقائياً إلي ذيل رخيص من ذيولها..!
وها هو ذا قد بدا متخبطاً.. تائهاً.. أثناء نظره الأزمة السورية.. فمرة تلغي روسيا وجوده بـالفيتو الذي يعيد كل الأشياء والأحداث والتطورات إلي المربع صفر.. ومرة ثانية يقف الكبار متعالين.. متجبرين يعلنون عن توجيه ضربة لسوريا سواء منحهم المجلس إياه.. الضوء الأخضر أو لم يمنحهم..!
لذا.. فقد توالت الاجتماعات.. الواحد تلو الآخر.. بينما كل طرف من الأطراف يعرف بالضبط أين تكون مصلحته ليتصرف وفقاً لما تتطلبه من وجهة نظره.. ومن زاوية سياساته التي اختطها لنفسه.. سواء تعرض الشعب السوري أو غيره لقنابل الغازات السامة.. أو لم يتعرض.. وبصرف النظر عما إذا كانت أي ضربة صاروخية توجه إليه يمكن أن تودي بحياة أبنائه.. أو تحتفظ بهم بصفة مؤقتة إلي يوم آتي قريب تغرب فيه شمس الأمان والاستقرار..!
***
من هنا لا تعيروا التفاتا إلي ما تقوله رئيسة وزراء بريطانيا بأن ضرب سوريا يمكن أن يتكرر مرات ومرات.. فالسيدة التي تحكم ما كانت تسمي يوما بالإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس لا تستطيع أن تخطو خطوة في هذا الصدد دون موافقة ورضا الزعيم الأكبر دونالد ترامب..!
نفس الحال بالنسبة للرئيس الفرنسي.. الذي يعلن علي الملأ.. أنه أقنع الرئيس ترامب بعدم سحب قواته من سوريا.. وذلك بعد لحظات من قول الرئيس الأمريكي ما هو علي النقيض تماما..!
ولعل ما يثير الدهشة والعجب أن كل تلك التصريحات المتبادلة تجري خارج أروقة مجلس الأمن وكأنها تأكيد علي أن من يملك القوة.. لا أحد يستطيع منازعته أو الاعتراض علي سلوكياته وتصرفاته حتي ولو دخلت في نطاق العنف والترهيب..!
ولعل أبلغ شاهد ما أكدته نيكي هايلي المندوبة الأمريكية الدائمة لدي مجلس الأمن.. بأن بلادها ستضرب سوريا أياً كان موقف المجلس.. بل أضافت أن التاريخ سيسجل ما إذا كان المجلس يقوم بواجبه أم يعلن عن فشله التام والكامل في حماية الشعب السوري..!
تصوروا أمريكا حريصة علي شعب عربي وهي التي سبق أن أعلنت علي لسان رئيسها منذ أيام فقط أنها ستتبع كل السبل المشروعة وغير المشروعة للسيطرة علي الثروة التي تتوافر لدي أناس لا يستحقونها..!
***
أما موقف الروس.. فإن اختلف في الوسيلة إلا أنه يصب في ذات البوتقة.. فالروس جاءتهم الفرصة ليبسطوا هيمنتم علي جزء مهم من المنطقة العربية.. فهل من السهولة بمكان أن يفرطوا فيما جعلهم مثار حسد وحقد الآخرين..؟؟
طبعا ليس ثمة ما يمنع من أن يطلق الروس تهديداً هنا.. أو هناك ولكن دون أن يثيروا حفيظة الطرف الآخر الذي يدرك جيداً أن هؤلاء الروس ليس لديهم من الإمكانات ما يعينهم علي المواجهة..!
يعني ببساطة شديدة: صديقي الروسي.. أنت عدوي في العلن.. لكن في الخفاء أنا وأنت أصحاب سترة واحدة لا يجوز أن يمزقها أو يمزق قطعة منها واحد ممن سبق أن جلسا معاً.. وتناقشا سوياً.. بل واتفقا علي النصيب الشرعي من الثمرة التي حان قطافها.. الأهم.. والأهم.. أننا تآمرنا علي تزوير الانتخابات الأمريكية التي ادعوا زورا وبهتاناً أنها تتسم بالحيادية والنزاهة..!
أي حيادية.. وأية نزاهة يا أولي الألباب..!
***
علي الجانب المقابل وكالعادة دائماً مارست إسرائيل مهمتها كمخلب قط وأسرعت بضرب مطار التيفور العسكري وسط سوريا وكأنها تهيئ للضربة الثلاثية المشتركة ووقف نتنياهو مهاجماً الأسد والإيرانيين في استفزاز صارخ دون أن يرد عليه أي منهم.. مما دفعه إلي أن يكرر عدوانه مرة أخري!
وفي جميع الأحوال ليس جديداً إذا قلت إن كل ما يجري من الألف للياء إنما يصب في مصلحة إسرائيل.
لقد غزوا العراق من أجل عيونها ولكي يدمروا الجيش الذي كان يتحدي وجودها وصلفها وغرورها..!
وقتلوا القذافي الذي طالما هدد وتوعد مغتصبي الأرض.. ولصوص التراث والتاريخ..!
ورغم أن علي عبدالله صالح لم يكن يقدم أو يؤخر لكن ما الذي يمنع من أن تطير رأسه في الهواء عسي أن ينضم مُلك سبأ إلي مستوطنات القدس.. والخليل.. ورام الله وغيرها.. وغيرها..!
ودعوني.. أقدم سجلاً واحداً من سجلات التاريخ يثبت ما أقول..
لو رجعنا قليلاً إلي ما سبق أن ذكرناه حول حق الرفض أو الفيتو.. لاكتشفنا أن أمريكا استخدمته 77 مرة منها 36 لصالح إسرائيل وحدها.. فبالله عليكم.. هل هناك فحش أكثر من ذلك..؟!
***
ثم.. ثم.. فلنأتي إلي مؤتمر القمة العربية الذي بدأ اجتماعاته وأنهاها في يوم واحد..!
هل يمكن القول إن هذا المؤتمر قد أضاف جديدا.. أم شأنه شأن جميع سابقيه حيث ترددت نفس العبارات ربما بنفس الصياغة ونفس ترتيب الحروف والكلمات..؟!
نعم.. ربما ينضم المؤتمر للقائمة الطويلة السابقة.. لكن أحسب أن ما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام القمة يمكن أن يغير التوجهات.. ويحدد الخطوط بوضوح وإيجابية خلال المرحلة القادمة..
لقد حذر الرئيس من أن تتحول الأراضي إلي مسارح لصراعات إقليمية.. ولعل الكلام واضح.. والرسالة موجهة بطبيعة الحال إلي كلي من إيران.. وتركيا.. وقطر مع الأخذ في الاعتبار أن ملالي طهران يصرون علي توسيع الدائرة التي تلعب بداخلها أصابعهم الخبيثة سواء في العراق.. أو سوريا.. أو لبنان.. وكم يتمنون أن يمتدوا إلي السعودية.. والإمارات.. والبحرين.. وحتي الكويت أيضا..!
لذا.. إذا لم تتكاتف تلك الدول مع بعضها البعض.. فإنها بذلك تساعد إيران تلقائياً علي الوصول إلي ضالتها المنشودة..!
وهل من السهولة بمكان تحقيق هذا التكاتف..؟
علي أي حال الإرادة موجودة الآن أكثر من أي وقت مضي.. وأبعاد الخطر تحوط بالجميع.. فها هي صواريخ الحوثيين تخترق أجواء السعودية.. وها هم الشيعة العراقيون في طريقهم لتحقيق نصر مؤزر في الانتخابات التشريعية التي تجري بعد أيام.. وها هو النظام في سوريا يشيد بتحالفه مع إيران ويري فيه.. تحالفاً يغيظ الأشقاء أو من كانوا يوصفون بذلك.. في نفس الوقت الذي يضع فيه الأمريكان عند مفترق طرق يسمح لهم بالاقتراب تارة.. ويغلق أمامهم المنافذ تارة أخري..!
***
لكن.. أكرر.. ولكن إن جميع تلك الأطراف تعمل ألف حساب لصاحبة القوة.. والقدرة.. والإمكانات العسكرية والبشرية.. مصر.. مصر التي طالما رددت بأن أمن الخليج يعد من أمنها القومي.. والتي طالما حذرت من التدخل في شئون الآخرين والتي قررت بشجاعة واقتدار خوض الحرب ضد الإرهاب.. ويكفيها والحمد لله.. تلك الانتصارات المتتالية التي تحققها يوما بعد يوم..؟!
ومع ذلك.. فهل يركن الأخوة الخليجيون للراحة والدعة اعتماداً علي تلك القوة الكبري..؟
وهل يسلم السوريون.. مصيرهم لمن يرقصون حول جثث القتلي فرحاً وابتهاجاً..؟؟
الإجابة لا تحتاج إلي جهد.. كل ما هنالك.. لا تهنوا.. ولا تضعفوا.. واعلموا جيداً.. أن أوطاناً بلا سيادة كجنات نخيل وأعناب بلا تمر أو ثمار..!
وأخيراً.. اسمحوا لي أن أختم هذا المقال بتلك الأبيات الشعرية:
قالوا علام خرجت.. قلت لأنني
سمعت توجع الأحرار
وسمعت نوح المسلمات فقمت
لكي أفديهن بالنفس والأعمار
ورأيت دمع يتيمة تبكي
علي فقد الأحبة تحت كل دمار
ورأيت ثكلي فجعت بوليدها
قد مزقته قذائف الأعداء.. !
و.. و.. وشكراً
***
* حوار إنساني جداً.. مع أحد مالكي شهادة أمان!
أذكر أننا في مؤسسة دار التحرير التي تصدر هذه الصحيفة المتوهجة والعملاقة دائماً الجمهورية عندما فكرنا منذ نحو ثلاثين عاما في إنشاء صندوق تأميني للعاملين بالمؤسسة يضمن لهم حياة كريمة بعد خروجهم للمعاش.. أو في الحالات الطارئة والمفاجئة.. قابلتنا معارضة شبه جماعية من شبان المؤسسة الذين كانوا ينظرون للأمر في ذلك الوقت من زاوية واحدة فقط رافعين شعار المثل الاتكالي إياه أعطني طعامي اليوم.. ثم افعل بي ما تريد غداً.
لكن مع بعض حملات التوعية.. سرعان ما أيقن الجميع.. أن صندوق التأمين هو السند الحقيقي والأصيل لهم سواء طوال وجودهم في الخدمة أو بعد تركهم إياها..
تذكرت هذا الشريط الجميل وأنا ألتقي بعامل شاب أمام كاونتر أحد البنوك وهو يحمل بين يديه شهادة أمان وقد بدت ملامح السعادة وكأنها ترسم خطوطاً جديدة علي وجهه ظل يفقدها علي مدي سنين عمره..!
قال لي عادل السيد: لأول مرة.. أشعر وأنا بعيد عن قريتي التي تقع في جوف الصعيد أن زوجتي وأولادي يعيشون في حالة اطمئنان دائمة سواء أثناء وجودي أو غيابي!
سألته كيف:
أجاب: يعني أنني أمارس هنا في القاهرة.. عملاً شاقاً أتعرض فيه لأخطار أواجهها بالدعاء لله سبحانه وتعالي وكم كنت أفكر في مصير أسرتي وأنا معلق فوق السقالة أما الآن والحمد لله فقد تحقق لي ولهم الأمان..!
x ومن الذي دفع لك قيمة الشهادة..؟!
X فاعل خير.. كنت قد طلبت منه سلفة.. لكنه أصر علي أن يتحمل هو المبلغ كاملاً..!
X وهل تعرفه..؟
X نعم.. عملي مرتبط بمجال نشاطه.. بارك الله فيه..!
***
من هنا.. اسمحو لي بأن أستعير بعض كلمات من حوار الشاب المصري البسيط عادل أقدم نصيحة عسي أن تكون في ميزان حسناتي وحسناتكم.
ما رأيكم أن تكون شهادة أمان واحدة من عناصر صدقات شهر شعبان المبارك الذي هل علينا أمس الأول والتي نصحنا الرسول الكريم بالإكثار منها خلال هذا الشهر.. وكذلك بالنسبة لزكاة شهر رمضان.. !
والله.. والله.. ما أحلي التكافل.. في مجتمع المحبة والإيثار للقيم والمعاني..
ملحوظة:
هذا شبه مقال مستقل أقترح أن يكون علي 3 عمود مثلاً في نهاية المقال الرئيسي..
مع شكري وتحياتي