سمير رجب يكتب مقاله "غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " حينما تتمزق الشعوب تضيع الأوطان "

بتاريخ: 24 أبريل 2018
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

*حينما تتمزق الشعوب تضيع الأوطان

 هل يمكن القول إن الأزمة السورية في طريقها للحل بعد دخول فريق الكشف عن الأسلحة الكيميائية مدينة دوما المدمرة تدميرا..؟!

وهل تأمين خروج الجماعات المسلحة من مناطق القتال إلى أماكن قريبة من العاصمة دمشق ومدينة حلب يضمن تخفيف حدة التوتر بين النظام والمعارضة .. أو بين النظام وأولئك الذين سبق أن جاءوا من كل فج رافعين السلاح سافكين دماء الملايين من أبناء الشعب السوري..؟!

أنا شخصيا أرى أن هذه الأزمة التي مضى على اشتعالها ما يقرب من سبع سنوات كاملة سوف تتعقد أكثر وأكثر خلال الفترة القادمة .. لأسباب عديدة لعل أهمها.. أن فريق الكشف عن الأسلحة الكيميائية إذا ما أعلن عثوره على آثار من تلك الأسلحة.. فسوف تعترض روسيا وتتهمه بالانحياز لأمريكا وبريطانيا وفرنسا..وإذا نفى وجود أيٍ من هذه الآثار ولا أعتقد أنه سيقدم على ذلك .. فلن يصمت الغرب وسيملأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدنيا صياحا بأن هناك من يلعب في الخفاء لصالح بشار الأسد.. وإن كانت التجارب السابقة تقول إن جميع وفود الكشف عن الأسلحة النووية والكيميائية ليسوا فوق مستوى الشبهات ولعل الأخ "محمد البرادعي" خير شاهد وأبلغ دليل..فقد غير موقفه أكثر من مرة عندما كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتولى مهمة التمهيد لغزو العراق .. فقرر زورا وبهتانا امتلاكه لأسلحة نووية الأمر الذي ثبت عدم صحته لكن بعد فوات الأوان .. وبعد أن سقط وطن "عربي".. ودمر جيش "عربي" بسبب إنسان "عربي" للأسف..!

وغني عن البيان أن أمريكا لديها مائة "برادعي" يمكن أن يقوم بنفس العمل بالنسبة لسوريا خصوصا بعد أن دخلت ألمانيا على الخط وطالبت الروس بالحيادية وإلا تعرض العالم للخطر..!

طبعا العالم لن يتعرض للخطر ولا شيء من هذا القبيل..فالأمريكان وحلفاؤهم لن يتورطوا في مواجهة عسكرية مع أي طرف ..

نفس الحال بالنسبة للروس الذين صمتوا صمتا مريبا أثناء الضربة العسكرية الثلاثية بل ادعوا أنهم اعترضوا الصواريخ التي انطلقت في الساعة الرابعة صباحا.. وهذا لم يحدث !

***

ما أود أن أنتهي إليه أن العالم العربي يتقلص دولة بعد أخرى ولا أحد ينتبه..!

الجميع يركز على المعارك الدائرة ..وعلى من حقق النصر.. ومن " أشعل النار" هنا ..وهدم المنازل هناك بينما المخططون اللئام يتجهون بأنظارهم إلى ما هو أشمل وأوسع..!

تذكروا يا سادة.. ما سبق أن ردده الأمريكان حول الشرق الأوسط الجديد.. والفوضى الخلاقة وما فعلوه لإسقاط الدول..!

إنهم ماضون في طريقهم .. وإذا كان بشار الأسد كما يقولون قد استطاع الصمود طوال تلك السنوات الماضية فإن الشعب السوري تمزق إلى جماعات وشيع متناحرة.. والشعوب عندما تتقطع أوصالها .. يبيت من الصعب بعد ذلك إصلاح ما أفسده الدهر.

من هنا..أقول..انتبهوا..انتبهوا.. فسوريا معرضة للسقوط إن آجلا أو عاجلا..

وللأسف سيكون ذلك باتفاق روسي-أمريكي-بريطاني-فرنسي.. وخرائط التقسيم جاهزة من الآن..!

***

..و..و..وشكرا