سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "أبشروا..الإرهاب..في الرمق الأخير"

بتاريخ: 22 أبريل 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أبشروا..الإرهاب..في الرمق الأخير

*أمراء الإجرام ..خذلتهم الصحراء..!

*احتموا بالجبال والكهوف..فأطاحت بهم ضربات الحق..

*وبرافو هيئة الرقابة  الإدارية..لكن:

سقوط المهربين..هل يعني انتهاء أزمة الدواء في مصر

*الاختفاء المريب لأنواع معينة..دون إبداء أسباب يصيب الناس بألم شديد..!

*مرضى الشلل الرعاش..يزدادون"رجفة" بعد غياب "السنيميت"منذ أربعة شهور..!

*الآن ..الأجواء مهيأة للحكومة..لعلاج الأزمة علاجا جذريا

الإحساس بالأمن والأمان..لا يدانيه إحساس في الوجود..فأنت حينما تأوي إلى فراشك ليلا وأنت مطمئن على حياتك ..وحياة أبنائك..على مالك وعرضك..فلابد وأن تعود بك الذاكرة ..إلى ليالي الخوف والفزع والاعتداء على الحرمات .

نفس الحال عندما تستيقظ في الصباح وأنت على يقين بأن أولادك وأحفادك سيذهبون إلى مدارسهم بغير أن يتعرضوا للخطف.. أو الاغتصاب..أو القتل..فعندئذ لا تملك إلا أن تسجد لله حمدا وشكرا  ألف مرة..ومرة.

 ليس ذلك فحسب بل أنت تسمع وترى بأن وطنا عربيا مثل سوريا أصبح"ساحة" للصراع بين العديد من القوى تحت شعار مكافحة الإرهاب..فلابد أن تزداد يقينا فوق يقين بأن ثورة شعب مصر في 30 يونيو عام 2013 والتي فوض من خلالها من آل على عاتقه ..أن يتقدم الصفوف حاملا رأسه فوق كتفه .

هذه الثورة هي التي صانت الإرادة ..ووقفت حائلا دون ما سعوا إليه من تمزيق الوطن..وتقطيع أوصال أراضيه..!

***

من هنا.. فإن النصر له حلاوته لاسيما عندما تستشعر أن هذا الإرهاب اللعين يلفظ أنفاسه الأخيرة .

بكل المقاييس الضربة التي وجهتها القوات المسلحة منذ أيام ..والتي أسفرت عن تصفية من أسمى نفسه بأمير الإرهاب في وسط سيناء.. تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن النصر المبين بات على الأبواب لعدة أسباب أساسية:

Xأولا:إصرار القوات المسلحة والشرطة على خوض المعركة حتى نهايتها بنفس القوة.. ونفس الحماس.

Xثانيا: خطة شمولية الحرب التي تزداد رسوخا يوما بعد يوم والتي يؤكدها التعاون الكامل بين كافة فروع ووحدات القوات المسلحة بما يجعل غرابيب الظلام يتوارون يوما بعد يوم.

Xثالثا: اقتحام قوات الجيش للصحراء اقتحاما جريئا وشجاعا والذي أسفر بالأمس من بين ما أسفر عن اغتيال من أسموه بأمير التنظيم بوسط سيناء..!

لقد انتهى هذا الزمن إلى غير رجعة.. فلا أمير بعد اليوم.. ولا خفير.. ولا أي شيء..!

كلهم مجرمون.. شأنهم شأن تجار المخدرات الذين يلجأون إلى الصحراء بغية الاختفاء بكهوفها ومغاراتها..!

ولقد جاءت تلك الضربة.. لتوقع الرعب في نفوس البقية الباقية من هذه التنظيمات الباغية بعد أن أصبحوا "مكشوفين" ..أمام قوة وحسن أداء جنودنا البواسل والذين لا يتوانون عن خوض المعارك في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة..!

 من هنا.. أقول لكم..أبشروا..أبشروا..فسوف يجيء يوم قريب تعلن فيه القوات المسلحة عن تطهير سيناء بأكملها وعن دحر الإرهاب والإرهابيين إلى غير رجعة..!

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر ..فإن هناك رجالا يشاركون في حرب من نوع آخر..وأعني بها حرب هيئة الرقابة الإدارية ضد الفساد إنها حرب من شأنها هي الأخرى .."تنظيف" خلايا المجتمع ومؤسساته وهيئاته سواء أكانت حكومية..أو خاصة من بؤر الرشاوى والسرقة والاحتيال والنصب والسطو على حقوق الآخرين..!

ودعوني أركز على ما حققته هيئة الرقابة الإدارية مؤخرا من حيث القبض على 12 من مسئولي وموظفي الشركات التابعة للشركة القابضة لمصر للطيران ومصلحة الجمارك والذين ثبت تورطهم في تهريب الأدوية لصالح بعض شركات التوزيع والصيدليات.

وفي واقع الأمر لقد استشرت تلك الظاهرة في الآونة الأخيرة .. واستغل العاملون في أجهزة بعينها وظائفهم واختصاصاتهم في ضرب المصلحة العليا للوطن دون وازع من ضمير أو أخلاق.. ففي الوقت الذي يختفي فيه الدواء من الصيدليات العامة..يتم العثور عليه بأسعار خيالية في الدكاكين والبوتيكات والمريض للأسف يضطر للقبول..وإلا تعرضت حياته للخطر..!

***

لذا..فأنا شخصيا أرى أن الحكومة الآن أصبح لديها فرصة ذهبية للقضاء على أزمة الدواء في مصر.. بعد أن مهدت الرقابة الإدارية لها الطريق..وتمكنت من سد إحدى نوافذ الانحراف .. لاسيما إذا وضعنا في اعتبارنا أن تلك المحاولة التي وضعت الرقابة الإدارية أياديها عليها ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة .. لأن"الأشرار" للأسف ..موجودون في كل زمان ومكان .

واضح طبعا أن هناك ثمة مشاكل بين الحكومة وبين شركات إنتاج الدواء..والطرفان لم يملا من ممارسة لعبة القط والفار وهذه المشاكل يدفع ثمنها ويخضع لآثارها السلبية المواطن العادي الذي لا حول له ولا قوة ..!

وسأضرب مثلا بنوع من الأقراص الخاصة بعلاج الشلل الرباعي اسمها "سينيميت"sinemeT.لقد اختفى هذا السينيميت اختفاء مريبا وغريبا منذ أكثر من أربعة شهور وما يثير الدهشة أنه لا يوجد من يوضح أسباب هذا الاختفاء أو تحديد موعد توفره..

الأغرب ..والأغرب أن "البديل" أيضا ظهر لمدة وجيزة ثم اختفى هو الآخر..فماذا كانت النتيجة ..!

بديهي.. أن يعاني المرضى من مضاعفات ومن كانت نسبة الشلل الرباعي عنده في حدود الـ10% مثلا..أصبحت أكثر من 20% أو 30% مع تباعد الأمل في الشفاء الكامل نتيجة توقف تعاطي العقار الوحيد..!

***

طبعا الأزمة لا تقتصر على السينيميت فقط ..لكن هناك أدوية عديدة مخصصة لعلاج أخطر الأمراض ..ومن بينها السرطان والتي قد تظهر شهرا وتتوارى شهورا..

على أي حالة.. أعود لأكرر أن الأجواء مهيأة تماما
أمام الحكومة لعلاج الأزمة علاجا جذريا .. فها هي الرقابة الإدارية قد ضربت ضربتها ..كما أن معظم شركات الأدوية في موقف يحتم عليها الانصياع لقرارات وتوجهات وحسم الحكومة مما يسهل طرائق الحل..!

على الجانب المقابل .. يجب تنشيط قطاع التفتيش على الصيدليات بوزارة الصحة ..حيث إن هناك صيدليات يديرها طلبة أو خريجو مدارس صناعية أو زراعية بينما الرقابة غائبة فضلا عن الإتجار في مواد لا علاقة لها بالطب من قريب أو بعيد ناهيك عن الأدوية المهربة..أو ما يطلقون عليها المستوردة التي يحددون لها أسعارا تفوق الخيال..ولا أحد يحاسب..!

في النهاية تبقى كلمة:

مع تسليمنا بأن الحكومة يقع عليها العبء الأساسي إلا أنه ينبغي أن يكون واضحا أن الناس أجمعين لهم دورهم ..وإذا كانت جمعيات حماية المستهلك لا تستطيع حتى الآن مواجهة القصور والثغرات..فما الذي يمنع أن نبادر نحن ..أنا وأنت وهو وهي..بمواجهة المتلاعبين في شتى مجالات الحياة..في الغذاء..والشراب..ومواد البناء..و..و..والدواء..

صدقوني عندئذ..سوف تصبح الصورة مختلفة .. وسيقل تبادل الاتهامات بين هذا وذاك..أو بين هؤلاء ..وأولئك..

***

و..و..وشكرا

             (مواجهات)

*كن متيقظا دائما ..تفوت الفرصة على أعدائك الذين يكونون غالبا من الكسالى..والخاملين..واللاهين..والعابثين..!

***

*أعجبتني هذه الكلمات والتي أطلق عليها من بعث لي بها بحكمة"جدو":

الحياة دوارة ..وتصيب الظالم بما ظلم والشامت بما شمت والمسيء بما أساء..لا تحزن فربك أعدل العادلين..!

***

*يا ليت ..لا يفوت على د.طارق شوقي وزير التربية والتعليم والمتحمل مسئولية تطويره أن يضع تصورا لاستثمار الطلبة والطالبات لفصل الصيف بحيث تتفتح عقول المبدعين.. وينطلق خيال الموهوبين إلى ما هو أرحب وأوسع ..!

يا ليت وألف يا ليت..!

***

*د.سمير فرج رجل متعدد المواهب والملكات ..فهو عسكري من الطراز الأول..وفنان أثبتت براعته في إدارة الأوبرا ومحافظ ذو كفاءة عالية ..وكاتب متميز .

بالمناسبة ..أحييه على آخر مقال الذي اختار له عنوانا يقول: من داخل البيت الأبيض..!

لذا..لزم التنويه..وما أحلى أن يتنافس الكتاب..وأن يتبادلوا عبارات الإعجاب والإطراء ..فالإبداع يزدهر بالحب والمودة والإشادة بنتاج العقل المستنير..!

***

*أمريكا تمر الآن بأخطر مرحلة في تاريخها ..فالرئيس تطارده الشائعات والسمعة السيئة ..والملونون عادوا يعانون من الاضطهاد والتمييز والتعصب..والبنتاجون أقوى وأشهر مؤسسة عسكرية في العالم..لا يستطيع اتخاذ قرار واحد حاسم ..ومعاونو ترامب السابقون يتبادلون الاتهامات فيما بينهم..!

ومع ذلك كله..الشعب ماضٍ في

طريقه ..لا ينصب واحد منهم نفسه عليما ببواطن الأمور..ومفتيا فيما يعرف وما لا يعرف ولعل تلك من أهم أسباب التفوق ..والتقدم..!

***

*اخترت لك هذه الأبيات من شعر نزار قباني:

هو البحر يفصل بيني وبينك

والموج والريح والزمهرير

فانتبهي للسقوط الكبير

هو القهر يفصل بيني وبينك

فالحب يرفض هذه العلاقة

بين المرابي وبين الأجير