يتصور من يتصور أن البيانات النظرية لا تحرر أرضا ولا تشفي غليلا..وأنا شخصيا أعترف بأنني كنت ضمن الاتجاهات أو التوجهات بعد أن عايشت سقوط الجماعات والنشاطات العربية الواحدة تلو الأخرى .
***
وإذا كانت تلك الرؤى جاءت بعد ثورة يوليو ١٩٥٢فقد كان هذا اتهاما غير مبرر لجمال عبد الناصر الذي عاب عليه البعض لجوئه لمبادرة روجرز في حين أنه كان في ذلك الوقت يقود حرب الاستنزاف بهدف الرد على هزيمة يونيو ١٩٦٧ وإن كان قد رحل مبكرا وقبل أن يستكمل كافة بناء الجيش المصري وقد جاء من يخلفه بكل شرف وأمن وأمان.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن مقولة السادات بعد انتصار أكتوبر إن مصر قد أصبح لها سيف ودرع ..قد شجعت الجمع الكبير على زيادة قوتهم قوة وبسالتهم بسالة ..
ثم..ثم.. لقد كان امتزاج العقل الجمعي مع جذور الوعي الوطني الذي يسير قدما نحو الأمام قد شكل إطارا متعمقا ومحدد الرؤية السديدة..
***
وجاء الرئيس الراحل حسني مبارك ليكرر بأن مصر تبنت القضية الفلسطينية عام ١٩٤٨وحتى الآن ولن تتخلى عنها أبدا.
***
..وتأكيدا لنفس المعاني والمبادرات المتتالية ..يضع الرئيس عبد الفتاح السيسي النقط فوق الحروف بكل دقة وصراحة ..
ولعل الموقف الشجاع والصريح والذي يتجلى أمام القاصي والداني من بين ما تجلى في ذلك البيان الذي أرسلته وزارة الخارجية أمس وقالت فيه إن مصر تدين بأشد العبارات قرار الاحتلال الإسرائيلي بالموافقة على إنشاء ٢٢ مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة في استفزاز وانتهاك صارخ للقانون الدولي والحقوق الفلسطينية ويرفضه المجتمع الدولي المتطلع إلى السلام على أسس عادلة .
وإن مصر تشدد على ما يمثله هذا القرار من مخالفة فادحة لقرارات الشرعية الدولية..وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن بما في ذلك قرار ٢٢٣٤بالإضافة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدوليةبشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية..وتؤكد مصر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية هو حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني ومطلب دولي مشروع لا رجعة فيه..وأن المستوطنات الإسرائيلية ليس لها أي أساس قانوني وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة التي تؤكد عدم جواز قيام دولة احتلال أن ترحل أو تنقل جزءا من سكانها إلى الأراضي التي تحتلها..كما تشكل المستوطنات الإسرائيلية عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين والسلام العادل والدائم والشامل.
***
وفي النهاية تبقى كلمة:
يا سادة كفوا عن اللعب على الحبال وعن توزيع الاتهامات جزافا وعن مجرد التفكير في تخلي مصر عن مسئولياتها تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
***
و..و..شكرا