إلى دعاة إفساد الفرحة ووقف عجلة التطوير:
حذارِ وألف حذارِ.. أن تحرِّفوا الكلم عن مواضعه..
وتذكروا: الله سريع الحساب
كأي نبت شيطاني .. يصر على أن يخرج من بين الصفوف التي غرس الله بذورها في الأرض بترتيب محكم وإعداد بالغ التنظيم.."واحد" من بني البشر يحاول بين كل آونة وأخرى إفساد فرحة الجماهير .. وتعكير صفو حياتهم الهادئة لا سيما خلال المناسبات سواء الدينية منها أو غير الدينية..!
ومشكلة هذا الشخص وأمثاله أنهم يتمسحون في أردية الدين واستغلالها استغلالا مريبا يخرجها من سياقها محاولين أن يظهروا في النهاية وقد ارتدوا ملابس الحملان دون أن يدركوا أنهم إنما يرتكبون
إثما عظيما.. لابد وأن يدفعوا ثمنه إن آجلا أو عاجلا..!
***
شهر رمضان على الأبواب وقد تعودنا نحن في مصر بالذات على الاحتفال بهذا الشهر احتفالا خاصا قائمين ..وقاعدين .. نؤدي الصلاة..ونقرأ القرآن .. في نفس الوقت الذي يردد فيه أطفالنا الأغاني ذات التراث الأصيل ويعلقون الزينات في الشوارع التي تتلألأ بالأنوار ليعيش الجميع فرحة لا تتكرر مظاهرها إلا مرة واحدة كل عام..!
فجأة يأتي من يزعم زورا وبهتانا بعد أن نسب نفسه إلى ما تسمى بالدعوة السلفية أن هذه الأفراح الرمضانية ..حرام..! حرام لماذا..أيها الشيخ"الشيطاني الذي لابد وأن تكون لك جذور إخوانية إرهابية".. وقد كلفتك الجماعة إياها بضرب "كرسي في الكلوب"..؟!
إنك تعتمد على حجة واهية تقول إن هذه العادات والتقاليد غير ملزمة بالنسبة للناس .. كما أن ترديد
الأغاني وعزف الموسيقى بعيدان عن الشرع .. في شهر القرآن والعبادات ..!!
ونحن بدورنا نسألك :
..وهل تبعدنا تلك الأفراح عن ممارسة العبادة بكل طهر ونقاء..؟!
لابد وأن تكون الإجابة بالنفي لاسيما في ظل عدم وجود أي نص قرآني أو حديث نبوي شريف يحرمان استقبال الضيف الكريم بالحفاوة .. والتهليل .. والتكبير..!
عموما..لقد فشل أمثالك على مدى عقود من الزمان أن يفرضوا إرادتهم الخبيثة على جماهير هذا الشعب الطيب الذي يمارس تعاليم دينه بالفطرة ودونما أدنى تزيد..!
على الجانب المقابل.. فإن واجبنا -كشعب- وأد تلك الفتن أولا بأول بحيث لا نسمح بتداول مزاعم البهتان والضلال بل نقف ضدها بكل حسم ..وصلابة .. فنغلق المنافذ والأبواب دون أولئك الباحثين عن الشهرة الحرام.. والذين دأبوا على ارتكاب جرائم الخديعة وشغل المجتمع بقضايا ما أنزل الله بها من سلطان..
إنها مهمة شعبية في الأساس قبل أن تكون حكومية أو شرطية أو قضائية ..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن موقف الذين يفتون إما بغير علم أو بقصد الإثارة والبلبلة .. لا يختلف كثيرا عن نظرائهم الذين يملأون الدنيا صياحا رافضين المشروعات الجديدة لتطوير التعليم..!
إن أمركم غريب ولا شك..؟!
ألسنا نحن الذين أخذنا نردد خلال السنوات الماضية أن تعليمنا يعاني من البدائية والتخلف لا هدف من ورائه سوى ملء العقول بمواد لا تمت للعصر بصلة.. مواد جامدة .. معادة..مكررة .. يحفظها الطالب دونما تفكير لـ "يطفحها" يوم الامتحان ثم تطويها ذاكرته إلى غير رجعة..؟
إذن وقد جاءت الدولة الآن لتتصدى ضمن ما تتصدى لأزمة التعليم في محاولة لإحداث طفرة في برامجه.. وفي مفاهيمه.. وفي وسائله وغاياته.. فهل نقف بجانبها .. أم نصدها صدا بغير وعي أو إدراك سليم..؟!
صدقوني.. نحن نضر أنفسنا بأنفسنا.. وإذا تركنا الحبل على الغارب لكل من يرفع عصا المعارضة سواء بحق أو بغير حق.. بفهم ..أو بدون خلفية علمية وتجارب واقعية فنحن الخاسرون لأننا لو فعلنا ذلك سنظل في مواقعنا جامدين .. متحجرين .. لا نتحرك خطوة واحدة .
عندئذ .. يلقى اللوم على من..؟؟
ألا يكفينا أن أصبح لدينا من يضع أياديه بجرأة وشجاعة على مواطن النقص.. وأوجه العورات والثغرات.. ؟!
لقد جاءت اللحظة الحاسمة .. يا سادة.. للتخلص من الركامات القديمة التي طالبت الأغلبية في هذا الوطن بضرورة العمل على إزالتها .. وإيجاد البدائل الصحيحة والسليمة.. والمدركة لحقائق الأشياء..إدراكا واعيا.. وعاقلا .. وسديدا..!
ما نعلمه.. أن من يضع قواعد وأسس إصلاح التعليم.. ليس وزيرا بعينه.. أو مجموعة من المتخصصين فقط .. بل هناك.. فرق عمل تدرس..وتفحص.. وتقارن .. بغية الوصول إلى الأحسن فضلا.. -وهذا هو المهم- عن توفر إرادة سياسية أخذت على عاتقها اقتحام الصعب تحت وطأة أي ظرف من الظروف .. وبديهي.. فإن الثمار التي تنتج عن العارفين .. والعالمين.. والصادقين خير ألف مرة ومرة.. عما يتساقط من الأشجار الذابلة التي عفا عليها الزمن..!
بالمناسبة .. يوجد في مصر حاليا.. ما تسمى "بالدبلومة الأمريكية".. يؤدي الطلبة في سبيل الحصول عليها امتحانا اسمه "السات" "sat" تأتى أسئلته من أمريكا مباشرة داخل أظرف مغلقة.. وقد اتخذت للحفاظ على سريتها كل الوسائل الأمنية المتعارف عليها..!
تصوروا.. اكتشف "الأمريكان" .. تسرب امتحانات هذه الشهادة.. مما اضطروا معه إلى إلغائها في مصر دون غيرها من بلدان العالم..!
بالضبط هذه الواقعة تذكرنا بنفس ما كان يجري بالنسبة لأسئلة الثانوية العامة والتي أفرزها من ضمن ما أفرزها.. ذلك النظام التعليمي السقيم..!
في النهاية تبقى كلمة:
إنني أقول بعد هذا السرد إلى دعاة إفساد الفرحة والذين يعملون على وقف عجلة التطوير في أي مجال من المجالات:
حذارِ..وألف حذارِ.. أن تحرفوا الكلم عن مواضعه.. وتذكروا أن الله سريع الحساب في الدنيا والآخرة..!
***
إبراهيم سعدة .. قبل فوات الأوان!
أرجو ..وألح في الرجاء.. على كل من يملك وسيلة واحدة يمكن من خلالها فتح باب العودة للوطن أمام الزميل الكاتب المتميز .. صاحب الخلق الرفيع إبراهيم سعدة.. فلا يتردد..!
باب العودة في إطار روح القانون الرحيمة.. وليس في ظل بنوده الجامدة المتحجرة..!
لقد اتصلت بالأمس .. بابنته الغالية "نيفين".. واستشعرت من خلال نبرات صوتها الذي جاء بعيدا..بعيدا.. لهفة وقلقا على الأب الحاني الذي طالما أسهم في حل مشاكل وقضايا وأزمات الألوف من البشر..!
مرة أخرى.. أعود لأرجو..اتخاذ إجراء واحد حاسم وصادق وإنساني قبل فوات الأوان..!
أكرر قبل فوات الأوان..!
ولعل الرسالة تكون قد وصلت.