*تنحية رئيس القاهرة الجديدة لا تشفي الغليل وكلمة حب خالصة للمستشار مرتضى منصور
تنحية رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة لا تشفي غليل الجماهير التي ظلت عالقة في الشوارع على مدى أربع أو ست ساعات وقد أحاطت بهم مشاعر الرعب والفزع من كل جانب بعد أن غاب الرجل عن دائرة عمله.. وهي عادة تعود عليها دائما منذ أن تولى منصبه..!
لقد حول مصطفى فهمي المدينة المسماة بالجديدة إلى قاهرة متهالكة ممزقة الأحشاء بعد أن قام بتكسير الشوارع مرة واحدة .. وتم تغيير مسارات المرور ولا
أدري سواء بعلمه أو بدون علمه فضلا عن تحويل بعض المناطق إلى ما يشبه الأحياء الشعبية حيث انتشرت محلات بيع الفول والطعمية وشاورمة الأخوة السوريين دونما أن يتوقف "سيادته" أمام ما يجري وهذا شيء بديهي طالما أنه أغلق دونه الأبواب رافضا الاستماع إلى نصيحة .. أو الاهتمام برأي جاد..أو وجهة نظر ليس وراءها مصلحة ذاتية..!
***
في المدينة الموعودة شارع شهير اسمه شارع التسعين ..ومنذ أن بدأت الأمطار في السقوط توقفت حركة المرور في هذا الشارع تماما.. ثم سرعان ما انفجرت بالوعات الصرف الصحي.. وهبطت الأرض وأخذ الناس يطلقون صرخات الاستغاثة وما من مجيب..!
أين عمليات الإنقاذ السريع المفروض أجراؤها وأين أعمال شفط المياه.. وأين رجال المرور الذين ينبغي تواجدهم في التو واللحظة .. وأين كان رئيس المدينة نفسه؟!
يومها للأسف كانت مباراة لكرة القدم يلعب فيها النجم العالمي محمد صلاح فانشغل الجميع بمشاهدتها وليذهب الذين حكمت عليهم الظروف إلى الجحيم..!
***
من بين هؤلاء كانت ابنتي التي غطت المياه منتصف سيارتها وبدت هي وغيرها وكأنهم يصارعون الموج المتلاطم.. وقد وجدت نفسي عاجزا عن مساعدتها .. فلا أستطيع الوصول إليها .. لا أنا ولا زوجها.. ولا شقيقها.. وللأسف استمرت رحلتها مع هذا حتى منتصف الليل.
***
من هنا أقول إن بعض المواقع يصعب على نوعيات معينة من البشر شغلها لأنها تحتاج إلى مقومات واستعدادات خاصة .. ومن يصلح رئيسا لقرية طهرمس قد لا يكون مناسبا لشغل موقع حساس في مدينة أصبحت مقصدا للنشاط الاقتصادي والاجتماعي.. والرياضي..و..و..والإنساني.
وأنا أضع عدة خطوط تحت الإنساني لأن ما جرى في اليوم المشهود كان بعيدا كل البعد عن أبسط معاني الإنسانية..!
***
ولقد عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي مباشرة عن تفهمه للمعاناة التي أحلت ببعض المصريين نتيجة الآثار المترتبة على تساقط الأمطار بشكل مفاجئ .. وغير معتاد.. وأكد الرئيس أن الدولة بكافة أجهزتها ستكثف جهودها لتلافي حدوث مثل هذه الأمطار مرة أخرى.
ولعل أول الإجراءات في هذا الصدد إبعاد رئيس المدينة وتكليف غيره الذي نرجو أن يكون أهلا لتحمل المسئولية .. وليس مثل سابقه ..!
كما نرجو ألا يضطر رئيس الوزراء للاعتذار للجماهير مرة أخرى بسبب "تقصير" موظف.. صغر أم كبير..فهؤلاء الموظفون الذين لا يريدون أن يرتقوا بفكرهم إلى ما هو أرفع وأعمق وأسمى.. هم من يتسببون في تعطيل الانطلاقة..لكن فلنتأكد جميعا أن عجلة التطوير والتغيير.. سوف تتجاوزهم كثيرا.. كثيرا..!
استنادا إلى تلك الحقائق فإن الجماهير تتنظر بلهفة انتهاء التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في هذا الصدد على ضوء الحقائق والمخالفات والعورات التي كشفتها هيئة الرقابة الإدارية منذ اليوم الأول بعد أن قام رئيسها بنفسه بتفقد الكارثة على الطبيعة وقد أوضحت الهيئة أن الحكاية لم تحدث فجأة حيث سبق أن حذرت هيئة الأرصاد الجوية من تعرض البلاد إلى رياح شديدة تصاحبها أمطار تصل إلى حد السيول.
كما تبين وجود أعطال جسيمة في العديد من الطلبمات ومولدات الكهرباء وشبكات الحريق وغيرها وغيرها.
كل ذلك "والبيه" رئيس القاهرة الجديدة المقال "نايم في العسل".
وتلك عاقبة الغافلين والمتخاذلين والمقصرين في حق مصر والمصريين على اختلاف نوعياتهم. (فوز الزمالك فرصة لتغيير السياسات)
أنا شخصيا كنت متوقعا فوز الزمالك في مباراة قمة الدوري التي جرت يوم الخميس الماضي .. لأسباب عديدة لعل أهمها أن الزمالك مهما تعددت مشاكله وتعقدت.. فهو نادٍ كبير بكل المقاييس له مكانته وقدره .. وسيظل كذلك ليس في نظر مؤيديه فحسب بل من جانب المصريين جميعا ..
أيضا.. لقد تولد في الآونة الأخيرة إصرار من قبل اللاعبين على ضرورة إثبات وجودهم وتأكيد كفاءتهم والحفاظ على سمعتهم .. فنحوا جانبا خلافات الإدارة .. والنزاعات التي تطفح على السطح..فهم أولا وأخيرا.."لعيبة".. منهم من لا يقل قيمة عن الخطيب.. أو إبراهيم يوسف.. أو حتى محمد صلاح..!
على الجانب المقابل.. فإن لاعبي النادي الأهلي - وهذا حقهم- قد توافرت لديهم ثقة زائدة في النفس بسبب كثرة المباريات التي حققوا فيها الفوز.. كما أنهم يعلمون أحوال الزمالك.. فجاءوا إلى منافسيهم.. وكأنهم في نزهة أو في مباراة ودية تنتهي بالتصفيق لهم والتهليل.. وللأسف خابت توقعاتهم..!
***
على أي حال.. اسمحوا لي أن أوجه تهنئة خاصة.. وكلمة مخلصة للمستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك..!
أرجو أن تدرك جيدا..أن هناك أطرافا بعينها .. كانت تعد العدة للإجهاز عليك.. وإخراجك من دائرة الرياضة إلى دوائر أخرى.. وربما يكون فوز ناديك قد جاء ليضيع عليهم الفرصة..!
لذا.. فليكن خطابك في المرحلة القادمة.. هادئ النبرات .. لا يسيء لمشاعر أحد سواء داخل الوسط الرياضي أو خارجه.. لأنك تعلم أنه تجيء فترة معينة على الإنسان.. يتكاتف ضده الأصدقاء قبل الأعداء..!
ثم..ثم.. حاول يا أخي حل أزمة هاني العتال..!!
اترك القانون يأخذ مجراه.. وحتى يقول القضاء كلمته فليمارس مهامه كنائب لرئيس مجلس الإدارة المنتخب ويدخل ناديه في حرية .. وبلا قيود.. أو مشاحنات..!
..و..ومرة أخرى.. خالص التهاني لنادي الزمالك بهذا الفوز"الجميل"..!