أنا لا أتفق مع هؤلاء الذين يرفضون اعتبار الجريمة الشنعاء التي ارتكبها الرجل العجوز ضد الطفل شبه الرضيع حادثة فردية لأن المجتمع المصري يستحيل أن تكون هذه سلوكيات أفراده أو أن يصل الأمر إلى ذلك الانهيار الخلقي والديني الذي لم يسبق له مثيل.
***
إن أي مجتمع من المجتمعات لا يخلو من حالة هنا وحالة هناك تتسم بتمزق القيم وإشعال نيران الغرائز والسير في طريق الضلال بصرف النظر عما يقره الدين وتقتضيه الأخلاق والتربية الفطرية التي نعترف بحق بأنها باتت تجارة بغيضة رغم أنها في أحيان كثيرة لا تباع ولا تشترى..
***
على الجانب المقابل إن ما يريح النفوس أن لدينا قضاء عادلا وقضاة شجعان يعبرون عن نبض هذا المجتمع بالصدق والحيادية والشجاعة ..أبلغ ما تكون الشجاعة فتأتي الأحكام التي تؤثر بقوة داخل شرايين المجتمع وأن يسخروا القانون للمواجهة الجادة والحاسمة من خلال عقوبات قصوى تشفي الصدور وربما تعود العقول المجنونة إلى الصواب ... أو جزء من الصواب..
***
ثم ..ثم.. فهناك ازدواجية في الإرادة التي تعكس الشيء ونقيضه في آن واحد وقد عبر عن ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا عندما عتب على القائمين على المسلسلات في التليفزيون قائلا إن هذه ليست مصر..
فعلا فهذه ليست مصر .. إذن وبالتالي علينا أن نتوقف وأن نتنفس قليلا من الهواء النقي بدلا من تلك المناخات والضلالات الهادمة..
***
في النهاية تبقى كلمة:
أخيرا وعلى أي حال أرجو أن تطمئنوا إلى مجتمعكم.. هذا المجتمع الذي تداول عليه أجيال وأجيال منذ قديم الأزل وحتى تقوم الساعة بإذن الله ..
***
و..و..شكرا